التعليم في المغرب....اليوم إلى أين ؟
إن المتتبع لما يدور في الساحة التعليمية اليوم ، يقف مندهشا للحالة التي آلت إليها المنضومة التربوية من فشل دريع و فساد و فوضى عارمة في المخططات التربوية و المناهج الدراسية بالإضافة إلى تدني المستوى و الشغب و الانحرافات السلوكية و الاخلاقية في صفوف التلاميذ و مصائب أخرى كثيرة سيأتي الأوان لذكرها بتفصيل .
كل جهة من الجهات المسؤولية عن هذا القطاع الحيوي تتأمل هذا الوضع الشاد و تلقي بالمسؤولية على الجهة الأخرى . لا أحد لديه الشجاعة الأدبية و الضمير الحي للوقوف و التعبير بأعلى صوت عن تحمله ولو جزءا بسيطا من هذا الفشل و الأزمة التي أدخلت بلدنا في نفق الدول المتأخرة في في سلم التنمية .
رغم الجهود التي بدلت و القرارات التي أتخدت على فترات إبان الحكومات السابقة ، و التي لازالت تبدل في ظل حكومتنا الموقرة عبر سلسلة من الإصلاحات و الندوات و المناظرات و البرامج الاستعجالية و الغير الاستعجالية ، وظخامة الميزانية التي رصدت لهذا الغرض ، و الشعارات الايجابية التي صاحبت هذه المشاريع كل مرة تحمل اسم من الأسماء كالجودة ، الحداثة و العصرنة و العولمة الجودة وأخرى باسم الحداثة و العصرنة بلون الجودة و الحداثة و العصرنة وأخيرا الشراكة .
ما هي الحصيلة من هذا المخاض العسير؟
لا شيء يذكر ، بقيت دار لقمان على ما كانت عليه و ربما استفحل الأمر أكثر حيث أفرزت لنا هذه الوضعية تعليما عقيما رديئا ، متدنيا لا يرقى إلى مستوى الطموح الذي نفتخر به .
أين ذهبت جهود الحكومات السابقة ، وجهود حكومتنا الموقرة ؟
أين هي نتائج البرامج الاستعجالية التي راهنت عليها الحكومة لإخراج المنظومة التربوية من نمطها الرديء إلى نمط أكثر إشعاعا و حيوية قادر على مواجهة العولمة التي انفتحت علينا من كل الأبواب بكل ثقلها ؟.
هل نترك مستقبل أبنائنا و حفدتنا حقلا للتحارب الفاشلة ؟
ألا يوجد في هذا البلد من يدركون هذا الواقع المر لمنظومتنا التربوية و ينطلقون منه بإشراك القاعدة محددين لذلك أهدافا حقيقية منسجمة تراعي خصوصياتنا و قيمنا الأخلاقية و يصيغون لها خططا استراتيجية قابلة للتنفيذ ويتتبعونها و يقيمون ما بها من اعوجاج حتى تعطي أكلها ؟
أما آن الأوان للنهوض بمنظومتنا التربوية من حالة الجمود و الركود إلى حلة الانتعاش و التطور و مسايرة الركب الحضاري و الثقافي ؟
ما زال للموضوع بقية وإلى اللقاء ....