علمتُ أن رزقي لايأخذه غيري فاطمأن قلبي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،،
هل تريد ان تصبح غنيا ...
قال الله تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
اعلم أخي الحبيب ، ان من تمام إسلام المرء وكمال اعتقاده بأن الرزق والآجل مكتوبان ومسجلان على الإنسان من قبل ان يولد ، ذلك تقدير العزيز الحكيم وعلى الإنسان ان يرضى بقضاء الله وقدره .
ولكن : هل معنى ذلك ان يستكين الإنسان ويخمل ويقعد في انتظار ان يهبط عليه الرزق من السماء بلا عمل ؟؟؟
كلا يا أخي .. فإن الله جعل الأشياء مرتبطة بأسبابها ، من أجل ذك أمر الإنسان بالعمل والسعي ، وان يأخذ بالأسباب ، ويتحرى الحلال الطيب ، وان يتوكل على الله تعالى معتقدا ان الرزق بيد الله وحده ، قال تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "
كما وان التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب من أسباب جلب الرزق وتحصيله
اعلم أخي العزيز بأن الغنى ليس في كثرة الأموال ، وتكديسها والحرص على متاع الدنيا الزائل والذي يبلغ بالبعض درجة الشح والبخل حتى على نفسه وينسى إن الله عز وجل يحب ان يرى اثر نعمته على عبده ، ليس هذا هو الغني ، إنما الغنى الحقيقي يكمن في القناعة وترويض النفس على الرضى بقضاء الله وقدره ، ومما يؤثر عن السلف رحمهم الله انهم كانوا يدعون الله سبحانه قائلين : اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه ، فلقد فهموا ان الرزق في حد ذاته آت إليهم ولكنهم كانوا يسألون الله ان يبارك لهم في هذا الرزق ، وهذه البركة لا تأتى ولا تتحقق إلا بعبادة الله حق عبادته وطاعته وتقواه ، ألم تر ان الله نبهنا إلى هذه الحقيقة فذكرها في كتابة الكريم ، كي تظل باقية خالدة في قلوب الذين آمنوا فإن نسوها حينا ، قرعت أسماعهم وهم يقرءون أو يستمعون إلى آيات الله وهي تتلى عليهم ، قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب "
إذن فتقوى الله هي أساس صلاح الإنسان في حياته وبعد مماته ، كما أنها سبب لجلب رزق الله الواسع والكثير .
تأمل قوله تعالى " من حيث لا يحتسب " وما اكثر الذين يصبحون ويمسون وهم يرون ان رزقهم ليس له إلا سبيل واحد ويعيشون في هم وضيق وحرج لأنهم نسوا قضاء الله وقدره ،
وإذا كانت التقوى كما رأينا تجلب الرزق والبركة معا ، فإن الذنوب والمعاصي والآثام عافنا الله وإياكم تمحق الرزق والبركة أيضا ، إن كفر الناس وعصيانهم وعدم طاعتهم لله كانت سببا لان يأخذهم الله بذنوبهم ، فيذيقهم الجوع والبأساء والضراء ، وبالجملة ، يجعل معيشتهم ضنكا وهذا تصديق قوله تعالى " ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "
وقد يسأل سائل أن الكفار والمشركين في زماننا يتمتعون بوفرة في الرزق ، وبسعـة في العيش ، ورفاهية في الحياة ، رغم كفرهم وشركهم ؟
ان الرسول ص قد تكفل بالإجابة عن هذا السؤال فقال هؤلاء قوم عجل الله لهم نصيبهم في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة ما لهم من نصيب ، إذن فهذا الغني الظاهر ما هو إلا فتنة لهم .
وهذا المعنى السابق هو ما نجده في قوله تعالى : " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب "
إذن المعاصي والذنوب سبب محق البركة والرزق ، وضيق العيش وقلة المؤونة ، وأعلم أخي ان اسعد الناس في هذه الحياة الدنيا من كان رزقه بقدر حاجته وكفايته ، وأعلم أيضا ان قلة المال أيسر للحساب يوم القيامة ، فرب قليل خير من كثير ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى .
وإليك أخي الحبيب بعض الأسباب الكفيلة بزيادة الرزق وجلب البركة :
1. الإيمان بالله والاعتقاد بأنه هو الرزاق :
قال تعالى " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين "
وقال رسول الله (ص) " ان الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله "
2. ان تجعل الآخرة همك :
قال رسول الله (ص) " من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همة جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".
3. تقوى الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه :
ان البركات الحاصلة بالإيمان والتقوى بركات عاملة وشاملة ، فهناك بركات في الأشياء وبركات في النفوس وبركات في المشاعر والأحاسيس وبركات في طيبات الحياة الدنيا ، إنها بركات تنمي الحياة وترفعها في آن واحد وليست مجرد وفرة مع الشقوة والتردي والضلال .
4. كثرة الاستغفار وعدم الإصرار على المعصية :
5. التوكل على الله :
فإن من توكل عل الله كفاه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
6. الدعاء بجلب الرزق :
قال تعالى " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " ، فقد أمر بالدعاء وتكفل بالإجابة .
7. الحمد والشكر يزيدان الرزق .
قال تعالى " ولئن شكرتم لازيدنكم "
8. كثرة الإنفاق في سبيل الله :
قال تعالى " وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين "
وفي الحديث " يا ابن آدم انفق انفق عليك " ، فليثق المنفق بوعد الله وينفق مما رزقه الله
9. السعي والسفر ابتغاء الرزق الحلال :
قال تعالى " فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله "
10. عدم استبطاء الرزق :
لقوله ص" ولا تستبطئوا الرزق ، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له ، فاتقو الله واجملوا في الطلب اخذ الحلال وترك الحرام "
11. تسمية الله في جميع الأعمال والحمد بعدها والاجتماع على الطعام .
فذكرك اسم الله على كل عمل ، وحمدك له بعد إتمامه ، من أسباب جلب البركة في هذا العمل لقوله ص" طعام الواحد يكفي الاثنين "
12. الوفاء في الكيل والميزان .
ففي هذا الأمر بركة عظيمة ولا تنسى ان أقواما سبقوا قد خسف بهم بسبب عدم الوفاء بالمكيال وتذكروا قول الرسول (ص) " كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه "
13. البر وصلة الأرحام والرفق وحسن الخلق .
قال (ص) " صلة الرحم وحسن الخلق ، وحسن الجوار يعمرن الديار ، ويزدن في الأعمار "
14. التيسير على المعسرين ونصره المظلوم وقضاء الحوائج :
قال (ص) من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة "
15. الصدق :
لقوله (ص) البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما "
16. التبكير في طلب الرزق :
قال رسول الله (ص) بورك لأمتي في بكورها "
وأخيرا أخي هذه بعض الأسباب الجالبة بإذن الله تعالى للرزق ، أرجو ان تكون زادا على طاعة الله في طلبك للرزق الحلال.
من احد المواقع --- بتصرف