جمعية أساتذة التعليم الخاص: من الفكرة إلى التأسيس
بقلم محمد غاق
نشر السبت 19 مايو 2012
1 ـ الفكرة ثم التأسيس:
طرحت فكرة تأسيس هيئة تعنى بالعاملين بقطاع التعليم المدرسي الخصوصي بمدينة آسفي خلال السنة الماضية نظرا للحاجة الماسة لإيجاد إطار مثل هذا ولأهمية هذه الخطوة بالنسبة لشغيلة القطاع. وهكذا وبعد نقاش واسع وحوار طويل بين بعض الفاعلين في المجال تقرر المضي في الفكرة وتأسيس إطار جمعوي محلي، ليتم تشكيل لجنة عهد إليها النظر في الأمر ودراسة الجدوى من وراء تأسيس الجمعية وإعداد الأوراق التصورية وكل الخطوات القانونية اللازمة، وبعد ذلك عقد جمع عام تأسيسي لهذه الهيئة بتاريخ 2011/12/10 والتي اختير لها اسم:”جمعية أساتذة التعليم الخاص بآسفي”.
2 ـ أسباب ودواعي التأسيس:
كأي هيئة وإطار جمعوي تطرح مسألة الجدوى من التأسيس، يعني الحاجة التي ستستجيب لها الجمعية وكذا الفئات المستهدفة والوسائل والموارد المتاحة لإنجاز الأهداف المسطرة.
فمن جهة الحاجة فإن العاملين بقطاع التعليم المدرسي الخصوصي في حاجة ماسة وكبيرة لإيجاد هيئات تهتم بقضاياهم وتدرس حاجياتهم وتعالج إشكالاتهم وتعمل على تحقيق آمالهم العريضة وانتظاراتهم الكبيرة والمشروعة، وكذا إيجاد فضاء لهذه الفئة لممارسة أنشطة موازية تربوية وجمعوية.
ولأن جل المقاربات الخاصة بالتعليم المدرسي الخصوصي تغفل أحد أركان العملية التربوية التعليمية وهي فئة العاملين بالقطاع من أطر تربوية وإدارية ومستخدمي النقل المدرسي وسائر العاملين في مختلف الاختصاصات، فقد حتم هذا المعطى إيجاد
هيئات تهتم بفئة العاملين تسمع صوتهم وتنقل إشكالاتهم وانشغالاتهم، وما هذه الجمعية إلا واحدة من الهيئات المهتمة بهذا المجال والمبادرات الساعية إلى المساهمة فيما فيه صالح وخير قطاع التعليم المدرسي الخصوصي وسائر الفاعلين والمتداخلين فيه.
أما عن الفئات المستهدفة فتتمثل في العاملين بقطاع التعليم المدرسي الخصوصي بمختلف أسلاكه (الأولي ـ الابتدائي ـ الثانوي الإعدادي ـ الثانوي التأهيلي).
3 ـ الأهداف والوسائل:
تهدف الجمعية إلى:
ـ السعي في إحداث تواصل تربوي وبيداغوجي بين جميع الفاعلين في قطاع التربية والتكوين.
ـ المساهمة في التكوين وتطوير الأداء المهني للعاملين بالقطاع وتنمية كفاياتهم المهنية، للارتقاء بجودة التعليم.
ـ السعي لتحسين وتطوير شروط الممارسة التربوية بهذا القطاع وإيجاد البيئة المناسبة لهذه الغاية والمساهمة في الدفاع عن حقوق ومصالح الشغيلة بهذا القطاع.
ـ المشاركة في النهوض بالمجال الثقافي والفني والرياضي والاجتماعي بالمدينة و داخل المؤسسات التعليمية.
ـ المساهمة في الأنشطة ذات الصلة بمجالات التنمية البشرية.
و تعتمد الجمعية في تحقيق أهدافها كل الوسائل المشروعة ومنها:
ـ إقامة الندوات والمحاضرات والملتقيات واللقاءات العلمية.
ـ تنظيم المخيمات والأوراش والتداريب والدورات التكوينية.
ـ ربط علاقات التعاون والتبادل والتشارك مع الجمعيات والمؤسسات والمنظمات في إطار الأهداف المشتركة.
ـ إصدار المنشورات وطبع البحوث وعقد الحلقات الدراسية والتثقيفية.
4 ـ وختاما:
تسعى الجمعية إلى ربط جسور التواصل والحوار مع كل الفاعلين في حقل التعليم المدرسي الخصوصي للمساهمة في الارتقاء بجودة التعليم، وكذا النهوض بأوضاع شغيلة هذا القطاع.
ولعل من أهم المبادئ التي تتبناها الجمعية في عملها مبدأ الحوار باعتباره أسلوبا راقيا وناجعا وفعالا في تحقيق أهداف وانتظارات الجميع، في حفظ تام لحقوق كافة المتداخلين دون حيف ولا إجحاف في حق فئة على حساب أخرى.
وإن النظرة الايجابية للجمعية تنطلق أساسا من رغبة صادقة في تطوير القطاع والرقي به حتى يضطلع بدوره المنوط به تربويا وتعليميا واجتماعيا واقتصاديا، ويكفي إشارة في ذلك كون التعليم الخصوصي ميدان فسيح لامتصاص البطالة والتي تشكل هاجسا عند جميع الفرقاء السياسيين والاجتماعيين، لكن هذا الأمر يحتاج إلى رغبة صادقة وسعي لتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة من قبل الجميع.
إن الجمعية تريد أن تكون قوة اقتراحية إنتاجية تسهم في الارتقاء بجودة التعليم، وكذا إغناء ساحة العمل الجمعوي بمبادرات وفعاليات هادفة منتجة مثمرة تقدم النافع المفيد.
إن هذه التجربة تجربة جديدة فتية تسعى لتحقيق الإضافة النوعية في مجال عملها وميدان اشتغالها، كما تعمل على الاستفادة من كل التجارب التي سبقتها أو التي تأتي بعد وذلك عن طريق ربط علاقات التعاون والتبادل والتشارك معها في إطار الأهداف المشتركة، في أفق أن نرى إطار جمعويا أو نقابيا وطنيا يضم فئة العاملين بقطاع التعليم المدرسي الخصوصي.