انتشرت مؤخرا جملة " نقابة الاموي " كأن الكدش ملكا له يتصرف فيها كيفما شاء ومتى شاء , وتختزل فيه جمع الاجهزة التقريرية والتنفيدية , والمؤكد ان السيد الاموي , بارثه النضالي الكبير , له ثقل ووزن كبير في الكدش على اعتبار انه كاتبها العام يتصرف وفق ما يمليه عليه القانون الداخلي , و النقابة ليست نقابة الاموي وحده بل هي نقابة جميع الكونفدراليين , وحتى لو سلمنا بصحة هذه الجملة , فللكدش الشرف أن تكون له لأنه بكل بساطة وهب لها حياته..ولمن لا يعرف السيرة الداتية لهذا الرجل , إليكم نبذة مختصرة عن حياته..
ولد الأموي يوم 21 نونبر1936 بدوار ملكو قبيلة المعاريف إقليم سطات/ الشاوية من والده حمان الأشهب بن عمر الزيراوي ومن والدته عائشة بنت بوعزة المزمزية . وقد حفظ القرآن الكريم بكُتاب القرية ، ثم أخذه أخوه إلى الدار البيضاء ليتابع دراسته الابتدائية بمدرسة اتحاد الحي الصناعي قبل أن يتوجه لمتابعة دراسته في كلية بنيوسف بمراكش فجامعة القرويين بفاس ... رحلة في طلب العلم وتأكيد الذات، وهو ما سينعكس على ثقافة الأموي الموسوعية في مجال الأدب قديما وحديثا والتحليل والتأويل والفقه .
في سنة 1956 سيعمل بالتعليم بالدار البيضاء ثم بالرباط إلى حدود 1964 حيث سيلتحق بمركز تكوين المفتشين ليعمل مفتشا للتعليم سنة 1965 بخريبكة فالرباط.
شارك الأموي كعنصر فاعل ضمن خلايا جيش الأطلس التنفيذي في حركة المقاومة السرية، كما انخرط في وقت مبكر في العمل السياسي ضمن حزب الاستقلال منذ1952 مثلما انخرط في العمل النقابي ضمن صفوف الاتحاد المغربي للشغل فور التحاقه بالتعليم سنة 1957. والتحق عنصرا فاعلا ضمن حركة 25 يناير1959، حيث سينشط نقابيا وسياسيا إلى جانب المهدي بنبركة ، ويقود معارك حقيقية منذ بداية 1961 في حزب القوات الشعبية أو المنظمة النقابية ، وضمن الاتحاد الوطني لجمعيات آباء التلاميذ بالمغرب حيث كان كاتبا عاما منذ ماي 1962 ، وقد قاد حركات إرجاع التلاميذ المطرودين أو مقاطعة الاستفتاء على أول دستور.
وحينما سيعينه المهدي بنبركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالربط في مارس 1963 من أجل التصحيح والبناء ،ظل يناضل وينظم شبكات للاتصال عبر مختلف التراب الوطني ، كما سيشرف على تأطير الكفاحات العمالية .وسيجري توقيفه عن العمل في ماي 67 لنشاطه النقابي والسياسي وهو آنذاك بخريبكة، فيتم التراجع عن القرار بعد حركة إضراب تضامنية واسعة، وستعمل الآلة القمعية على تصيده إثر حركة الاحتجاج على مشروع الدستور ويقدم إلى المحاكمة في يوليوز1970.
وكانوا يعتقدون انه سيهدأ ويخفف من حركاته المتعددة فيعمل على المشاركة في تأطير وتوجيه أطول إضراب لعمال الفوسفاط بخريبكة ( أكتوبر 1971) ويترأس تجمعا نقابيا تعليميا بالرباط في (9 دجنبر 72) يهاجمون إثرها ثم يقود مظاهرة احتجاجية إلى وزارة التعليم ، حيث يسقط العديد من الضحايا المصابين بجروح ، وقد أشرف على إضرابات احتجاجية في دجنبر72 تربصوا به واختطفوه في 16 دجنبر72 في الدار البيضاء وأخضعوه لتعذيب وحشي بدار المقري بالرباط لأسبوع كامل، ثم احتفظوا به هناك إلى أبريل 73، لينقل بعد ذلك إلى معتقل سري بالدارالبيضاء مع 700 معتقل من كل أنحاء المغرب ومن جميع الفئات ومختلف التيارات ، وسيطلق سراحه يوم 25 أبريل 1974 في حالة صحية متدهورة، ليستأنف نشاطه السياسي بانتخابه في اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في المؤتمر الاستثنائي (10 يناير1975) كما سيستأنف نشاطه النقابي لتأسيس مركزية نقابية، عبر تأسيس نقابات في كل القطاعات ويعمل على تأطير إضرابات ربيع 77-78 وصولا إلى المؤتمر التأسيسي للسي دي تي حيث انتخب كاتبا عاما.
***
منذ ذلك التاريخ حتى الآن مذاق آخر للصراع والبناء ، فقد دخل السجن وخرج منه وعاد دون أن يغير ذلك شعرة في مفرقه . ومع مرور الزمن سيصبح صراعه متعددا مع جهات مرئية وأخرى لا مرئية؛ ولعل أسوأ اللحظات التي عاشها الأموي وتؤلمه هي خيانة بعض ممن كانوا مقربين منه وتحولوا إلى "أعداء مفترضين" ووشاة ولم تعد تقنعهم الحياة إلى جانب البسطاء الذين يبحثون عن أمل الخلاص بدون مفاوضات مدسوسة أو حسابات مخدومة .