قال صاحبي : كنت أظن أن (الحب) لم يذكر في القرآن ..
قلت: بــل وذكــر بالسنــة كـــذلك فقــد ورد بالحديث: «إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل : أن الله تعالى (يحب) فلاناً فأحبوه، فيحبــه جبــريل، فينادي أهل السماء: إن الله (يحب) فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول بالأرض»
قال صاحبي: إذن (الحب) موجود بين الله وملائكته وعباده، فلماذا إذا لم توصف العلاقة الزوجية (بالحب) بالقرآن ؟
قلت : إذا لنتفق أن الله ذكر (الحب) في القرآن, وكذلك ذكر (الحب) في السنة بل أني سأسمعك حديث صريح عن وصف للعلاقة الزوجية (بالحب) وذلك عندما تحدث النبي [ عن علاقته بخديجة - رضي الله عنها - قال: إني رزقت حبها فماذا تفهم من هذا الحديث ؟
قال متعجباً: وهذا نص واضح.
قلت: أخي الحبيب: إن السنة مبينة للقرآن وشارحة له وقد وصف لنا نبينا الكريم بأنه (يحب) خديجة - رضي الله عنها - فهذا من معاني (المودة والرحمة) .
ثم أنه عندما يذكر القرآن الكريم (المودة والرحمة) في وصف العلاقة الزوجية فلا يعني هذا أنه ألغى (الحب) ؟!
وإنما أكدّ عليه لأن (الحب) معناه : ميلان القلب والتعلق بالآخر، ومن صفات المحب خدمة الحبيب وطاعته والتشاور معه والتضحية من أجله وإيثاره , وكل هذه المعاني تشملها (المودة والرحمة).
بل إني راجعت (لسان العرب)
في كلمة (مودة) فوجدت أن مصدرها (ودد).
وقال ابن سيده: الود الحبُّ يكون في جمع مداخل الخير وقال الليث: ودّك ووديدك كما تقول : حبُّك وحبيبك, والودود من أسماء الله تعالى من الود والمحبة .
فالمعنى أصبح واضحاً جلياً فعندما يصف الله تعالى العلاقة الزوجية (بالمودة) فقد وصفها بمعنى كبير وعظيم جداً يدخل فيه معنى (الحب) الزوجي .
قال صاحبي : ما كنت أتوقع هذا في القرآن والسنة وكان في تقديري سابقاً أن (الحب) بضاعة غربية يروجون لها .
قلت: لاشك أن معنى (الحب) عندنا يختلف عن المعنى المتداول في الغرب