منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - الشيخة خربوشة.. امرأة هزمت جبروت السلطة بالكلمات
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادم المنتدى
خادم المنتدى
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180
معدل تقييم المستوى: 1868
خادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميزخادم المنتدى في سماء التميز
خادم المنتدى غير متواجد حالياً
نشاط [ خادم المنتدى ]
قوة السمعة:1868
قديم 27-08-2019, 22:24 المشاركة 1   
افتراضي الشيخة خربوشة.. امرأة هزمت جبروت السلطة بالكلمات

الشيخة خربوشة..
امرأة هزمت جبروت السلطة بالكلمات

شعيب حليفي


قصة الشيخة خربوشة «مولاتْ الكلام الموزون»، معروفة ومتداولة

بين سكان عبدة ودكالة. إنها قصة امرأة «فحلة» قاومت جبروت السلطة،
المتمثلة في القايد بن عيسى. انحازت إلى أهلها، المظلومين،
وهجت الظالم بكلام سارت بذكره الركبان. أغرت القصة الزوغي فكتبها
سينمائيا في فيلم بعنوان «خربوشة» وبه سجل نقطة ضوء في مسار
السينما المغربية، للمواقف البطولية التي كانت لهذه الشخصية.
هنا يتتبع حليفي القصة عبر رواة التاريخ.
مر الكثير من رجال السلطة في القرنين الماضيين دون أن يلتفتَ إليهم

أحد، باستثناء المؤرخين المعنيين بالمرحلة وتفاصيلها، رغم الجبروت
الذي كان يروى عنهم، والذي يصل إلى حد أنهم كانوا
سلاطين على ممالك صغرى.
لكن واحدا يسمى القائد عيسى بن عمر العبدي، من سوء حظه،

أن تكون شاعرة وفنانة شعبية اسمها حويدة تستشعر الظلم
فتهجوه وينتقم منها بقتلها.. فتنفجر الحكاية وتُخلّد القائد
الجلاد والشاعرة الشهيدة. حكاية تُعرَف باسم «خربوشة»،
بكلماتها القادرة على إيقاظ المشاعر الراقدة والتحسيس
بالانتماء إلى هوية الحرية والثورة.
يعتبر القائد عيسى بن عمر العبدي واحدا من كبار القياد

الجهويين في المغرب. ولد بثمرة، إحدى فخذات قبيلة البحاترة
في عبدة، سنة 2481، من عائلة قيادية. ورغم أنه لم يتجاوز
في تعليمه الطور الأول من الكُتَّاب، فقد أبان في شبابه عن كثير
من الدهاء، مما جعل شقيقه الأكبر، القائد محمد بن عمر،
يؤثره عن غيره من بنيه وأهله ويعتمده خليفة له، فأظهر تفوقا
في كل المهام السياسية والعسكرية، التي أناطه بها، مما
أكسبه صيتا واعتبارا وازنا في دار المخزن، يسّرت عليه
خلافة أخيه بعد موته سنة 9781. كما سيختاره، لاحقا، المولى
عبد الحفيظ (8091 -2191) وزيرا لخارجية المغرب فور
مبايعته سلطانا لل**** والإنقاذ.
وإضافة إلى دهائه وبطشه، كان عيسى بن عمر رجل نشاط

وزهو، مُحبّاً لسهرات الفن الشعبي. وحتى يضمن منصبه
قائدا متحكما ويحافظ على عيشه، كان يُثقل كاهل سكان قبائل
عبدة بالضرائب، حتى لو صادفت سنوات القحط والأمراض..
مما جعل عددا من ساكنة قبيلة أولاد زيد في سنة 5981،
وهو عام صعب لم يستطيعوا تحمل ضرائبه ومجاعته،
ففروا في «عام الهروب» ذاك، فيما قرر الباقون الانتفاض
في ثورة ستدوم أربعة أشهر، من 5 يوليوز إلى ال21
من نونبر من نفس السنة، التي عرفت مفاوضات، ثم هجوما
على الثوار، بنيران المدافع والبنادق وبمساعدة عامل آسفي،
حمزة بنهيمة.
خلال الأربعة أشهر، كانت حويدة (خربوشة) الشاعرة والمغنية

الشعبية، إلى جانب الثوار، مُحرضة ومحققة للحماس الضروري.
ومما كانت تقوله:
- بْغيت السيبة ما بْغيت احكام.. من دابه ثمانية أيام على السي

عيسى الثمري.
- أنا عبدة لعبدة ولسي عيسى.. لا نوضا نوضا حتى لبوكشور..

نوضا نوضا حتى دار السي قدور..
-سير أعيسى بن عمر.. وكّالْ الجيفة قْتّال خوتو.. ومحلل الحرام..

سير عمر الظالم ما يروح سالم.. وعمر العلفة.. ما تزيد بلا
علام ورا حلفت الجمعة مع الثلاثْ.. يا عويسة فيك لا بقاتْ.
وفي ما يلي وثيقة مخزنية كتبها بوبكر بن بوزيد إلى الصدر
الأعظم أحمد بن موسى (باحماد) وهي مؤرخة ب 31 شوال
5131، وهو ما يوافق يوم الأحد، 6 مارس 8981:
«الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله
حفظ الله مجادة سيدنا الأعز الأرضى الصدر الأعظم الفقيه
الأجَلّ سيدي أحمد ابن الفقيه الوزير الأعظم سيدي موسى
بن أحمد وأمنه ورعاه وسلام عليك ورحمة الله على خير
مولانا نصره الله وبعد، يكون في علم سيادته أننا وجّهنا،
يومه، صحبة مخزني من أصحابنا الشيخة حويدة العبدية،
واصلة الحضرة الشريفة، دام عزها وِفق الأمر الشريف
أعزه الله. فإذا بأصحاب القائد عيسى بن عمر العبدي اتفق
خروجهم مع المخزني والمرأة المذكورة في وقت واحد
ورافقوهما مسافة، فلما انفصلت الطريق، عمدوا إلى مركوب
المرأة وساقوه إلى غير طريق المحلة السعيدة وحالوا بينها
وبين المخزني وقصدوا بها طريق أزمور نهرا، فصادرهم
وأعلمهم أنه متوجه بها للمحلة السعيدة وأراهم الكتاب
الذي بيده، فلم يلتفتوا إليه وتبعهم مسافة كبيرة ولم يقدر
على مقاومتهم، لأن عددهم اثنا عشر فارسا، وتوعدوه
إن لم يذهب معهم أو إلى المحلة أو إلى حيث شاء. فلما
يئس منها وتحقق عنه وقوع ما توعدوه به، خاف من ذهابه
إلى المحلة بالكتاب دون المرأة. رجع إلينا وكان وصوله
قرب المغرب والكتاب الموجه لسيادته أولا يصله معه.
وبه وجبَ إعلام سيادته وعلى المحبة والسلام
في 31 شوال .


خديم المقام العالي بالله
بوبكر بن بوزيد لطف الله به»...
عادوا بها إليه، فسجنها في أحد سجون داره المسماة الآن

«دار سي عيسى»، يحرسها شخص يسمى الشايب. ثم،
بعد ذلك، تتعدد الروايات لتنتهي بقتلها ورميها في بئر
ما زالت تسمى بئر حويدة. وصوتها يسترحم بأولياء الله
الصالحين، قائلة:
- نسألك بالمعاشي سيدي سعيد مول الزيتونة..

والرتناني سيدي احسين جاء بين الويدان.. والغليمي
سيدي احمد العطفة يا ابن عباد.. والقدميري سيدي
عمر مولى حمرية.. والتجاني سيدي احمد مول الوظيفة.
خربوشة.. لكريدة.. زروالة.. حويدة.. الشامخة مولاتْ
الحق والكلام: لا أحد يعرف كيف قضيتِ ثلاثين شهرا
الفاصلة في هزيمة المعركة بين الثوار وسي عيسى وبين
انتصارك في حرب الشعر ضد الظلم. أين كنت في أولاد
سعيد؟ وماذا كنت تفعلين وهل كتبت، وأنت الأمية، أم قلتِ
شيئا ظل دفينا في تراب القبائل؟ وكيف رويتِ الحكاية
لهم هناك؟...
-************************-









آخر مواضيعي

0 فاتح رجب 1441: الثلاثاء 25 فبراير 2020
0 فاتح شهر جمادى الآخرة 1441: يوم الإثنين 27 يناير 2020
0 فاتح شهر جمادى الأولى يحل بالمغرب يوم السبت
0 إياك أن تصدق بأنك كبُرت في السن
0 فاتح ربيع الثاني 1441هـ: الخميس 28 نوفمبر 2019م
0 وفاة والد الأخ الاستاذ أحمد خويا .
0 مشروع القسم - نادية القباج - مدينة فاس
0 Mini guide de la pédagogie de projet
0 Un projet de classe, pourquoi ? comment ?
0 Le projet de classe de la 6ème primaire


التعديل الأخير تم بواسطة خادم المنتدى ; 27-08-2019 الساعة 22:38