مراكز مهن التربية والتكوين: ضرورة حصر النزيف منذ المعارف الجذعية
La nécessité d’arrêter l’hémorragie depuis les savoirs souches
[IMG][CENTER]
تكاد تنتهي السنة التكوينية التي تعرف حاليا إنزال العدة الجديدة الخاصة بهذه المراكز وذلك بعد فشل العدة السابقة التي تضمنت بيداغوجيا الإدماج.
ولقد تميزت هذه السنة بمرونة خولت للمراكز التصرف في عدد من الأمور التنظيمية والتكوينية وهو ما يمكن اعتباره شيئا إيجابيا.
ولكن يبقى الأهم وهو المتعلق بجودة التكوين من حيث الشكل والمضمون ومن حيث التفعيل أي ما يعني بالمعارف في أبعادها الأربعة التي يفترض أن تتوفر لدى الأستاذ المتدرب بعد نهاية تكوينه بالمركز في غير منطق التكوين الذي يرجى من خلاله ربط التعليم والتعلم بما يليق بمهمة المدرسة الجديدة التي يراد لها أن تكون مغربية.
لقد تتبعنا ورافقنا وصاحبنا الأستاذ المتدرب واشتغلنا في ما يسمى نمطيا بالعمل الجماعي في المركز إلا أن شيئا من المعتاد l’habitus يبقى منتصبا كالطوطم في الأنفس وفي الأذهان كما يلاحظ التشدد للمعارف التي تحتاج إلى تحيين و القطع معها.
فالمتدرب بين المركز ومدارس التطبيق يتلقى تكوينا نظريا يفترض أن يكون ناتجا عن تبصر بدوره ناتج عن ممارسة ميدانية... وذلك وفق الأنموذج تطبيقي نظري تطبيقي... ولكن المشكلة هي أنه مقتلع من فراغ معرفي أو له معارف غير سليمة علاقة بالمهمة الأستاذية من مفهومها المهني.
ومن هذه المنطلقات لاحظنا أن المتدربين لا يدرسون عددا من المواد بما يجب علاقة بالمقاربة بالكفايات بشكل لائق.
هذه الإشكالية يزيدها تعقيدا ما اتفق عليه بالمواد الأساسية والمواد الثانوية أو التكميلية لا من حيث المفهوم ولا من حيث التقويم ولا من حيث متطلبات وشروط إنجاح المقاربة بالكفايات.
بل أكثر من ذلك لاحظنا تكوينيا توظيفا غير سليم للكفايات المسماة مستعرضة بحيث حوصرت هذه في القدرات في الحين أنها جزء من الكل في تركيبة للمواد التعلمية بدونها لا يمكن التعلم على الإبداع والابتكار وبالتالي استبعاد تصدير أساتذة قادرين على حصر النزيف وتغيير الفعل التعلمي والتكويني لخدمة التشهيد المتحرر القادر على التفاعل والرفع من القيمة الإنتاجية والإنتاجاوية.
إن هذا شيء لا يليق بالمشروع المجتمعي السوسيو ثقافي ولا يليق بالمشروع التنموي للحكومة اقتصاديا وسوسيو اقتصاديا ولا يليق بالارتباطات الدولية التي تعرفها المملكة الغربية.
طبعا إن هذا لا يعني تقصيرا من طرف المكونين أو المتدربين ولكن الأمر يعود إلى التفكير الإصلاحي والمنطق الذي تمأسست حوله العدة الجديدة للمراكز لجهوية لمهن التربية والتكوين.
فالأنموذج عملي - نظري- عملي يبقى مثالي ولكنه في غير سلامة الوضعية التي تعرفها المملكة المغربية بحيث هناك إشكالية المعارف ووظيفيتها في سياق المهننة لذلك كنت اقترحت على الفريق المعني بالتنظير للعدة الجديدة تحت إشراف السيد محمد دالي(1) فكرة اعتماد متتالية فيبوناتشي وتوظيف المفهوم الهندسي الكسري في نظرية تربوية جديدة سميتها "البيداغوجيا اللدونة " la pédagogie de la plasticité مستوحاة من علم الأعصاب la neuroscience أخذا بالمبدء التربوي الكونيتيفي والأنتروبولجيا علما أن الأمر في علم الأعصاب لا يتوقف وفقط على ما هو كونيتيفي كما يعتقد...
ولكن تبقى اشكاليتنا قائمة فينا من داخل ما أسميه "التعود التعلمي" « l’habitus apprenant » الذي يحكم الخطاطات الذهنية تفكيرا وتعقلا واستنتاجا في نمطيات تحولت مقوماتها إلى أدوات تستعمل آليا بما يعيق الاشتغال المتحرر... أي أن هذا "التعود التعلمي" يسجن في الذات المعرفية بما يفقد الحس الإبداعي ويبعد التغيير وإن صحيح الكل يطالب به. إنها من أهم المفارقات التي تعرفها الشخصية التربوية المغربية وهي الحالة التي تكرس في الأجيال من داخل الإصلاح... يتبع.