المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد "بيزماون" الشاعر الأمازيغي الذي ألهمته أمواج البحار


nasser
16-11-2015, 18:54
الأربعاء, أكتوبر 28, 2015 - 16:15
مراسل جهة سوس ماسة : عبدالله العـسري
http://www.pjd.ma/sites/all/themes/actualites/img/logo/logo-pjd.png
يقال إن الشاعر ابن بيئته ومن لم يحس بآلام الناس وهمومهم فهو ليس من الناس، ذلك هو الشاعر الأمازيغي أحمد بيزماون الذي أنجبته بادية حاحا بقبيلة أيت آمر، يتألم دوما لوضع هذا المجتمع الذي تنخره ظواهر اجتماعية ‏سيئة كالمكر والخداع، كما يتألم لما يتابع ويلتقطه سمعه وبصره من انتهاكات انسانية وحرب قاتلة بفلسطين المحتلة، وهو ما سنراه في قصيدة له يمقت فيها القتل والحروب بين بني البشر تحت عنوان : " ءينات ءارجا ف الله " ( قولوا الرجاء في الله )، وقبل المرور إلى هذه القصيدة لا بد أن نلقي نظرة عامة على بيزماون الشاعر والطريقة التلقائية التي ينظم بها الشعر.



اشتغل بيزمان في بداية حياته بحارا ومن تم لم يستطع شاعرنا التخلص من البحر إذ نجد مفردات البحر مبثوثة في جل قصائده الشعرية وبذلك يكون هذا الأخير من بين المجالات الحياتية التي يغترف منها قوافيه، كما جاء في أروع قصائده :

ءيمينو ءايمينو وايمينو جليغ ءام / أماه يا أماه وا أماه تهت لك ،

غيكاد ءيجلا وناو ءيغ ؤر ءيخالض رايس / كتيهان القارب عندما يضل ربانه الوجهة ،

ءيضر غ لبحور د تيلاس د تا ضانكيوين / فيمخر البحار في الظلام وسط أمواج عاتية

لم يترك بيزماون مجالا ولا غرضا شعريا إلا وأبدع فيه أيما ابداع، ومازال المغاربة في الجبال والسهول يتذكرون قصيدته المشهورة في نهاية السبعينات التي دافع فيها عن مغربية الصحراء قائلا :

صحراء تيناغ ءاتكا لعدو يوري ف ؤسكا / الصحراء صحراؤنا والعدو نطرحه جانبا

وتميز شعر بيزماون في أواسط الثمانينات بغربة ذات إيقاع خاص وتساؤلات حائرة كما في إحدى قصائده:

ما تا غيكادي مايكا غايادي ؟ / كيف هذا وما هذا الذي أراه أمامي ؟

يات ها تياضي !!! / واحدة وهاهي الأخرى

ءار كان حركي !!! / هانحن نكتوي بالنار ،

زوند ءاكشوضي !!! / كما يكتوي الحطب

ما تا غيكادي ...؟؟؟ / ما هذا ...؟؟؟

ءاتبودل ءاخوتي الدونيت ءيبادلاك ؤزمزي ، / تغيرت الدنيا أيها الاخوة وتغيرت الظروف

ءيبادل ءيموريك ءيبادل كولشي لحسابي ، / وتغير الشعر وتغير كل شيئ

ما تا غيكادي ...؟؟؟ / ما هذا ...؟؟؟

ولاه أسيدي ءايا ؤريرين ءاد ؤرين ءاريغ تنتكرازي / والله من أبى أن يتوب سيحصد الندم



ءايايت لمعنا د لعاقل مايكا غايادي ؟؟؟ / يا أصحاب العقول والرأي السديد ما هذا ؟؟؟

ويقول أيضا في بعض تساؤلاته :

ءي ءيزد ءاد صبرغ ءارالاغ ءار مناكو ؟ / أأصبر وأبكي إلى متى ؟ ،

ؤكان ءار داغ ءالاغ ، ؤكان ءارداغ ءالاغ / ثم أبكي وأبكي ...

بيزماون في سطور ...





ولد الشاعر أحمد بيزماون سنة 1949 بقرية تيمزغيون بضواحي أيت ءامر بحاحا الجنوبية، بعد سنتين من الدراسة في المدرسة الابتدائية غادر بلدته في اتجاه مدينة أكادير حيث مارس مهنة الصيد البحري حيث أشار إلى ذلك في إحدى قصائده قائلا :

نكاتين غ ؤغرابو حرشغي / كنت في القارب يقظا ماهرا ،

ء اميات كاما د ؤكارنسني / على مسافة مئات من الأميال ،

ءاغاد نستوتول ءيزكارني / أدير حبال قارب الصيد ،

وهيانغ غيلاد نكا رايسي / وها أنا اليوم أصبحت شاعرا .

وبذلك ذاع صيت بيزماون منذ السبعينات خصوصا بعد تسجيل أولى قصائده الشعرية والتي كان أشهرها قصيدة " الطبيب الطماع " التي قال فيها :

ءاياطبيب ءيكان أضماع ؤر كيك ءيرجا يان / أيها الطبيب الجشع فلا أحد يطمع فيك ،

ءاتن داوام ربي ءايزضارن ءايداوا لجميع / أن تداويه فالله قادر أن يداوي الجميع ،

الحرب مدمرة للبشر...



بعد سنوات طوال بدأت أشعار بيزماون تغوص في هموم المجتمع بطريقته الخاصة وبإيقاعه المتميز، وهاهو اليوم يتألم للأرواح التي تسقط بآليات فتاكة وبأسلحة نارية كالشهب وتخلف اليتامى والثكالى في صفوف المسلمين وذلك في قوله :

ءينات ءار جا ف الله / قولوا الرجاء في الله

ءا لطيف غاد ءيدرن ءيدونيت ءيزمايانغا / لطفك ياربي ما هذا الذي عم الدنيا ويزعجنا

ءالطيف غاد ءيفوغن س دونيت هوولنتا / لطفك ياربي ما هذا الذي فتن الدنيا

ءيكا زوند ءاسافو ءينا ف ءيضر ءيحركتا / كشرارة نار تندلع في من حولها

ءيلا كيس وطان ءيلاكيس لحـرب د لماوتا / بها الأمراض والحروب والقتلى

ءيس نضالب ءيربي ءاتين ءيرار ءاغد ؤر ؤتنا / نسأل الله أن يبعده عنا لئلا يصيبنا بمكروه

ءادانغ ؤر ءينغ ربي س لغضاب ؤلا ءيهولانغا / لا أهلكنا الله بهذا الغضب ولا أفتننا

ءيمنعا لهول ءيغ لان حرمن ميدن راحتا / فالفتنة ما أن تنتشر في البلد حتى يعدم الناس الأمن

ءيسن نزرا غيلي غ ءيلا حرمن ميدن كيس ءيضسا / وهذا ما لاحظناه في بلدان الحرب عدم فيها البشر النوم

ءايلي ؤكان نسالا كا كيغ ؤؤكان ءيتبرامنا / وذلك من ثمرة أفعالنا المقيتة

ءانيت ءيكن ؤموسلم ءار تخلو تكمينسا / يدمر البيت فوق رأس المسلم وهو نائم

نكي باعدا تسانو غيكلي تكا سنغتا / تألمت لهذا وأنا أدرى بما وقع في قلبي ،

ومن شدة تألم الشاعر بيزماون لما حل بالانسان عامة وبالمسلمين على وجه الخصوص من كوارث جراء الحروب صرح أن الحزن سيطر عليه ولم يعد للشعربالنسبة إليه أي ذوق، وزادته مشاهد المجازر الانسانية على شاشة التلفاز ألما وحزنا، كما صدمته البشاعة التي يقتل بها الأطفال لما يصيب العدو بعضهم بالرصاص على مستوى العين، وتبكي أمهاتهم أمام الملأ ...وتأسف الشاعر لهذه الوحشية الانسانية، والتي لا يستطيع أحد حيالها أن يعيد الاعتبار لهؤلاء الصبيان الضحايا، قائلا :

مقار ءاوكان نتيرير ؤر ليغ د لخاطرا / أغني ولكن لست سعيدا ،

ءيساكا نساوال ءار نتيني وايدا لايلا / وأطاوع الأوزان بتفعيلاتها ،

ءيما ءازمز ن ؤمطا حقان ءايي تكا لوقتا / أما الظرفية فهي للبكاء أقرب ،

ءاماناك سول لخاطر مان ءامارك ءيميمنا ؟ / إذ كيف تحضر السعادة ويحلو الشعر ؟

ءاكا نرزم ءيتلفازا نافن ميدن موتنا / و كلما فتحنا التلفاز إلا وجثث الموتى تستقبلنا

ءيلا مايكان ءاماكوس ءيباقي ؤكايونسا / هناك من أصيب في رأسه متألما ،

ءيلا ما فكا ءيخلا ماني كاورن كيس ءيمتا / هناك من سقطت عليه بناية فأضحى مقتولا ،

ءارنين نزرا دريت مزينين ءاردا طارنا / نشاهد أطفالا صغارا يتساقطون واحدا تلو الآخر ،

ءيلا مان يوت لقرطاس ءيكلين غ كر والنا / هناك من أصيب بالرصاص بين عينيه ،

ءارالان ويلي تورونين ءيحرك وولنسنا / تاركا أبويه للبكاء وحرقة القلب ،

ءيليح لحكام ؤلا مايتينين هيانغا / ويقع هذا في غياب محاكمة الجناة وردعهم ،



وتساءل بيزماون عما اقترفه المسلمون من ذنب لما ابتلوا بمصائب وأمراض فتاكة ، قائلا :

الله ءايموسلمن ما نيغ نذنب ما نوكرا ؟ / بالله أيها المسلمون ما ذنبنا وما ذا اقترفنا ؟

ءاماني تسيتنغ ءيكا غاياد لاغد ءيكاتنا ؟ / من أين أتتنا هذه المصيبة التي تؤلمنا على الدوام

ءيلا ماغ تلا تيسنت ءيكامي دوا طافنا / هناك من أصيب بمرض الملح وعدم الدواء ،

ءا كاداديان ءاغ ءيلا سكار ءار د اطارنا / وهناك العديد يفقدهم داء السكر وعيهم ،

ءيلا ماغد ءيموتي ساراطان ءيدر ءيصاحتا / وهناك من عم السرطان بدنه ...

ءاريغ ءيمدا ءيفنا تاويت لموت بالاكنا / إلى أن تنهك صحته فينتهي به الأمر بالموت ،

ءيلا مايلوح شالال ءيساكا تكاوارنا / هناك من أقعده الشلل ولا يقوى على الوقوف ...

ءا مليغ تيت تورو ماس ءامومن ءيضارنسا / مذ ولدته أمه توقفت رجلاه عن النمو ،

كويان مامنك ءاسيس ءاخوتي تكا لوقتا / كل ياإخوتي بما أبتلي ...

ءيلا ما ؤريكي وطان ؤلا جو ءيداواتنا / هناك من عوفي ولم تصبه الأمراض قط ،

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...



أجاب الشاعر عن تساؤله الذي طرحه قبل قليل قائلا أن ما حل بالانسان من جزاء عمله، إذ لو كانت القلوب صافية من الخداع والمكر لما حلت بالإنسان كل هذه المصائب التي دمرت النسل والمباني وخلفت مضاعفات اجتماعية عديدة ، وهو ما عبر عنه الشاعر بقوله :

هان ءيسفاو ربي تمارا ميدن ءيستنا / فالله بصير وعليم بمعاناة عباده ...

مراد ءيس غوسن ؤلاون رات تعدل لوقتا / لوكانت القلوب صافية لكانت الظروف على أحسن حال ،

ءيكوت ؤجموع ءيغرا يان ءاد ءيبدر صاحتا / ما أكثر الكلام إن أراد المرء التحدث بالصراحة ،

ءيلا مايران ءاد ءيرار لفرض ءادكن سونتا / هناك من أراد أن يبدل الفرض بالسنة ،

ؤبلحاق هاتي يا واوال ءيلا ءيكا صا حتا / لكن هناك كلام حق لا غبار عليه ...

ؤراد ءيتغيار ربي لقوم ءارد ءيغيرا / إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،

هاتي بنادم نيت ؤر ءيسالا لهمنسا / فالانسان بالغ في تهوره وأبى العدول عنها ،

ءيلا ما ءيعيشن س ريبا زنز كيس ءيسغا / هناك من عاش متعاملا بالربا بها يبيع ويشتري ...

ءيغ ءيشمت ءايتماس كاد تيلين د لخاطرا / ولايكون سعيدا إلا إذا خدع إخوته ،

ءيخلض ؤبلوح ن تالايين د واليد ياسوسنا / اختلط تمر أعالي النخل مع المتساقط منها ،

رعين ءيكران رعين ءيووتا خلضناك مدنا / اختلطت حدود الحقول واختلط البشر

ءيكوت ؤكليف رعين ءيمشضن لي ؤكنسنسا / كثر النحل واختلطت الخلايا ...

ءاييري كرا تامنت ءاتنتيد سول كيس ءيكسا / بينما البعض ما زال يطمح ليحصل على العسل

ءاماني غ تلا تامنت ءاوا مون د ءيمينكا / أين العسل الحر يا هذا ... !!!

ءا تامنك ن ءيمي كا سول نزرا غ دار مدنا / عسل ألسنة الناس هو الكثير اليوم ...

ءيغ ءيرا كرا ءاك ءيشمت راسيك ءيهضر فرحنا / فمن أراد أن يخدعك يبدي لك الابتسامة والبشاشة ،

ءا زود ؤشن ءار كيك ءيتمنيد غار تينسا / مثل الذئب يرقب دوما كل فرصة لينتهزها ،

ءا دوكان كيك ءافن غايلي ران بلاكنا / ما أن يحصل على مبتغاه ينصرف ،

ءار ءيتانف ءاك ؤر ءيميقير ءيزايد ءيفلكنا / ويترقب ألا يصادفك يوما على الطريق ،

ؤرء يسن بنادم س لخير ءيميقيرد لفيعلا / يتنكرالانسان للخير فكان جزاؤه من جنس عمله .

nasser
16-11-2015, 18:56
http://www.pjd.ma/sites/default/files/styles/large/public/index2_copy.jpg?itok=kvELjwnb

خادم المنتدى
16-11-2015, 18:57
http://hmsmsry.com/up//uploads/images/hamsmasry-aaf88cb3c3.gif