بالتطوع.. شباب سيناء يغيث غزة
![ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„طط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ](http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1221557988577&ssbinary=true)
أكثر من 2300 جريح حتى مساء السبت
رفح المصرية - "عرقنا هو سبيلنا لنصرة شعب غزة.. فقد أصررنا على الوصول إلى هنا لتحميل ونقل أطنان المساعدات الطبية من الشاحنات المصرية والعربية إلى الشاحنات الفلسطينية في رفح الفلسطينية تمهيدا لإدخالها إلى غزة". هذه الكلمات لمحمد سليمان، وهو واحد من بين عشرات المصريين، ومعظمهم من مدن سيناء، تجمعوا على معبر رفح لنصرة نحو 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة بالمجهود، رغم ال*** الإسرائيلي للشريط الحدودي والتوتر الأمني على حدود القطاع مع مصر، وكذلك الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات المصرية.
وأضاف سليمان لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلا: تجمعنا بالعشرات للمعاونة في نقل المساعدات من على متن شاحنات مصرية وأخرى عربية وصلت إلى ساحة المعبر لتفريغ حمولتها على أخرى فلسطينية كانت تنتظر لإدخالها إلى غزة.
وفى الساحة الواسعة الفاصلة بين بوابتي المعبر من الجانبين المصري والفلسطيني، اصطفت شاحنات كثيرة وبأحجام متفاوتة، بعضها قادم من أنحاء مختلفة بمصر وأخرى من ليبيا والسعودية وقطر والكويت والجزائر والسودان وروسيا.
بالجهد والوقت
سليمان عليان أيضا من شباب سيناء الذين أحزنتهم محرقة غزة المتواصلة منذ يوم السبت الماضي، ووصل عدد ضحاياها حتى عصر اليوم السبت إلى أزيد من 441 شهيدا وما لا يقل عن 2300 جريح.
وقال عليان لـ"إسلام أون لاين.نت": في ظل عدم قدرتنا على القيام بعمل مباشر لنصرة إخواننا في غزة، وإيماننا بأن الاحتجاجات، وإن كانت مطلوبة، لا تسفر عن شيء في عالمنا العربي، قررنا مناصر غزة بعرقنا".
وأوضح: "أتيت لمعبر رفح كي أتبرع بجهدي ووقتي في نقل المساعدات بين الشاحنات القادمة من الخارج إلى نظيرتها الفلسطينية".
ولم يكن عليان يعلم أنه مجرد واحد من بين عشرات المتطوعين لذلك العمل الذي ينطوي على قدر كبير من المخاطرة، فقد فوجئ بالكثيرين من شباب مصر يتدفقون على المعبر للقيام بالدور ذاته.
وردا على المطالبين بفتح المعبر بشكل دائم أمام المساعدات الإنسانية قال وزير الخارجية المصري "أحمد أبو الغيط": إن من يحمل مساعدات من الجانب المصري إلى داخل رفح الفلسطينية "مصريون.. نخشى أن يتعرضوا لل*** والقتل والغارات الإسرائيلية".
لكن محمد أبو مرزوقة، شاب من مدينة بئر العبد بسيناء، وباقي رفاقه، ولم يخشوا هذه التحذيرات، وقرروا المشاركة في نقل المساعدات إلى الجانب الفلسطيني حتى لو كلفهم الأمر حياتهم.
وقال أبو مرزوقة: "كنا خمسة من الشباب.. اصطحبنا شاحنة بسيطة محملة بالجبس إلى ساحة المعبر، ومن ثم قمنا بإفراغها في شاحنة فلسطينية متطوعين نبتغي أجرنا من الله عز وجل".
وأردف: "كم بكينا من حجم معاناة شعب غزة، وأيدينا تنقل عبوات الأدوية، ومراهم الحروق ولفات القطن والشاش ليقيننا أن ذلك لن يضمد إلا جروح القليلين، بينما البقية يئنون بانتظار مزيد من الإغاثات الطبية".
إجراءات أمنية مشددة
هؤلاء المتطوعون يواجهون إجراءات أمنية مشددة من قبل سلطات الأمن المصرية؛ حيث يتركون هوياتهم الشخصية لدى الشرطة لحين عودتهم، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لـ"إسلام أون لاين.نت".
أما محمد محمود من مدينة الشيخ زويد بسيناء فقال: إن "روح الفريق والإيمان الشديد بالهدف هو الذي قادنا إلى العمل الجماعي في وجه من أوجه الخير لنصرة غزة رغم كل المعوقات والمخاطر".
ولفت محمود إلى أن هناك "تفهما شديدا من السلطات المسئولة، فقد سمحت السلطات بدخولنا المعبر للمساعدة في تفريغ الشاحنات رغم ما هو معروف من الإجراءات الأمنية الشديدة التي تمنع أي شخص من الاقتراب من هذه المنطقة إلا بتصاريح أمنية مسبقة يستغرق استخراجها أياما"، وتشهد سيناء تعاطفا كبيرا مع شعب غزة.
متطوعون أيضا
على الجانب الآخر، قال منتصر زياد، سائق شاحنة فلسطينية تنقل المساعدات من المعبر إلى مستشفيات غزة: "نعمل أيضا من جانبنا متطوعين لوجه الله عز وجل، ونتوجه باستمرار إلى الجانب المصري من المعبر لتحميل المساعدات".
وأضاف زياد: على الفور ننقل المساعدات الطبية إلى المستشفيات، التي هي في أشد الحاجة إلى أدوية الحروق والكسور والجروح وخيوط العمليات، مشيرا إلى أنهم يعانون صعوبات بالغة في السير عبر الطرق وصولا إلى المستشفيات، جراء ال*** الجوي.
وأردف: "لا خيار أمامنا سوى الاستمرار في هذا العمل، فحياة سكان غزة تساوي الكثير؛ لذلك على إخواننا العرب أن يكثفوا من مساعداتهم ما دام معبر رفح مفتوحا".
واستقبل مطار العريش المصري، رغم صغر مساحته، العشرات من طائرات المساعدات حتى الآن، بينما أقبل متطوعون من مدينة العريش والمدن المحيطة بها على تفريغ حمولاتها، ونقلها بواسطة الشاحنات إلى المعبر على بعد 40 كم من المطار.
ومن بينها طائرات جزائرية وقطرية وسعودية وليبية وكويتية، إضافة إلى مساعدات وصلت برا بالشاحنات من السودان وقطر والكويت، فضلا عن المساعدات المصرية التي تصل إلى رفح برا، وتتبرع بها هيئات خيرية وجمعيات أهلية ونقابات عمالية وأحزاب سياسية.
المساعدات الغذائية
من جهته، قال محمد عرفات، المندوب الفلسطيني بمعبر رفح، إن: "الطريق أمام عبور المساعدات الطبية مفتوح، ونحن بانتظار وصول مزيد من شحنات الأدوية لإنقاذ أرواح الجرحى".
أما المساعدات الغذائية، والتي تقدر بنحو 300 طن، فما تزال بانتظار عبورها إلى غزة بعد أن منعت السلطات المصرية دخولها من معبر رفح، وأبلغت القائمين عليها بتحويل مسار دخولها إلى معبر العوجا التجاري بين مصر وإسرائيل.
ولم توضح السلطات المصرية سبب اتخاذ هذا القرار، وما زالت هذه الشاحنات تنتظر منذ الثلاثاء الماضي الانتهاء من الإجراءات المطلوبة لتتمكن من دخول غزة.
وكانت مصر فتحت معبر رفح بعد ساعة واحدة من بداية ال*** الإسرائيلي الذي دخل اليوم السبت أسبوعه الثاني لاستقبال الجرحى في مستشفياتها، وحشدت عشرات السيارات المجهزة بالإسعافات العاجلة والأطقم الطبية، وأخلت المستشفيات المتاخمة للحدود لاستقبال الجرحى.