التحرش الجنسي ظاهرة متوغلة في جل أقطار العالم، وأبرز ضحاياها هم الأطفال باعتبارهم مكمنا للبراءة والطهر وهذا ما يجعل بعض الوحوش تخطط لسلبهم إياها. لدا كان من اللازم على الآباء توعية أبنائهم ولفت انتباههم إلى أخطار هذه الظاهرة مع تعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم في حال تعرضهم لها،بيد أن أغلب الآباء يفضلون عدم الغوص في مثل هذه المواضيع مع أبنائهم بدعوى "حشومة". نجية أديب رئيسة جمعية "ما تقيسش ولادي" كانت السباقة إلى فضح هذا النوع من الجرائم بعد تعرض ابنها لاعتداء جنسي من قبل حارس الحضانة وهو في الثالثة من العمر،و ما إن اكتشفت الأمر التجأت على الفور إلى القضاء المغربي كي تفضح ما تستر عنه كثيرون مخافة جلب العار والفضيحة.نجية أديب نموذج حي لتحدي إكراهات المجتمع،فمن المفروض الاحتذاء بموقفها في حالة مصادفة الظاهرة.
المحير في الأمر هو أن المتحرش يسمح لنفسه أن يتحول من منزلة الإنسان المكرم إلى منزلة الحيوان الهمجي وخاصة إذا ما انقض على الضحية بكل وحشية واغتصبها، أولا يرى في ذلك الطفل ابنه؟أو تلك الفتاة أخته؟أو تلك المرأة زوجته وأمه؟للأسف شهوته الحيوانية تعصب عقله عن مراعاة هته الحيثيات،والأخطر من ذلك اضطراب الحالة النفسية للمغتصَب وجعله عاجزا عن إخبار أهله مخافة تلقيه لتوبيخاتهم من جهة، وخشية الفضيحة من جهة أخرى،فيفضل أن يحتفظ بمصيبته لذاته ويتحمل وجعها بمفرده.
وأخيرا أؤكد على ضرورة اهتمام الآباء بأبنائهم وذلك بتتبع كل خطوة دقيقة يخطونها،فهذا أنجع حل للتقليص من عدد ضحايا ظاهرة التحرش الجنسي.
غزلان