اسفة سيدي رئيس الحكومة، الواقع شيء آخر
بقلم : مارية الشرقاوي
جوابك سيدي رئيس الحكومة عن وضعية المرأة في المغرب،الذي صرحت فيه بان البيوت انطفأ نورها بخروج المرأة للعمل، آنا معك فيه جملة وتفصيلا،لكن إذا كنت رئيس حكومة في مجتمع مثالي،مجتمع... يسوده التكافل العائلي،مجتمع تتحمل فيه الدولة مسؤوليتها اتجاه المرأة البسيطة،المطلقة والأرملة،آما في مجتمع مادي،مجتمع غاب فيه التكافل العائلي وتملصت فيه الدولة من مسؤوليتها فانا آسفة سيدي، فجوابك قد جانب الصواب.
آسفة سيدي رئيس الحكومة،
لم نختر الخروج للعمل ونترك فلذات أكبادنا و الله وحده اعلم بما يتعرضون له من ورائنا كما قلت في قبة البرلمان ،ونتعرض للتحرش،من رب العمل و في الشارع حبا ورغبة في المتعة،بل خرجنا مكرهات لامخيرات ،خرجنا لأننا في مجتمع لا يرحمنا،في مجتمع ارتفعت فيه المعيشة بشكل مهول وطغت عليه المادة ،وإذا أردت إن تعرف أسباب خروجنا ،زر بيوت الدعارة وإذا لم تستطع نظرا لنجاسة المكان،اطلب من احد أعوانك إن يأتوك بثلاثة أو أربعة بائعات هوى ليحكين لك قصتهن،زر السجون واسمع من السجينات سبب تواجدهن هناك،اذهب إلى مراكز الاستماع واطلع على أربع أو خمس ملفات لتعرف ما تتعرض له المرأة من ممارسات يندى لها الجبين استحي سيدي الرئيس بان احكيها لك ، وستعرف سبب خروجنا للعمل
آسفة سيدي رئيس الحكومة،
خرجنا للعمل ،بحثا عن الكرامة إذا ما بلغنا من السن عتيا ودارت بنا دائرة الزمان ،بحثا عن الأمان الذي افتقدناه في مجتمعنا ،في مجتمع أقصى ما يمكن ان تقدمه الدولة للمطلقة وأبنائها إذا تعذر تنفيذ نفقتها 1050 درهم ،وللأرملة 1000 درهم ، ترى سيدي رئيس الحكومة هل تشرعون لمجتمع لا تنتمون إليه؟فان كنت لا تعلم سيدي الرئيس فهده المبالغ لا ترقى إلى كراء غرفة في حي شعبي،فكيف لها إن تؤمن الغداء و الكسوة و تمدرس الأطفال؟
آسفة سيدي رئيس الحكومة فجوابك قد جانب الصواب.