للمرة الأولى تزيد شعبية الحركة الاسلامية على شعبية «فتح» في الضفة ... «حرب غزة» تعزز مكانة «حماس» وتضعف مكانة السلطة
رام الله الحياة - 06/02/09//
أظهر استطلاع جديد للرأي العام الفلسطيني ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة عززت مكانة حركة «حماس» واضعفت مكانة حركة «فتح» والسلطة الوطنية الفلسطينية. وبيّن الاستطلاع الذي اجراه مركز القدس للإعلام والاتصال بادارة الدكتور غسان الخطيب ان نسبة من يختارون «حماس» في انتخابات جديدة زادت عن نسبة من يختاورن «فتح»، اذ ارتفعت من 19 في المئة الى 28.6 في المئة، فيما انخفضت نسبة ناخبي «فتح» من 34 في المئة الى 27.9 في المئة.
وهذه المرة الاولى التي يبين فيها استطلاع للرأي العام الفلسطيني ارتفاع شعبية «حماس» على شعبية «فتح». وحتى في الانتخابات التشريعية التي حققت فيها «حماس» غالبية ساحقة، فإن نسبة تأييد «فتح» كانت اعلى من شعبية «حماس». واعتبر المراقبون في حينه نجاح «حماس» في تلك الانتخابات «تصويتا احتجاجيا» على «فتح» التي اخفقت في معالجة ملفي الفساد والانتخابات الداخلية.
وبيّن الاستطلاع الذي شمل عينة من 1198 شخصا ونشرت نتائجه امس، ان شعبية «حماس» تضاعفت في الضفة حيث ارتفعت من 12.8 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى 26.5 في المئة في هذا الاستطلاع. وارتفعت نسبة من يثقون برئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية من 12.8 في المئة الى 21 في المئة، وذلك اثر تضاعف شعبيته في الضفة من 9.2 في المئة إلى 18.5 في المئة. وقابل ذلك انخفاض نسبة ثقة الرأي العام بالرئيس محمود عباس من 15.5 في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إلى 13.4 في المئة في هذا الاستطلاع.
في الوقت ذاته، انخفضت نسبة الذين يرون أداء حكومة السلطة التي يقودها الدكتور سلام فياض أفضل من أداء حكومة «حماس» التي يقودها هنية من 36 في المئة في نيسان (ابريل) الماضي إلى 26.9 في المئة في هذا الاستطلاع، وارتفعت نسبة الذين يرون أن أداء حكومة فياض أسوأ من حكومة هنية من 29.1 في المئة إلى 40.7 في المئة.
وبين الاستطلاع أن الحرب على غزة ساهمت في زيادة التأييد للعمل العسكري ضد إسرائيل، اذ ازدادت نسبة الذين يعتقدون أن «الصورايخ المحلية الصنع تنفع الأهداف الوطنية الفلسطينية» من 39.3 في المئة في نيسان (ابريل) الماضي إلى 50.8 في المئة في هذا الاستطلاع، قابله انخفاض نسبة الذين يرون أن الصواريخ المحلية تضر المصلحة الوطنية من 35.7 في المئة في نيسان (ابريل) الماضي إلى 20.8 في المئة في هذا الاستطلاع.
كما ارتفعت نسبة المؤيدين للعمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية «كرد مناسب في الظروف السياسية الحالية»، من 49.5 في المئة في نيسان (ابريل) الماضي إلى 53.5 في المئة في هذا الاستطلاع. وكذلك الحال بالنسبة الى «مؤيدي العمليات التفجيرية ضد المدنيين الإسرائيليين» الذين ازدادت نسبتهم من 50.7 في المئة إلى 55.4 في المئة في الفترة ذاتها. وارتفعت نسبة المعارضين لمفاوضات السلام من 34.7 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى نحو 50 في المئة في هذا الاستطلاع. ورأت نسبة كبيرة (46.7 في المئة) أن «حماس» هي الطرف المنتصر في هذه الحرب في مقابل 9.8 في المئة قالوا إن إسرائيل هي المنتصرة. واعتبر 37.4 في المئة أن الجانبين لم يحققا أي انتصارات.
وبينت نتائج الاستطلاع ان اهل الضفة كانوا اكثر دعما لحركة «حماس» في هذه الحرب من اهل قطاع غزة الذين تكبدوا خسائر بشرية ومادية جسيمة فيها، اذا قال 53.3 في المئة من اهل الضفة أن «حماس» هي التي انتصرت، في مقابل 35.2 في المئة من اهل القطاع قالوا ان «حماس» انتصرت.
وارتفعت شعبية زعماء وقادة دول وحركات سياسية مختلفة بسبب مواقفهم الداعمة للفلسطينيين في هذه الحرب، مثل زعيم تركيا طيب رجب اردوغان (89.6 في المئة)، وزعيم فنزويلا هوغو تشافيز (80.6 في المئة). وفضّل 30.6 في المئة آلية دولية لإعادة اعمار قطاع غزة، وبنسبة اقل (23.2 في المئة) تولي حكومة «حماس» هذه المسؤولية، وبنسبة اقل ( 13.7 في المئة) السلطة الفلسطينية.