المناظرة الوطنية الثالثة بأسفي تحث شعار "في أفق مدرسة عمومية جديدة "
اعتبر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأسفي السيد إبراهيم الجواهري أتناء افتتاحه المناظرة الوطنية الثالثة التي نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة بمقر الولاية يوم الخميس 9 ابريل 09 تحت شعار " في أفق مدرسة عمومية جديدة " أن افتتاح هذه الدورة يأتي أساسا من اجل مقاربة موضوع راهن يساءل ويستشرف أفق المدرسة المغربية الجديدة من اجل تعميق النظر وتوحيد الرؤية بخصوص الشأن التعليمي بإشراك مختلف الفاعلين في الحقل التعليمي ، وهي منهجية منصتة لكل الآراء والمنفتحة لكل المقاربات باعتبارها الوسيلة التي يتم نهجها في تدبير الشأن التعليمي بالجهة ، وان هذا الخيار يضيف السيد النائب يشكل لحظة رفيعة لمقاربة أفق المدرسة العمومية الجديدة من زوايا متعددة لتكتمل صورة هذا الأفق وهي كذلك حسب الجواهري فرصة للإنصات إلى تجربة الساهرين على الشأن التربوي بأكاديمية الجهة والوقوف على نتائج الحكامة التدبيرية للشأن التربوي طبقا للمخططات المنقدة والمبرمجة في المدى القريب والمتوسط .
وفي نفس السياق أشار مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أن هناك وعي للارتقاء بالمدرسة العمومية نحو أفق أجمل وأرقى وأسمى، فبرغم من تخبطها في الكثير من المشاكل فهناك أقلية من العاملين في الحقل التربوي تعاني داخل هذا القطاع الاجتماعي المعقد متسائلا في نفس الوقت عن الكيفية التي يتم بها دعم هذه الأقلية حتى لاتنطفئ وان المغرب في حاجة إلى جل أبنائه وليس بالأقلية وأضاف قائلا لابد من رد الاعتبار للهوية وطنية، حداثية ، ديمقراطية، تنتفي فيها كل الصغائر كما تنتفي فيها كل الاختلالات والارتقاء بالتفكير الشمولي والارتقاء كذلك بالتفكير الاندماجي .
وجاءت وجهة نظر الأستاذ عبد الفتاح الزين باحت سوسيولوجي لتبين سياق التحول الذي تعرفه المدرسة المغربية في علاقاتها مع التحولات العميقة التي يعرفها الواقع المغربي حيث قامت كذلك بقياس درجة التناغم والتفاعل بين الدينامكية التربوية والدينامكية المجتمعية .
ومن زاويا النظر لبعض الفرقاء الاجتماعيين ، أكد عبد الكريم بندقية
عن النقابة الوطنية للتعليم في مداخلته على ضرورة تجديد المدرسة العمومية في إطار إصلاح المنظومة التربوية و في ظل توافق كل مكونات المجتمع المغربي مع استحضار التحولات الكبرى التي يعرفها العالم بإيجابياتها و سلبياتها ، وتسائل في الوقت ذاته لماذا هذا الاهتمام؟ وعن أي المدرسة العمومية التي نريد؟ مجيبا في معرض تدخله على أن قضية التعليم هي قضية وطنية تهم جميع المغاربة لما للتربية من أدوار طلائعية في تكوين المواطن و إدماجه إيجابيا في المجتمع و أن هذا الإصلاح يقتضي مراجعة الكثير من القضايا و الإجراءات و التدابير المقترحة، مراجعة كلية، حتى لا تضرب المدرسة العمومية في العمق، و تضرب المجانية، و تكافؤ الفرص و تعميم التعليم ، و الاهتمام بالموارد البشرية بتحسين أوضاعها المادية و الاجتماعية، و ضمان استقرارها الاجتماعي و المهني و النفسي ، و تحسين ظروف ووسائل عملها، ووضع إستراتيجية جديدة للتكوين الأساسي و التكوين المستمر، مع ما يتطلبه الأمر من فتح المجال لها لاتخاذ المبادرة و الإبداع و الخلق ،مؤكدا في نفس الوقت على الدولة أن تتحمل كامل مسؤوليتها تجاه قطاع التعليم و خاصة المدرسة العمومية ، لأن هذا من صميم وظائفها الدستورية و السياسية، فالحاجة ماسة و ضرورية لدولة فاعلة متدخلة في قطاع بصنع الإنسان، و يضع أسس المستقبل الذي نريده، فالرهان ينبغي أن ينصب على المدرسة العمومية لأنها قادرة على تأطير أغلب أبناء المغاربة في كل ربوع المغرب، هذه هي المدرسة العمومية الجديدة التي ننشد.مبرزا أن الشعار الذي أختير لهذه المناظرة في أفق مدرسة عمومية جديدة " يضيف بندقية ، له دلالات عميقة حيث يسير بنا إلى المستقبل ، مستقبل المدرسة العمومية المغربية نحو التجديد ، وقدم بالمناسبة ملاحظات حول مشروع البرنامج الاستعجالي الذي وضعته وزارة التربية، الملاحظة الأولى ، و تتمثل في "ثقافة الإشراك" و في هذا المجال سجل :عدم إشراك الفاعلين التربويين، و الأطر التعليمية في صياغة المشروع ، و لم يطلب من الوزارة يقول بندقية حتى بعد الصياغة ، قراءته القراءة التربوية، و المعرفية المطلوبة ، لإثراء المشروع، و تفادي النواقص و الأخطاء، و ما يقتضيه الأمر من تصحيح و إبداء الرأي في القضية ترهن حاضر و مستقبل المغرب لعقود، و أيضا بغاية المساهمة في بنائه و الانخراط في تنفيده و التعبئة لتوفير شروط نجاحه، وتحمل المسؤولية تجاهه ، أما الملاحظة الثانية: و هي مرتبطة بالوثيقة التي تحمل عنوان البرنامج الاستعجالي "تقرير تركيبي" و الفرق شاسع ما بين هذا التقرير و التقرير التفصيل و التحليلي ، يصعب علينا قراءة متكاملة لكل عناصر البرنامج. وسجل بإيجاب بعض ماجاء به المشروع كإقرار التعليم الولي بالعالم القروي، توسيع العرض التربوي للتعليم الإلزامي، تأهيل المؤسسات التعليمية ، إلزامية التعليم محاربة ظاهرتي التكرار و الانقطاع عن المدرسة إنصاف الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، الدعم المدرسي الدعم الاجتماعي تجهيز المؤسسات التعليمية وتخوف من خلال ملاحظاته من أي فشل الذي أصبح حسب قوله غير مسموح لأي إخفاق أو منزلق جديد، وأضاف أن اللذين صاغوا المشروع ، وضعونا أمام اختيارات جديدة و حاسمة، اختيارات تقودنا إلى القول إننا لسنا أمام برنامج استعجالي ، بل أمام مخطط استراتيجي سيحدد مسار ومستقبل التعليم بالمغرب على المدى البعيد، فهو وضع قواعد و ضوابط و توجهات جديدة لإعادة بناء المنظومة بكاملها بناءا جديدا، على الأسس و المقدمات و القواعد الكفيلة بتفويته للقطاع الخاص، على اعتبار القطاع العمومي قطاعا مكلف ومرهق للميزانية وجب التخلص من نفقاته تدريجيا و خوصصته (التقرير التركيبي ص 79/83) إن التفويت يشكل مرتكزا من مرتكزات بناء المشروع الاستعجالي ورفض هذه الاختيارات الجديدة و قال عبد الكريم نتمسك بضرورة إصلاح المدرسة العمومية، و تعبئة الإمكانيات و الطاقات لتصحيح جل الاختلالات مع دعمها بالكامل ، لأنها تأطر الغالبية الساحقة من أبناء المغاربة، بالتالي فإن الامتيازات و التوفيقات و الدعم اللامشروط للدولة للقطاع الخاص ينبغي أن يتوجه هذا المجهود إلى المدرسة العمومية وختم بندقية قوله ،لقد اختار مشروع البرنامج الاستعجالي إثقال كاهل الشغيلة التعليمية و تحميها فاتورة و تكلفة تنفيذ هذا البرنامج من خلال بعض التدابير كالتوظيف التعاقدي على مستوى الجهة الساعات الإضافية الإجبارية، المدرس المتحرك، المدرس المتعدد التخصصات ، الاشتغال خلال العطل البينية ... كل هذه الإجراءات يضيف المتدخل تضر بمبدأ الاستقرار وظروف عمل مريحة و ملائمة، و تتناقض كلية مع مضامينه توصيات الندوة الدولية لليونسكو و منظمة العمل الدولي (1966) حول ظروف عمل المدرس و في هذا عائق أمام تحقيق الجودة و المردودية، إننا إذ تستحضر الضروريات التاريخية و الحاجيات المجتمعية، في زمن العولمة إلى إصلاح نظامنا التربوي التعليمي باعتباره يشكل عاملا حاسما في تقدم وتطور بلادنا ، و بناء المغرب القوي الديمقراطي القادر على مواجهة مخاطر المستقبل و تحدياته التي لا ترحم الضعفاء ، لذلك ينبغي ترجمة الشعار الذي رفعناه "قضية التعليم هي القضية الثانية بعد الوحدة الترابية وأن نفعل جميعا إلى تحويل هذا الشعار إلى واقع ملموس.
المناظرة الوطنية الثالثة بأسفي تحث شعار "في أفق مدرسة عمومية جديدة "
المواضيع المتشابهه
