السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمل خارج الرحم
يعتبر الحمل خارج الرحم والإجهاض أهم المشكلات التي قد تتعرض لها السيدة في بداية الحمل وقد أدى التطور في وسائل التشخيص والعلاج في الطب إلى كشف الكثير من الأسباب وكذلك الوسائل العلاجية المختلفة لهذه المشكلات ومنها الموجات فوق الصوتية بطرقها المختلفة وكذلك فحوصات وتحاليل بعض الهرمونات.
إن الفهم الدقيق للأسباب ووسائل العلاج جعل التشخيص المبكر ممكنا وأضحت المضاعفات التي كانت تحدث للسيدات الحوامل قديما غير مألوفة في الوقت الحاضر. وسوف نناقش في هذا الموضوع مشكلة الحمل خارج الرحم ونلقي الضوء عليها.
يعرف الحمل خارج الرحم والذي يعود أصل الكلمة إلى كلمة لاتينية تعني حدوث الحمل في أماكن كاذبة (خارج المكان الطبيعي وهو الرحم) حيث يحدث انغماس البويضة الملقحة في مكان غير مؤهل أو مهيأ لنمو وتقدم الحمل.
و يتم ترتيب الأماكن التي يحدث فيها الحمل خارج الرحم كالآتي:
« قنوات فالوب، حوالي 98% من الحالات
« تجويف البطن، 1.4% من الحالات
« المبايض 0.15% من الحالات
« عنق الرحم 0.15% من الحالات
و تبلغ نسبة الإصابة بعنق الرحم حوالي 1 : 100 من مجموع حالات الحمل و لاحظت الدراسات الطبية زيادة نسبة الحمل خارج الرحم و قد يعود ذلك إلى إلتهابات الحوض نتيجة الإصابة ببعض الميكروبات و أشهرها الكلاميديا و كذلك استعمال موانع الحمل مثل اللولب.
إن التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم قد يكون من الصعوبة بمكان و ذلك نظرا لأن الأعراض قد تكون غير واضحة حيث ان نسبة كبيرة من الحالات قد تشتكي من تأخر الدورة الشهرية مع حدوث آلام أسفل البطن أو نزيف بسيط و لذلك قد يختلط الأمر على السيدة حيث ان نسبة كبيرة منهن لا تدرك أنها حامل في ذلك الوقت.
و يدفع ذلك الأطباء إلى الانتباه إلى هذا التشخيص حيث يجب عمل تحليل للحمل بالدم لأي مريضة تشتكي بمثل هذه الأعراض ويمثل ذلك حجر الزاوية في الاكتشاف المبكر.
إن أدوات التشخيص تتمثل في عاملين رئيسيين أولهما تحليل و فحص هرمون الحمل (bhcg) حيث يعطي أولا الدلالة الرئيسية على وجود الحمل كما أن تضاعف و زيادة مستوى الهرمون بالدم عندما يتم فحصه بشكل دوري قد يكون وسيلة الاكتشاف الأولى لحدوث الحمل خارج الرحم و عندما يكون مصاحبا بالموجات فوق الصوتية المهبلية فإن العلماء من خلال أبحاثهم الإكلينيكية وضعوا مستوى معينا للهرمون (1500 وحدة دولية بالملليميتر) يجب ظهور كيس الحمل داخل الرحم ولذلك فإن الموجات فوق الصوتية المهبلية مع الدوبلرالملون يعد وسيلة تشخيصية أساسية للحمل خارج الرحم.
و في دراسة عملية أجريت في فرنسا حدد الأطباء أربعة عوامل قد تكون مساعدة على التنبؤ أو حدوث هذه المشكلة وهي:
1. تاريخ لعدم استعمال موانع للحمل سابقا.
2. تاريخ مرضي للعقم مع وجود عطب بقنوات فالوب.
3. تحفيز التبويض.
4. ارتفاع كبير في مستوى هرمون الحمل.
تتفاوت الوسائل العلاجية للحمل خارج الرحم ما بين العلاج الطبي و التدخل الجراحي إما بالمنظار الجراحي أو الجراحة التقليدية.
يعتمد العلاج الطبي على استعمال عقار الميثوتريكسات عن طريق الحقن و قد أوصى الأطباء باستعمال هذه الطريقة في مجموعة معينة من الحالات تعتمد على حجم كيس الحمل و مستوى هرمون (bhcg) و كذلك عدم وجود حيوية في الجنين.
و يعطى هذا العلاج بمعرفة الاختصاصيين و تحت إشراف طبي. أما العلاج الجراحي فقد تراجعت الجراحة التقليدية في السنوات الأخيرة لصالح المناظير الجراحية حيث يمكن الآن علاج هذه الحالات إما باستئصال الحمل أو قناة فالوب المصابة مع علاج النزف الدموي في حالة حدوثه و تتميز تلك الطريقة بقدرة المريضة على ممارسة حياتها بعد العملية بفترة بسيطة و تتم في نفس يوم دخول المستشفى وقلة مضاعفاتها الجراحية.
إن رسالة هذا الموضوع و التي يجب أن تصل للمرضى و الأطباء على السواء هو الانتباه إلى أعراض المرض ومعرفة وسائل التشخيص المبكر حتى تمكن السيطرة على هذه المشكلة.
منقول : الصفحة الطبية لجريدة اليوم
استشاري أمراض النساء والعقم وأطفال الأنابيب