:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 13 - 5 - 2013
السكن: بلاد العرب
المشاركات: 7,936
|
نشاط [ ابو محمد امين4 ]
معدل تقييم المستوى:
949
|
|
21-08-2015, 00:15
المشاركة 5
الخطاب الملكي: مسؤولية وإنسانية وتنوير للمواطنين
عادل قرموطي هبة بريس
رغم أن خطاب الملك محمد السادس قد تزامن مع تخليد الشعب المغربي لذكرى ثورة الملك و الشعب، و ما يرافقها من إستحضار لأمجاد العرش العلوي منذ فترة حكم المغفور له بإذن الله الملك محمد الخامس، إلا أن الملك محمد السادس قد تطرق من خلاله لعدة نقاط ربما يحسبها البعض حديث الساعة، غير أنها ظلت تتكرر منذ عقود، ومن خلال الطريقة التي عالج بها الملك النقاط التي تضمنها خطابه، يتضح أن الأخير أقرب للمواطن من الكثير من المسؤولين و المنتخبين، حيث أن الملك و ككل مرة يلقي فيها خطاباته على شعبه، أبان عن دراية عميقة بما يعيشه المجتمع المغربي، وأظهر الحيز الكبير الذي يأخده الجانب الإنساني داخل قلبه، وكيف أن من بين همومه و إنشغالاته أمن و أمان شعبه الذي ظل مرتبطا بعرش تجمعه معه فروض الطاعة و الولاء.
*المسؤولية:
إن النبرة التي كان الملك يتحدث بها من خلال خطابه الأخير، خصوصا عند حديثه عن أمن المواطن، لأكبر دليل على مدى حرسه على حماية شعبه من أي ضرر قد يلحق به جرّاء إستهداف وطننا الحبيب من طرف الإرهاب و الدعاة إليه، حيث أنه و بكل جرأة أكد على أنه هو من أمر بأن يكون دخول الأجانب المنحدرين من بعض الدول التي تعيش على وقع اللاأمن، مقرونا بالخضوع لمساطير طلب التأشيرة، موضحا أن ذلك يعتبر أمرا سيادية هدفه بالدرجة الأولى الحفاظ على شعبه و تطبيق مسؤولياته كراع لهذه الأمة، داعيا هاته الدول إلى تقبل هذا الوضع دون أحده من جوانب سلبية، لأنه أمن المغرب و المغاربة بالنسبة للملك فوق أي إعتبار.
*الإنسانية
لقد أتبث الملك و من خلال خطابه قبل قليل، على أنه ذلك الإنسان الحنون، الذي شب و تعرع على فعل الخير منذ أن كان وليا للعهد، وها هو اليوم و بعدما أصبح ملكا و تضاعفت مسؤولياته اتجاه الشعب و إنضاف إليها مسؤولياته الأسرية لازال ذلك الرجل الحنون الذي يمتلئ قلبه بالرحمة و الإنسانية، ولم تتغير شخصيته في هذا الصدد، و الدليل على ذلك هو دعوته للمواطنين و للمجتمع المدني إلى الإعتناء بالمهاجرين و معاملتهم بطريقة ترقى و عادات المغاربة المبنية على الجود و الكرم، حيث أن محمد السادس و من خلال حديثه على المهاجرين أثبت للعالم أن المغرب هو ذلك البلد الذي تركه المرحوم محمد الخامس قبل عقود، المغرب الكبير المضياف الكريم الذي يفتح أبوابه لجميع البشر كيفما كانت دياناتهم أو إنتماء اتهم أو ألوانهم، شريطة إحترامهم لقوانينه و لمواطنيه.
*تنوير للمواطنين
أهم نقطة تطرق لها الخطاب الملكي، بل أنها أخدت أكبز حيز منه، وذلك للإستحقاقات التي سيقبل عليها المغرب بعد أيام، وقد كان الملك محمد السادس جد واضح في هذا المجال، بل أنه وضع النقاط على الحروف، ونور المواطنين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم أثناء التصويت، مجددا تأكيده على أنه ليس من حقهم أن يشتكوا إذا ما وضعوا فوقهم منتخبين فاسدين، بالإضافة إلى كل هذا، فقط أظهر الملك لرعيته المسؤوليات ومن يتحملها، وأوضح لهم أن الجزء الكبير من المسؤولية يتحملها المنتخبون الذين وصلوا لمناصبهم بفضل أصوات الدول، حيث دعا في هذا الصدد المغاربة صراحة إلى عدم بيع ضمائرهم و عدم إختيار من يختفي سنوات عقب نجاحه في الإنتخابات.
|