أيها الأحبة ؛ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، ثم أما بعد ؛
قد لاحظت بعض المناوشات التي اعتلجت صفحات الدفاتر فأحدثت غبشا سيؤثر لا محالة على الرؤية ..وإننا لنأمل أن يصيرهذا المنتدى صرحا من صروح الأدب ، يألفه كل من قاده القدر إلى المرور بجانبه ، أو دله عليه فاعل خير، فما هي إلا إطلالة أو تـِنثين حتي يهفو الفؤاد إلى المكوث..
أيها الأحبة ؛ ما بال قوم امتشقوا سيوف الشتائم يقارعون بها إخوانا لهم كساع إلى الهيجاء أعماه حب الانتقام ؟ ألا لا يغيبن َّعنا سلطان العقل حين نكون في أمس الحاجة إليه ،وما عهدناكم إلا عقلاء حنكتكم تجارب الحياة ، وعركتكم نوائب الدهر ، ولا ينغصن َّ علينا هدوءَ المحبة همزٌ ولمز حقه أن يطوى ولا يروى ، ولنكن وقافين عند الحق لا نحيد عنه قيد أنملة ، وإنكم والله لأهل لذلك ، فلا يرين َّ منا المغرضون ما يسرهم ، ولنساهم في لمِّ الشعث تفاديا لشرخ قد يستعصي رتقه ، ولـْنلِنْ في أيدي إخواننا ، فذلك حري بأن يجلو ما نشِب بالقلوب من ضغائن..ولست أدعوكم إلى أمر أنا عنه بنجوة ، إذ أبدأ بنفسي أروضها على الانقياد للحق والإذعان له عسى فرج بعد كرب..وما النقد يعيب المرء بل يساهم في الرقي بالكلمة حين يجلو عنها صدأ الشوائب ، ويستأصل شأفة الركاكة ، لاسيما إذا كان ذلك من قوي أمين ؛ أو ليس الذي يهديك بعض المثالب بأفضل ممن يبسم في محياك وهو يداري سخرية خلف شفاهه الشامتة ،ينوي بذلك غشك في النصيحة؟.. إنما مثل ذلك كمثل الدواء يتجرعه المريض ولا يكاد يسيغه ، غير أن بعده يرجى الشفاء بإذن العلي القدير ؛ واعلموا أن ْ لسنا نحاكم النوايا ، وما أرسلنا على الناس حافظين ، وقد كان الحبيب عليه السلام يحكم بالظاهر ويكِل أمر السرائر إلى علام الغيوب..فليكن نهجه ديدننا ، وسير الأولين تقودنا إلى بر الأمان..ولنحاك الصوف ما ضره الاحتكاك ، أو النحل لا يقع إلا على طيب ، أو النسيم العليل يداعب الفنن من غير اقتلاع ، فيحدث حفيفا تأنس له الأذن ، وتطرب لمرآه العين حين يميد ..
ربط الله على قلوبنا حتى ننجو...
ولكم مني سلام..
علال 27 - 04 - 2009