التعليم في عهد حصّــــــــــــاد .. قرارات جريئة بتعليمات صارمة

[nasser]

محمد منفلوطي_: الثلاثاء 25 يوليوز 2017

في زمن الإصلاح، وتماشيا مع مضامين الرؤية الاستراتيجية 2015- 2030 ، والتدابير ذات الأولية الرامية إلى جعل المؤسسات التعليمية فضاء للجميع ذو حيوية وانفتاح على محيطه الاجتماعي مفعما بالحياة خدمة للمتعلم، وانطلاقا من المنظور الاستراتيجي للإصلاح برؤية موحدة وبعد تبصري وفق مقاربة تروم اشراك الجميع من الفاعلين والمتدخلين في الشأن التعليمي، عملت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في عهد الوزير الحركي محمد حصاد جاهدة على إنزال خطوات الإصلاح المنشود دفاعا عن المدرسة العمومية وإعادة الاعتبار للعاملين بها، وهو ما ترجمه الوزير الوصي على القطاع عبر حزمة من الاجراءات والتدابير ذات طابع استعجالي في سباق مع الزمن لإنجاح الدخول المدرسي المقبل وخلق فضاء تعليمي بحلة جديدة، من خلال إعطاء تعليماته الصارمة للمسؤولين الجهويين والاقليميين للنهوض بالاصلاحات الهيكلية للمنظومة التربوية وربط المسؤولية بالمحاسبة في ما يتعلق بتدبير الشأن العام، والعمل على تفعيلها وتنفيذها بروح من المسؤولية الأخلاقية والمهنية التي يقتضيها تدبير الشأن التربوي في هذه المرحلة الدقيقة المتسمة.

حصّــــــــــاد... الوزير الحركي الذي تقلد حقيبة التعليم

بعد ميلاد حكومة سعد الدين العثماني وخروجها إلى النور بعد طول انتظار ومخاض عسير بنكهة البلوكاج الحكومي، كان اللافت للنظر في تشكيلتها الجديدة هو تقلد الوزير الحركي محمد حصاد القادم من حقيبة الداخلية في زمن رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران، ليتقلد حقيبة التعليم المثقلة بملفات شائكة ومتشابكة ظلت حبيسة النقاش بعد تعثر مسلسل الحوار الاجتماعي مع الهيئات النقابية في زمن سلفه.

فبعد تربع الرجل على هرم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وضع منذ الوهلة الأولى صوب عينيه وفي صلب أولوياته النهوض بالمؤسسات التعليمية واصلاحها وتزويدها بالعتاد البيداغوجي الكافي لتمكين المتعلمين من ممارسة تربوية سليمة، داعيا مسؤوليه إلى تكثيف الزيارات الميدانية المفاجئة للمؤسسات التعليمية للوقوف وبشكل مباشر على السير العام للدراسة، وتشخيص وضعياتها من أجل الوقوف على حاجياتها من تجهيزات وتأهيل للبنية المادية و تسوير و مرافق صحية ، والعمل على تدبير الموارد البشرية ومحاربة التغيب غير المبرر و تأمين الزمن المدرسي ؛ والحرص الشديد على تنزيل و تنفيذ مشاريع الرؤية الإستراتجية في مجالاتها الثلاثة، والاهتمام بالفضاء التربوي وتأهيل بنياته التحتية، وإعطاء هذا الجانب ما يستحقه من أهمية كبرى شأنه في ذلك شأن الأنشطة المتعلقة بترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الفخر والاعتزازبالانتماء للوطن وبمقدساته الثابتة وفي طليعتها العلم الوطني والنشيد الوطني وشعار المملكة المغربية.

وقد أبدى المسؤول الأول عن القطاع عزمه الذهاب قدما نحو تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية تنزيلا صحيحا في إطار مقاربة تشاركية مع كافة الشركاء والفرقاء الاجتماعيين والفاعلين في الحقل التربوي من سلطات محلية وجماعات ترابية وحثهم على التنفيذ الأمثل لمخطط العمل الإقليمي وخاصة البرامج المهيكلة له وفي طليعتها تعميم التعليم الأولي العمومي وتأهيل المؤسسات التعليمية وتوسيع العرض التربوي و إنصاف ذوي الاحتياجات الخاصة.

مؤسسات تعليمية بلباس الزينة تتخلى من متلاشياتها

من بين المذكرات التي أخذت طابع الاستعجال تلك التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، لاضفاء حلة جديدة على المؤسسات التعليمية تتميز بمظهر لائق وبنظافة شاملة وأثاث مدرسي جيد لاستقبال المتمدرسين في ظروف مناسبة ترقى الى مستوى تطلعات الاسر والمجتمع المغربيين، وهي المذكرة التي أشارت إلى أن الوزارة الوصية على القطاع بصدد تحضير اتفاقية إطار مع وزارة الداخلية بموجبها تساهم هذه الأخيرة في تأهيل المؤسسات التعليمية عبر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيما يتعلق بالأشغال الكبرى مما سيمكن من الاستفادة من الامكانات المخولة لها في مجال التدبير الميزانياتي لاسيما من حيث مرونة مساطر صرف النفقات، داعية الى ضرورة الاشتغال في اطار الالتقائية التامة مع كافة المتدخلين الخارجيين من لجان اقليمية للتنمية البشرية وكذا اللجان الجهوية المكلفة بتفعيل برنامج محاربة الفوارق المجالية والاجتماعية في العالم القروي والمناطق الجبلية.

كما دعت المذكرة الوزارية التي عممت على المسؤوليين الجهويين للتربية والتكوين، إلى إعطاء أهمية قصوى للعناية بالأثاث المدرسي عن طريق اصلاح الطاولات والكراسي المتضررة والسبورات بمختلف انواعها وتعويض المتلاشي منها غير القابل للاصلاح بمختلف المؤسسات التعليمية دون استثناء، والعمل على تحسين ظروف ايواء المتعلمين والمتعلمات بالداخليات من خلال توفير الافرشة والاعتناء بفضاءات التغذية والمطاعم المدرسية بالاعدادي، مع ضرورة ترشيد تدبير المتلاشيات، وعدم الاحالة على مسطرة التخريد إلا الجزء غير القابل للإصلاح والاستعمال، والاهتمام بالمظهر الخارجي والداخلي للمؤسسات التعليمية من خلال اضفاء نوع من الرونق والجمال والجاذبية على الحجرات الدراسية والاهتمام بالمرافق الصحية واصلاح المتضرر منها والحرص على ديمومة صيانتها، اضافة الى الاهتمام بالفضاءات الخضراء بتعاون مع السلطات المحلية عن طريق الانعاش الوطني، مع التأكيد على ربط المؤسسات التعليمية بخدمات الكهرباء والماء.

حصّـــــــاد والحرص على الهــــــندام وأنــــــاقة المظهر

لم يقف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي محمد حصاد عند هذا الحد، بل واصل تعليماته للأطر الإدارية ومختلف الفاعلين الإداريين والتربويين بالمؤسسات التعليمية إلى الحرص على الهندام وأناقة المظهر، مُـــقترحا على الأطر التربوية المكلفة بمهام التدريس ارتداء الوزرة البيضاء أثناء تأديتهم للحصص الدراسية على غرار مجموعة من المهن النبيلة بقطاعات أخرى، لما في ذلك من محافظة على هندامهم وتوقير لشخصهم وقدوة للتلميذات والتلاميذ في ارتداء اللباس المدرسي الموحد وفي احترام النظام المدرسي .
وهــــي التعليمات التي تأتي في سياق ترسيخ مكانة المنظومة التربوية وموقعها داخل المجتمع، فضلا على أنها تساهم في تحسين جاذبية المؤسسة العمومية وفي تحيينها في نفوس التلميذات والتلاميذ وتعبير عن مدى احترام وتقدير الموظف لمهنته واعتزازه بها، وتجعل من الأطر التربوية والادارية كممثل للمرفق العمومي المكلف بمنظومة و التربية والتكوين، (تجعلها) في روابط مهنية دائمة مع المرتفقين.

حــــــــركة انتقالية بطــــــــعم الاحتجاجات

في مشهد لم يتعود عليه رجال ونساء التعليم، تفاجأ العديد منهم بنتائج الحركة الانتقالية ولاسيما الوطنية منها، والتي تباينت المواقف والآراء حول طريقة تدبيرها واخراجها، بين مرحب بها ومندد، تمـــــــاشيا ومقولة مصائب قوم عند فوائـــــــد.

نتائج اعتـــــبرها الوزير الوصي منصفة لمن ظلوا منذ مدة طويلة خارج جهاتهم يأملون في الانتقال لتحقيق استقرارهم الأسري والاجتماعي، فيما اعتبرتها نقابات تعليمية قرارا انفراديا أجج مشاعر المتضررين الذين خرجوا في وقفات ومسيرات بهدف اسقاط ما أسموها بمشروع الحركة الانتقالية التي أثرت سلبا على استقرارهم النفسي والاجتماعي، داعين الوزارة الوصية على القطاع إلى إشراك النقابات في تدبير ملف حساس يمس السلم الاجتماعي والنفسي لشريحة كبيرة من نساء ورجال التعليم.

مســــــلك الإدارة التربـــــوية ..الاطار والحلم المنتظر

يأمل العديد من المتتبعين للشأن التعليمي ومعهم خريجو مسلك الإدارة التربوية،(يأمــــــلون) من الوزير محمد حصاد أن يضع حدا للغموض الذي يلف ملفهم المطلبي، والاسراع بتسمية الخريجين في اطار متصرف، وتمكينهم المرتبين في السلم العاشر من السلم الحادي عشر في الاطار الجديد، مع احتفاظ المستوفين على الدرجة الأولى وخارج السلم بدرجتهم وبأقديمتهم، وتمكينهم من دبلوم خريجي المسلك واحتساب السنة الأولى بعد التخرج كسنة تكوينية ثانية، مع الغاء الاقرار، وتوسيع وعاء المهام المخصصة لخريجي مسلك أطر الادارة التربوية لتشمل مناصب المسؤولية بالإدارات الاقليمية والجهوية والمركزية وضمان الاستقرار الاجتماعي ووضع آليات انتقال خريجي المسلك بين الأسلاك الثلاثة، مع فتح جميع مناصب الادارة التربوية في وجه خريجي المسلك، واقرار نظام تعويضات عن المهام يتماشى ومدخلات ومخرجات المسلك.

ويُعـــــــول خريجو ومتدربو هذا المسلك على جرأة وشفافية ومصداقية الوزير الوصي على القطاع في معالجة مختلف القضايا الشائكة التي ظلت حبيسة طاولة الحوار، عاقدين العزم على الحنكة والحس بالمسؤولية والرؤية التبصرية للوزير محمد حصاد وقدرته على إخراج هذا الإطار الذي يلفه الغموض والمصير المجهول بعد أن طال انتظاره ثلاث سنوات، وتراكم على إثره خريجوه الذين تجاوزوا 1500 إطار إداري. ................................. هـــــــبة بريس