العملية التعليمية عند نيتشه
لعبد الإله الشابي
العملية التعليمية عند نيتشه هي:تحرير روح وعقل الانسان من القيود التي تكبلها.وهدف العملية التعليمية هي اعطاء الفرصة للفرد-التلميذ-ان يحقق ذاته(الحقيقية) وان يسيطر على العالم الذي يحيط به.ان هذه العملية حسب نيتشه- ليست عملية ادراكية بحثة,وانما عملية شعورية عقلية منعكسة في جميع مجالات الحياة.
لم ير نيتشه دور الطالب في استدخال قيم,وان كانت قيم المعلم,بل بالعكس تماما,فهو يرى دور الطالب في التمرد على تعاليم المدرس,ولهدا نجد نيتشه في كتابه(هكذا تكلم زرادشث) يشجع الفرد على التحرر من قيود المجتمع والتعاليم التي نشا عليها,حتى ان التحرر بالنسبة لنيتشه ليس قيمة بحد ذاتها,وانما هي وسيلة للخلق ولتكوين قيم جديدة.
من اجل خلق قيم جديدة يجب على الفرد الابتعاد عن القيم التي نشا عليهاوفحصها من جديد,فرغبة زرادشت في كتابه هي خلق طالب يكون(صديقا وندا)في ذات الوقت.
لقد عرض نيتشه في كتابه "موضوعات في التربية للثقافة1988" التطور الانساني للطالب في ثلاثة اطوار:
1*طور الجمل 2* طور الاسد 3* طورالطفل
في الطور الاول:يكون الانسان كما الجمل يحمل نفسه اكثر من طاقته من تقاليد ومسلمات ومسؤوليات ويستدخلها.
اما في الطور الثاني:فنراه يثور على الطور الاول بشجاعة وقوة ساعيا الى تحرير نفسه.
وفي الطور الثالث:يستطيع الفرد بسداجة الطفل وطبيعته ان يخلق لنفسه قيما جديدة ليست كسابقتها,وانما قيما مبنية على العفوية والاستقلالية,حيث ان الانسان في هذا الطور-طور الطفل-يكون صانع حياته.
نستطيع ان نرى ان النمودج الذي طرحه نيتشه في كتاباته هو عكس ماتقترحه التربية التقليدية,حيث ان التربية العادية,تبدا بالطفل وتنتهي بالجمل,حيث تهدف التنشئة التقليدية الى خلق انسان يتحمل اعباء الامور ويتفهم ويستدخل مسلمات المجتمع والايديولوجية كمثل اعلى في نهاية العملية التربوية وكهدف لها.
نستطيع القول :ان نيتشه يفتش عن الفرد المتميز والحقيقي لكي يقوم بتطويره ولكي يعطيه الفرصة للتسامي والتعالي عن كل مايقيد ذاته.
ان نيتشه يولي اهمية للمعلم والعملية التربوية,باعتباره وسيطا بين الطالب والثقافة المجتمعية.كذلك نرى انه يتطلع الى ذاتية الفرد وتفرده بسمات وقدرات وميول خاصة كمصدر للعمل الهادف الى تطوير المجتمع الذي ينتمي اليه.
وظيفة المعلم اليوم في الجهاز التعليمي لاتتوافق غالبا مع نظرة نيتشه لمفهوم العملية التعلمية والتعليمية.حيث انه غالبا مانرى ان المدرسة تعد من حين لاخر علماء متخصصين في مجالات المعرفة المختلفة ولكنها لاتكون مساهمة في اعداد افراد مفكرين او قادة يحملون راية التغيير الثقافي النابع من رحلة قاموا بها في اعماق اعماقهم.