الاستخبارات الأمريكية تعتبر المغرب بلدا لأكبر كم من المشاكل
كشف مساعد مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، «توماس فينغار»، أن المغرب يوجد ضمن المنطقة التي تعرف «أكبر كم من المشاكل الأكثر خطورة وتعقيدا في العالم، مما يطرح تحديا كبيرا للقادة السياسيين فيه».
وجاء هذا التصريح أول أمس الثلاثاء خلال تقديم المسؤول الاستخباراتي الأمريكي، توطئة لتقرير الاستخبارات الأمريكية لما سيكون عليه العالم في أفق سنة 2025، وذلك من أجل دراسة مختلف الاحتمالات الممكنة وصياغة استراتيجيات التعامل مع مختلف الأوضاع والمعطيات على الصعيدين الداخلي والخارجي، ومنح منحى وتوجه جديدين للسياسة الخارجية الأمريكية مع صعود القادم الجديد إلى البيت الأبيض، باراك أوباما.
وذكر «توماس فينغار» أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرشحة لتعرف نوعا من عدم الاستقرار في السنوات المقبلة، بالنظر للمشاكل العديدة التي تواجهها على مختلف الأصعدة، اجتماعية كانت أم سياسية أو اقتصادية، مضيفا أن تطور الأحداث في المنطقة رهين بنوعية القادة السياسيين الذين سيتولون أمور شعوب المنطقة، وبالطريقة التي سيتعاملون بها ومطالب شعوبهم.
ومن بين الخطوط العريضة التي سيتضمنها التقرير، هناك ترقب تراجع النشاطات الإرهابية، غير ان العمليات التي قد تحدث، ستكون، رغم قلتها، خطيرة إلى حد كبير باعتبار أن التنظيمات الإرهابية أضحت تعتمد على الأسلحة البيولوجية، كما أن أفرادها يستفيدون باستمرار من الثورة المطردة لوسائل الاتصال المتطورة، مما يصعب من مأمورية أجهزة مكافحة الإرهاب الدولي.
وأشارت التوطئة إلى أن سكان العالم مقبلون على الترحيب بما يقارب 1.4 مليار نسمة في أفق السنوات المقبلة، ستحتضن الولايات المتحدة وأوربا والدول المتقدمة 3% منهم فقط. في حين أن مناطق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا ستشهد ثورة ديمغرافية كبيرة، ينتج عنها ارتفاع نسبة الشباب، الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع ظروف عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
وتوقع واضعو التقرير، الذي لم يتم بعد تحديد موعد نشره، أن تستمر الولايات المتحدة في الهيمنة على الساحة الدولية، رغم أن هذه الهيمنة لن تكون بنفس القوة الموجودة في الراهن. كما سيتراجع بشكل كبير دور بعض المؤسسات والمنظمات الدولية كما هو عليه الشأن بالنسبة لصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بسبب ضعف قدرتها على تدبير التحديات التي ستواجهها.
وختم «توماس فينغار» توطئته بتوقع استمرار التغيرات المناخية رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مجموعة من الدول، مشيرا إلى أن بعض الاقتصاديات، كالصين والهند والبرازيل، ستستفيد من الوضعية الجديدة خصوصا مع اشتداد الطلب على الموارد الطاقية من النفط والغاز، مما سينتج عنه رسم مسار جديد للمنحى الذي تتخذه الثروات في العالم.
عبد الله أوسار