السلام عليكم
عن أنس بنمالك رضي الله عنه قال : قال مالك أبو أنس لامرأته أم سليم ( وهي أم أنس ) ان هذاالرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم يحرم الخمر فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك ( أي مات في الشام ) .
فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم , فكلمها في ذلك , فقالتيا أبا طلحة ! ما مثلك يرد , ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أنأتزوجك , فقال : ما ذاك دهرك ! قالت وما دهري ؟ قال : الصفراء والبيضاء ( يعنيالذهب والفضة ) قالت : فأني لا أريد صفراء ولا بيضاء , أريد منك الاسلام , فان تسلمفذاك مهري , ولا أسألك غيره , !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال فمن لي بذلك ؟ قالتلك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليهوسلم , ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه , فلما رآه قال جاءكم أبوطلحة غرة الاسلام بين عينيه , فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم , فتزوجها على ذلك .
قال ثابت ( وهو البناني أحد رواة القصة عن أنس ) : فمابلغنا أن مهرا كان أعظم منه , أنها رضيت الاسلام مهرا , فتزوجها وكانت امرأة مليحةالعينين , فيها صغر , فكانت معه حتى ولد له بني , وكان يحبه أبو طلحة حبا شديداومرض الصبي مرضا شديدا وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له , فكان أبو طلحة يقومصلاة الغداة يتوضأ , ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي معه , ويكون معه الىقريب من نصف النهار , ويجيء يقيل ويأكل , فاذا صلى الظهر تهيأ وذهب فلم يجىء الىصلاة العتمة , فانطلق أبو طلحة عشية الى النبي صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية الىالمسجد ) ومات الصبي فقالت أم سليم لا ينعين الى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أناالذي أنعاه له , ( !!!!!!!!!!!!!!!!!!! ) فهيأت الصبي فسجت عليه ووضعته في جانبالبيت , وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها
ومعهناس من أهل المسجد من أصحابه , فقال كيف ابني ؟ فقالت : يا أبا طلحة ما كان منذاشتكى أسكن منه الساعة , وأرجو أن يكون قد استراح , فأتته بعشائه , فقربته اليهمفتعشوا وخرج القوم , قال : فقام الى فراشه فوضع رأسه , ثم قامت فتطيبت , وتصنعت لهأحسن ما كانت تصنع قبل ذلك , ثم جاءت حتى دخلت معه الفراش , فما هو الا أن وجد ريحالطيب كان منه ما يكون من الرجل الى أهله , ( !!!!!!! )
فلما كان آخر الليلقالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم , فسألوهم اياها أكان لهمأن يمنعوهم ؟ ( !!!!!!!!! ) فقال لا , قالت : فان الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية , ثم قبضه اليه ,
فاحتسب واصبر !!!!!!! .
فغضب ثم قال : تركتني حتى اذاوقعت بما وقعت به نعيت الي ابني ! فاسترجع وحمد الله , فلما أصبح اغتسل , ثم غداالى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصلى معه فأخبره , فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما ……….. الحديث
عن أحكام الجنائزللألباني ص 36
القصة فيها مواقف تهم الأسرة المسلمة :
1)
مسئوليةالمرأة المسلمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا واضح من انكار أم سليم علىزوجها الأول ودعوة أم سليم أبو طلحة الى الاسلام .
2)
عدم تفكير المرأة في كثرةالمال على حساب الدين فأم سليم رفضت الذهب والفضة من أجل دينها ,
والملاحظ فيوقتنا المعاصر رغبة نساء المسلمين بل وآبائهم أيضا في زوج كثير المال حتى لو لميكون مهتم لأمر دينه وهذا سبب من اسباب المشاكل الزوجية بعد الزواج .
3)
تخفيفالمهر على الرجال حتى يكون البركة في الزواج وهو سبب رئيسي في حل مشكلة العنوسة .
4)
استقبال الزوج بكلام لطيف ولين والاهتمام بشئونه وعدم مفاجأته بما حصل فيالبيت من أمورقد تغضبه , فهو يعود من العمل ليأخذ قسطا من الراحة فاذا واجهة الزوجةبمشاكل البيت وهو متعب قد يتصرف تصرفا خطأ نتيجة التعب فعليها أن تهتم برعاية الزوجحتى يرتاح ثم بعد ذلك تبدأ بما حصل من أمور داخل البيت وبأسلوب يرضي الطرفين , ( وهذا واضح من تصرف أم سليم بعد موت ولدها
واستقبال زوجها أحسن استقبال وأقناعهبأسلوب أرضى الطرفين ) .
5)
على المرأة أن تبتغي وجه الله في معاملة زوجهاوتحتسب الأجر عند الله عز وجل .
6)
الصبر عند المصيبة وعدم السخط دلالة واضحةعلى قوة الايمان , والاسترجاع ( انا لله وانا اليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتيوأخلف لي خيرا منها ) , ففي الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله انا لله وانااليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها , الا أخلف الله له خيرامنها , قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة , أول بيت هاجرالى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ثم اني قلتها , فأخلف الله لي رسول الله صلى اللهعليه وسلم
منقول لافادة
لا تحرمونامن دعائكم
</span>