منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - كلمات على فراش الموت
عرض مشاركة واحدة

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 228
افتراضي
قديم 14-04-2017, 15:28 المشاركة 28   

لاَ تُرَاهِنْ عَلَى الصَّعْبَةِ وَلاَ تَنْشِدِ القَرِيضَ

هذا المثل للحُطَيئة، لما حَضَرَته الوَفَاة اكْتَنَفَهُ أهلُهُ وبنو عمه، فقيل: يا حطىء أوْصِ،
قَال: وبِمَ أوصِى؟ مالى بين بنىَّ
قَالوا: قد علمنا أن مالك بيني وبنيك فأوْصِ
فقال: وَيْل للشِّعْر من راوية السوء، فأرسلها مَثَلاً

فَقَالوا: أوصِ

فَقَال: أخبِرُوا أهلَ ضابئ بن الحارث أنه كان شاعراً حيث يقول:
لكُلِّ جَدِيدٍ لَذَة، غيرَ أنَّنِي ... وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غيرَ لذيذ

ثم قَال: لا تُرَاهِن على الصَّعبة ولا تنشد القريض، فأرسلها مَثَلاً.
يضرب في التحذير


وفي بعض الروايات أنه قيل له: يا أبا مُلَيْكَةَ أوْصِهْ

قَال: مالى للذكور دون الإناث

قَالوا: إن الله لم يأمر بذا، قَال: فإنى آمر

قَالوا: أوْصِهْ
قَال: أخبروا آل الشماخ أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول:
وظلت بأعراف صِياماً كأنَّهَا ... رمَاحٌ نَحَاهَا وجهة الريح رَاكِزُ


قَالوا: أوْصِيهْ فإن هذا لا يُغْنِى عنك شيئاً

قَال: أبلِغُوا كِنْدَة أن أخاهم أشْعَرُ العرب يقول:
فَيَالَكَ مِنْ لَيْلٍ كأنَّ نُجُومَهُ ... بأمْرَاسِ كتَّان إلى صُمِّ جَنْدَلِ

يعنى امرؤ القيس

قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً

قَال: أخْبِرُوا الأنصارَ أن أخاهم أمْدَحُ العرب حيث يقول:
يُغْشُونَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُمْ ... لاَ يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبِلِ

قَالوا: أوصه فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً

قَال: أوصيكم بالشعر خيراً، ثم أنشأ يقول:
الشعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيلٌ سُلَّمُهْ ... إذا ارْتَقَى إلى الَّذي لاَ يَعْلَمُه
زَلَّتْ بِهِ إلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ ... وَالشِّعْرُ لاَ يُطيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ
يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ ... وِلَمْ يَزَلْ مِنْ حَيْثُ يأتي يَخْرِمُهْ
مَنْ يَسِمِ الأعْدَاء يبقى مِيسَمُهُ ...


قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً، قَال:
قد كُنْتُ أحْيَانَاً شَدِيدَ المُعْتَمَدْ ... وَكُنْتُ أحياناً عَلَى خَصْمِى ألَدْ
قَدْ وَرْدَتْ نَفْسِى وَمَا كَادَتْ تَرِدْ ...


قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً،

قَال: واجَزَعَاهُ على المديح الجيد يُمْدَح به من ليس من أهله،

قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً،

فبكى، قَالوا: وما يبكيك؟

قَال: أبكى الشعرَ الجيدَ، من راوية السوء،

قَالوا: أوص للمساكين بشَيء، قَال: أوصيهم بالمسألة وأوصِ الناسَ أن لا يُعْطُوهم

قَالوا: أعتِقْ غُلامك فإنه قد رَعَى عليك ثلاثين سنة،

قَال: هو عبد ما بقى على الأرض عَبْسى، ثم قَال: احملوني على حماري ودُورُوا بي حول هذا التل فإنه لَم يَمُتْ على الحمار كريم، فعسى ربي أن يرحمني، فحمله ابناه وأخذا بضبْعَيه ثم جَعَلاَ يسوقان الحمار حول التل، وهو يقول:
قَدْ عَجَّلَ الدَّهْرُ والأحْدَاثُ يتمكما فَاسْتَغْنَيَا بوشَيِكٍ إنَّني عَانِ
وَ دَلِّيَانِي في غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... كَمَا تدلى دلاءٌ بَيْنَ أشْطَانِ


قَالوا: يا أبا مليكة، مَنْ أشْعَرُ العرب؟
قَال: هذا الجُحَير، إذا طمع بخير، وأشار بيده إلى فيه، وكان آخر كلامه، فمات وكان له عشرون ومائة سنة، منها سبعون في الجاهلية، وخمسون في الإسلام.


ويروى أنه أراد سَفَراً، فلما قَدَّم راحلته قَالت له امرأته: متى ترجع؟
فَقَال:
عُدِّى السِّنِينَ لَغِيَبَتِى وَتَصَبَّرِى ... وَدَعى الشُّهورً فَإنَّهُنَّ قِصَارُ
فَقَالت:
اذْكُرْ صَبَابَتَنَا إلَيْكَ وَشَوْقَنَا ... وَارْحَمْ بَنَاتِكَ إنَّهُنَّ صِغَارُ
قَالوا: وما مدح قوماً إلا رفَعهم، وما هجا قوماً إلا وضعهم. وقال يهجو نفسه وقد نظر في المرآة، وكان دَميماً:
أبَتْ شَفَتَاي اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّماً ... بِسُوء، فَمَا أدْرِى لِمَنْ أنَا قَائِلُهْ
أرَى ليَ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَهُ ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ

مجمع الأمثال/ أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري المتوفى: 518هـ


اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب