في المساء, دخلت غرفة أحلامي, جلست على سرير الذكريات, حملت قلمي وحضنت وسادتي ,لم يتحرك قلمي ولم تهتزوسادتي ,ضلا صامتين ينظران إلي بدهشة و استغراب.
فجأة, سمعت طرقا على النافذة فأسرعت لأفتحها وأنا مستغربة قدوم ضيوف في هذه الليلة الساهرة ,انها نجمتي جاءت تزورني, فرحت بها كثيرا و قلت :والان بعد ان اكتمل الشمل, اريد ان اخبركم امرا خطيرا...اني راحلة عنكم..راحلة الى مكان لا تصله يد البشر. قالت نجمتي الساطعة :ارجوك لا تذهبي يا رفيقة, لا تتركينا نواجه الحقيقة...
بكت نجمتي وبكت الدنيا ايضا, قلت لها: لا تحزني اني ذاهبة لاودع احزاني, اني ذاهبة الى قرية طفولتي ,وقد اعود اليكم وقد لا اعود.ومن يدري ربما قد اموت وتموت الحقيقة معي. قالت نجمتي: ارجوك لا تذهبي الى القرية, لا تحطمي اطلال لقاءنا ,اذا اردت ان ترمي باحزانك فارمي بها في مكان مهجور او في اي مكان لكن اياك و القرية!!!
ما رايك في شاطئ النسيان??
فكرت جيدا شاطئ..شاطئ النسيان? انها فكرة جيدة وبسرعة جمعت احزاني من الالف الى الياء وافكاري المشتتة ووضعتها في حقيبة الضياع وقصدت محطة قطار الحياة............
اخيرا وصلت الى شاطئ النسيان, كان المكان مزدحما الاف من اليشر لا لا ليسوا بشرا انهم ظلال او خيالات او اشباح حقائب تعزف الحانا واناشيد غريبة......
استاجرت مركب الغربة وابحرت متجهة صوب بحر الغيوم ,وهناك رميت حقييتي التي تكسرت كلماتها وتلاشت احزاني: الالف حملتها الرياح و الحاء صدمتها الامواج والنون ابتلعتها سمكة القرش اما الحروف الاخرى فلا ادري ماذا فعلت بها الامواج.
وعدت ادراجي الى شاطئ النسيان, رايت رجلا غريبا ينتظرني قال لي :اين كنت يا خديجة لقد انتظرتك طويلا نظرت اليه مستغربة معرفته لاسمي وسالته:-من انت وماذا تريد مني?
اجابني قائلا: انا الحزن الذي رميته في قاع المحيط.
فاجبته كاذبة: لا ,لا يمكن انا لم ارم الا بسلة المهملات..
ضحك الحزن ساخرا :سلة المهملات ,ولماذا السلة وليس شيئا اخر...?!!
فاجبته: اعلم يا سيدي, انني منذ ان صفعني نور هذه الدنيا ,وانا ارى الناس يرمون المهملات والازبال, ولكن السلة تبقى في مكانها فلماذا لا نرمي السلة والمهملات معا?!!
نرميها حتى لا تبقى اشلاء وبقايا الماضي..ثم قال ضاحكا :انت مجنونة انت مجنونة!!!!
ثم ابتلعته رمال شاطئ النسيان واختفى تاركا وراءه علامات الحيرة بادية على ملامح وجهي الحزين...
تابعت طريقي المسدود واذا برجل يناديني :الى اين يا خديجة لماذا العجلة الى قدر محتوم ??
فقلت له: (ولم استغرب معرفته لاسمي)اسفة يا سيدي ولكن من انت?
فاجابني: انا الامل, الامل الذي تبحثين عنه ولا تعثرين عليه ;اني اراك حزينة اتراك عاشقة ??
فاجبته: لا تخف يا سيدي, هذه المرة احترصت كتيرا قبل لن اقع في الغرام..هذه المرة انا نصف مغرمة..اعطيت لحبيبي نصف قلبي, واحتفظت بالنصف الاخر ل"دواير الزمان"
فضحك الامل وقالز انت مجنونةة ان قلبك ليس معك.
فقلت له :انت مخطئ انظر وتاكد بنفسك...فككت ازرار صدري وبحثت عن قلبي ولم اجده, لقد ذهب للقاء نصفه الثاني ركضت مسرعة لعلي الحقه قبل فوات الاوان, تعثرت وسقطت فوق الرمال الساحقة.
سمعت بكاءا وقهقهات...فنظرت حولي فاذا بالامل يبكي والحزن يضحك ويسخر مني..
لم اعد اعلم ما الشئ الذي ضاع مني, ما اسمه? اين مكانه? ما فائدته?
لقد نسيت ..لقد نسيت كل شئ ,لم اعد اعرف هل اضحك? ام ابكي? لم اعد ولم تعد ذكرياتي.........
لن ارجع الى رفاقي ولن ترجع الحقيقة معي ...سابكي ولن تبكيي يا...ساموت وتموت الحقيقة معي...
rs5اذا بكيت قالوا ضعيفة لا حول لي ولا قوة عاطفية سهلة الانكسار
rs5اذا ضحكت قالوا مستهترة لا اخلاق لي و لا فضيلة عابثة سهلة المنال
rs5ولكن اذا صرخت فما عساهم ان يقولوا عني
التعديل الأخير تم بواسطة nawara ; 15-11-2008 الساعة 13:23
والحقيقة الاوضح والتي لم تضع مني هي أنني أمام نص أدبي لمبدعة تتلمس طريق النجومية دون ان تظطر لأن تطال النجوم بيديها...أثارني توظيفك للمحسنات البلاغية من قبيل المجاز والإستعارة
دمت مبدعة
شكرا لك اخي على المرور العطر و الرد الجميل الذي ادخل البهجة الى قلبي تقبل مني اطيب و ارق تحية
rs5اذا بكيت قالوا ضعيفة لا حول لي ولا قوة عاطفية سهلة الانكسار
rs5اذا ضحكت قالوا مستهترة لا اخلاق لي و لا فضيلة عابثة سهلة المنال
rs5ولكن اذا صرخت فما عساهم ان يقولوا عني
rs5اذا بكيت قالوا ضعيفة لا حول لي ولا قوة عاطفية سهلة الانكسار
rs5اذا ضحكت قالوا مستهترة لا اخلاق لي و لا فضيلة عابثة سهلة المنال
rs5ولكن اذا صرخت فما عساهم ان يقولوا عني