خرجت إليهن بميدعتها البيضاء، مربوعة القامة، خضراء العينين، في أواخرالثلاثينيات من عمرها،
وطلبت منهن توصيلات الأداء ... ثم دلفت إلى حجرة الكشف تنادي على النساء الواحدة تلو الأخرى ...
كانت الحجرة واسعة , لا يوجد بها سوى شاشة للكشف و مكتب بسيط تضع عليه النساء حقائبهن اليدوية و ملفاتهن الطبية ...
دخلت فاطمة و هي ترتدي جلبابها الأسود , و تضع على رأسها منديلها الأبيض، وهي لا تكاد تخطو رغم
نحافة جسمها.
-اسمك ؟ تسأل الطبيبة . و هي تملأ بطاقة للمعلومات .
- فاطمة الحجاوي. تجيب .
- سنك ؟
- تسعة و عشرون سنة .
- هل تعانين من بعض الأمراض ؟
- لا.
- هل يشكو أحد أفراد أسرتك من مرض السكري ؟ -
- لا.
- تفضلي... و اكشفي عن بطنك. مشيرة إلى السرير ...
تدهن الآلة التي تحمل بسائل لزج، و تشرع في تمريرها على بطن فاطمة المنتفخ بسبب الحمل ، في حين
عيناها لا تفارقان شاشة الكشف ، تملي المعلومات على طبيبة أخرى، سمراء اللون , تجاوزها عمرا ...
تقاطعهما فاطمة بسؤالها عن جنس الجنين .
:و بحركة دائرية مركزة عيناها على الشاشة تجيب الطبيبة
ماذا لديك في المنزل ؟-
3 بنات... تجيب فاطمة .-
بنت أخرى في الطريق ... اعتن بنفسك ، أنت في حاجة إلى الراحة ... -
و سلمت فاطمة نفسها لأفكار تنهش إحساسها بالأمان، ونست الوجود ...
:وعلى رصيف محطة القطار أيقظها سؤال أحد المارة
« سيدتي ... سيدتي ... كم الساعة الآن ؟ »