تهدد ظاهرة الهدر المدرسي بشكل قوي منظومة التعليم بالوسط القروي، وتكفينا إطلالة بسيطة على الإحصائيات الحقيقية لبعض المؤسسات التعليمية لندرك عمق الإشكالية مما يجعل شعارات عشرية التعليم وميثاق التربية والتكوين في مهب الريح.
إن الفرق واضح بين مكانين محددين، ففي الحاضرة هناك تهافت على ولوج عتبات الفصول الدراسية لتحصيل الكفايات ونهل المعرفة، أما في البادية فهناك شيء ما حد من ذلك الحماس فبمجرد ما يكاد ينتصف الموسم الدراسي حتى يتبدد بسرعة بريق الأرقام المسجلة في بداية السنة، وتصدمك أفواج من المتعلمين يغادرون المدرسة بسلاسة ... وذلك ما تتداخل فيه عدة عناصر تأكدت لدينا بالممارسة والاتصال وملامسة الواقع البدوي، ومنها:
- سوء البرنامج من ناحية اكتظاظه أحيانا بالمفاهيم في بعض المواد والدروس.
- رغبة الأسر في استثمار الأطفال في الأشغال المنزلية وقضاء بعض الأغراض مما يفوت على
المتعلمين إنجاز واجباتهم المدرسية ... ومن تم يتركز في ذهنهم أن أهم الأولويات لدى الأسرة
هي العمل الفلاحي فيبدؤون التملص شيئا فشيئا من الدراسة.
- نذرة أو ضعف مبادرات الدولة وجمعيات المجتمع المدني في اتجاه دعم الأسر لضما ن استمرار الطفل
القروي في ولوج المدرسة: الأدوات المدرسية،الألبسة، أوراش تشغيل الآباء الفقراء ...
- عدم تفعيل سبل الدعم للمتعلمين الضعفاء، وعدم ضبط أساليبها حسب المستويات ومواد الدعم ودرجاته
مما يؤدي بهم إلى الانقطاع لعدم قدرتهم على المسايرة.
- انبهار الأطفال بما يتوفر عليه أكفاؤهم الذين يشتغلون في الخياطة أو الصناعة ... فيذهبون للعمل
تاركين المدرسة أمام إغراءات أصحاب الأوراش.