من خلال موضوع القراءة أود أن أطرح للنقاش هذا الشعار الذي تداولته مجموعة من المؤسسات الحكومية وعلى رأسها كتابة الدولة في وزارة الشبيبة والرياضة < سابقا>،بشراكة مع وزارة الثقافة ،ووزارة التربية الوطنية.. ومجموعة من الفعاليات الجمعوية والشبابية التي حاولت أن تؤطر هذا العمل الإيجابي وخاصة بمصطافات الشواطىء الممتدة على طول السواحل المغربية، في علاقة كذلك مع أصحاب الشأن ألا وهم المعلمون/ات، والأساتذة/ات، على صعيد جميع المؤسسات التربوية، والأندية المنضوية تحت لواءها.
هذه الشراكة العرجاء التي لم تبلور الأهداف المخصصة لمثل هذا التوجه البنيوي- إن صح التعبير- للنهوض لعدة أسباب منها:
- الاكتفاء بتوجيه مذكرة إخبارية في الموضوع، دون الاهتمام الكلي بما تتضمنه هذه العملية من خلق أوراش فعلية بالنوادي المدرسية، لإثارة فضول كل متعلم/معلم ،على خلق الحدث والمتجلي في كيفية إيلاء الأهمية بالفعل القرائي، وممارسته بشكل يجعل الممارس له يتشبع بحتمية مزاولته بشكل يومي.
- عدم الاهتمام بالفعل القرائي من قبل من يمارسون الشأن التعليمي، ويعتبرونه شيئا يدخل في إطار < البذخ الفكري>، بحيث يكتفون بما تلقوه في دراستهم الثانوية أو الجامعية أو مراكز التكوين، دون مكابدة عناء الاطلاع والبحث في كل ما جد في عالم التربية بل والثقافة بشكل عام. والاكتفاء بالفعل القرائي في مناسبات كالترقية وغيرها..
- الاقتصار على البرامج الدراسية دون غيرها يحد من فعالية ونشاط كل معلم/ة،أو أستاذ/ة، مما يجعل مواكبة الأحداث والمستجدات عسيرة على الفهم والتقبل فبالأحرى التبني والتطبيق..
- عدم خلق وإنشاء مكتبات بالفصول الدراسية، والعناية بها شكلا ومضمونا ، يكرس عامل تهميش الفعل القرائي، ويعطل طاقات الأطفال الخيالية والإبداعية التي قد تتشكل من خلال ممارستها لفعل القراءة، والاستئناس بالقصص والكتب..المعروضة التي لابد وحتما ستصبح عادة سيداوم عليها كل من سنحت له الفرصة بالتمدرس في المؤسسات التربوية العمومية أو الخصوصية.
إذن القراءة للجميع شعارجميل. فيجب إذن أن يكون من يحمل مشعل التنوير أن يتمتع بهذه الخصلة الجميلة، وإذاك يمكن أن يبلورها على مستوى عام، أي على مستوى متعلميه وتلامذته، ومستوى تعليم الكبار الأميون منهم والأميات..
كما لا ننس أن نشير إلى الثالوث الذي يجب الارتكاز عليه، والذي يمكن اعتباره من الدعامات الأساسية في بناء وخلق مدرسة مغربية تعتمد الفعل القرائي كأساس مركزي لتشكيل مجتمع ينأى عن الأمية، ويسعى إلى التقدم لحاقا بالدول التي تعدو طمعا في الهروب إلى الحداثة بشكلها الإنساني المتنور، والباحثة في العلوم واللغات وكل ما يرفع من شأن أفراد مجتمعاتها.. هذا الثالوث هو: وزارة الثقافة، ووزارة التربية الوطنية.. ووزارة الشباب والرياضة. هذا الثالوث إن اجتمع على هدى، وقرر خلق شراكات حقيقية، فأكيد أن النتائج ستكون سارة، وستنعكس إيجابا على المجتمع برمته..
هذا موضوع طرحته لإغناء النقاش، فأتمنى من الإخوة الاستفاضة فيه بالزيادة أو النقصان أو بالنقد..فهدفنا هو الإفادة و الاستفادة.. وكل موضوع وأنتم بخير. d8smt2