السيد بيد الله: حزب الأصالة والمعاصرة، حزب يدمج البعد الجهوي للقرب ويراهن على العنصر البشري (مرفق بصورة)
(أجرت الحوار: حنان براي) الرباط - يراهن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعرفه أمينه العام السيد محمد الشيخ بيد الله، على أنه حزب يدمج البعد "الجهوي للقرب"، على العنصر البشري من أجل خوض الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو المقبل.
وبعدما اعتبر أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة لا تعكس انخراط المغاربة في بناء مغرب الغد، أكد السيد بيد الله، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة انتخابات 12 يونيو، أن حزب الأصالة والمعاصرة، أطلق تحدي تحرير الطاقات على الصعيد المحلي، ودفع مختلف فئات المجتمع من أجل الانخراط في المسلسل الانتخابي المقبل.
وقال إن "الانتخابات الجماعية تكتسي أهمية كبرى بالنسبة لتدبير الشأن العمومي المحلي"، مضيفا أن الأمر يتعلق ب"مرحلة حاسمة بالنسبة لمغرب الغد".
وأضاف السيد بيد الله "أعتقد أن الطابع الأساسي المميز للانتخابات الجماعية المقبلة، يكمن في الدينامية التي خلقها حزب الأصالة والمعاصرة خلال الأشهر الأخيرة، وعودة الحيوية للحياة السياسية، وكذا في إعادة تنشيط بعض الأحزاب التي تأمل في أن تمكن هذه الدينامية من تعبئة الجماهير بهدف مواجهة ظاهرة العزوف، وحتى تتلاءم المشاركة مع إعادة هيكلة المشهد السياسي".
+ المنتخب الاستراتيجي: رؤية جديدة من أجل تدبير أفضل للجماعة +
واعتبر السيد بيد الله أن الجماعة تعد عنصرا أساسيا من أجل تفعيل مبدإ الجهوية الموسعة وتجسيد سياسة القرب، وهي مدعوة لأن يتم تسييرها على أساس رؤية جديدة ترتكز على مفهوم "المنتخب الاستراتيجي".
وأشار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن هذا "المنتخب الاستراتيجي"، الذي هو منتخب الغد، سيكون عليه من الآن فصاعدا، أن يتوفر على برنامج محين، ويعتمد على فريق متعدد التخصصات داخل حزبه، ويعمل على أن يصب "التفاعل والتنسيق بين الجماعة والسلطات المختصة في اتجاه إيجابي، أي أن يكون تعاونا مثمرا وليس حلقة مفرغة كما كان عليه الحال في الماضي".
وأضاف أن هذا التوجه هو الذي ينخرط فيه حزب الأصالة والمعاصرة من أجل التجديد والابتكار في مجال التدبير الجماعي، مشيرا إلى أن الحزب يدعو إلى الاعتماد على النخب المحلية، في الجماعات التي ينتمون إليها بهدف المساهمة في وضع تصور لمغرب الغد.
+ حزب الأصالة والمعاصرة: قيمة مضافة للمشهد السياسي الوطني +
واعتبر السيد بيد الله أنه تم إحداث حزب الأصالة والمعاصرة في وقت يشهد فيه المغرب تقدما كبيرا في مختلف المجالات. وقال "لقد تابعنا جميعا بكثير من الاهتمام والأمل المشروع المجتمعي الذي أطلقه صاحب الجلالة من أجل بناء مغرب جديد، مزدهر، ديمقراطي وحداثي، إنه مغرب الغد الذي يعد ورشا كبيرا".
وشدد، مع ذلك، على ضرورة تعزيز هذه التحولات بواسطة إصلاحات سياسية.
وانطلاقا من هذا الواقع، ومن أجل مواكبة المشروع المجتمعي الذي أطلقه جلالة الملك، قام الحزب بتطوير مقاربة جديدة تقوم على اللامركزية واتخاذ القرار على الصعيدين المحلي والجهوي.
وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الانفتاح على الشباب والنساء يشكل أيضا التزاما قويا للحزب، مشيرا إلى أن هذه المقاربة الجديدة تتوخى إشراك هذه المكونات الأساسية للمجتمع في القرار وفي تدبير الشؤون على المستوى المحلي والجهوي والوطني.
وذكر بأن الحزب، الذي تأسس في غشت 2008، يستلهم مبادئه من المرجعية الأصيلة للمملكة لترسيخ أسس هويته دون السقوط في الاستيلاب، وكذا على المعاصرة بغية مواكبة تطور العالم المحيط بنا.
وقال السيد بيد الله "حزبنا ينخرط كلية في هذا الأفق"، موضحا أن مرجعية حزب الأصالة والمعاصرة مستلهمة من مبادئ المواطنة والأصالة ومن الثوابت الوطنية، وهي المذهب المالكي، والوحدة الترابية للمملكة، والملكية الدستورية الديمقراطية الاجتماعية، فضلا عن الانفتاح على الحداثة والقيم الكونية الضامنة لحرية وكرامة الإنسان.
+ اختيار وجيه للجماعات من أجل ضمان حظوظ أوفر للفوز +
وفي ما يتعلق بمعدل تغطية الجماعات على الصعيد الوطني، أكد السيد بيد الله أن الاختيار وقع على الجماعات التي يتوفر فيها الحزب على حضور، بعد اندماجه مع خمس تشكيلات سياسية أخرى (الحزب الوطني الديمقراطي، حزب رابطة الحريات، حزب العهد، حزب البيئة والتنمية، مبادرة المواطنة والتنمية).
وقال " إن هدفنا ليس تغطية كافة الجماعات بالمملكة من دون تحقيق أي نتيجة، بل نسعى إلى الذهاب إلى حيث نتوفر على معارف وعلاقات، وحيثما لدينا مناضلون ونتوفر على حظوظ للفوز".
كما انصب اختيار الحزب على الجماعات التي يتوفر فيها على موارد بشرية تساعده على تحقيق برامجه، وتضمن إشعاعه المحلي وتجسد مُثل حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى خطابه الجديد وحداثته.
وأعلن أيضا أن الحزب يعتزم تغطية ما بين 45 و50 في المائة من الجماعات من أجل ضمان حظوظ أوفر للفوز.
وبهدف ضمان أداء مهمته على صعيد التدبير الجماعي، قال إن حزب الأصالة والمعاصرة يعتزم عقد تحالفات مع تشكيلات سياسية في مرحلة مابعد الانتخابات.
وبخصوص نقط التشابه التي يتم في العادة تسجيلها بين برامج الأحزاب، أكد السيد بيد الله أن حزب الأصالة والمعاصرة لا يتوفر على برنامج معد مسبقا وجامد، وإنما يقدم إطارا عاما، بل قالبا، ستعتمده كل جهة على حدة من أجل أن يتوافق مع خصوصياتها، مشيرا إلى أن هذا الإطار العام يسعى إلى إبراز الجوانب التي يمكن أن تضفي خصوصية على كل جهة على حدة، مسجلا أنه نتيجة لذلك، "لا يمكن مقارنة برنامجنا مع برامج باقي الأحزاب ".
وبالنظر إلى التحدي الذي أطلقه الحزب لدعم انخراط غالبية المواطنين في الاستحقاق الانتخابي المقبل، خلص السيد بيد الله إلى أن مغرب الغد هو مغرب منخرط في التغيير، الذي يحتاج إلى كافة المغاربة، ويجب أن تتوفر له ظروف ملائمة بهدف مواجهة المشاكل، ولاسيما تلك المرتبطة بالتشغيل والصحة ومحاربة الأمية.
المصدر:وكالة المغرب العربي للأنباء