منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - تذوق حلاوة الإيمان
عرض مشاركة واحدة

ملاك أم يحيى
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية ملاك أم يحيى

تاريخ التسجيل: 5 - 12 - 2007
السكن: دنيا الله
المشاركات: 1,055

ملاك أم يحيى غير متواجد حالياً

نشاط [ ملاك أم يحيى ]
معدل تقييم المستوى: 307
افتراضي
قديم 12-11-2008, 21:02 المشاركة 4   

[IMG]http://www.************/vb/images/icons/icon44.gif[/IMG] تذوق حلاوة الإيمان


عن أنس بن مالك رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ثلاث من كن ّ فيه وجد حلاوة الإيمان ،أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء لا يحبه إلا ّلله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "رام الإمام مسلم

أنس بن مالك: خادم الرسول صلى الله عليه وسلم،هو أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري هو صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول محمد صلى الله عليه وسلمبأبي حمزة. خدم الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته وهو ابن 10 سنين. دعا له صلى الله عليه وسلم «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة» فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير. روى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال (خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي.)

ألفاظ الحديث:
ثلاث من كن فيه: أي ثلاث خصال وصفات،اتصف بهن.
وجد حلاوة الإيمان:استلذ بلذة الإيمان،وذاق طعمه.

معاني الحديث:
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة حيث إنه يضم معاني عظيمة وأسسا كبيرة من أسس الإيمان، من حب الله ورسوله، والتحاب فيما بين المسلمين، والثبات على الإيمان، والعض عليه بالنواجذ، وبغض الكفر وأهله، بلوغ كراهية الكفر مبلغا أن يؤثر عليه القذف في النار .
فالرسول الكريم الذي أوتي جوامع الكلم يرشدنا إلى كيفية تذوق حلاوة الإيمان ،ويضع لنا ثلاثة أسس :

-أولها: حب الله ورسوله أكثر من كل شيء ،من آبائناو أموالنا وأولادنا وأنفسنا ومن الدنيا وما فيها.

أن تحب الله أن تكون له ومعه في كل لحظة وحين في خلاواتك وجلواتك ، أن تعيش مع الله ،تذكره في السر والعلن،وتطرد حب الدنيا من قلبك ،وعلامة ذلك أن تفضل محابه على محابك وأن تبغض ما يبغضه عز وجل.حبه أن تفر من كل شيئ إلى الله،قال تعلى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين)الذاريات /50
وأن تحب رسوله أكثر من كل شيئ قال صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"وعلامة ذلك أن تصلي عليه كلما ذكر ,ان تتبع سنته صلى الله عليه وسلم في عباداته وعاداته في نومه ويقظته في أكله وشربه في صبره وحلمه في لينه ورفقه......قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله)فهو الذي أخرجك من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى.

-ثانها: أن تحب المرء لله .
فمحبة الإنسان في الله تكون على أساس قربه من الله، وقرب الله يتحقق بالإسلام له، والعمل بطاعته، ولما كان هذا القرب يزيد بقدر زيادة العبد في طاعته لربه؛ كانت المحبة مطردة في زيادتها ونقصها مع هذا القرب والطاعات، فإذا ابتعد هذا الإنسان بنفسه عن ربه باقتراف ما يقضي بذلك حل مقابل تلك المحبة له في نفس المؤمن، أي حل البغض له بسبب هذا البعد، وفي هذه الحالة يجتمع له حب لطاعته وبغض لمعصيته، فإذا ما قطع صلته بالله وآثر بقربه بعدا وبطاعته معصية وكفرا بانسلاخه من الإسلام، تحولت تلك المحبة إلى بغض وكراهة لهذا الشخص بسبب كفره، ولا يمكن أن يبقى من المحبة في قلب المؤمن شيء.فمن أحب لله وأبغض لله ،وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.
من ثمار وفصائل المحبة في الله:أنها سبب لمحبة الله تعالى للعبد ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"وجبت محبتي للمتحابين في ...."
-أن الله يظل المتحابين فيه في ظله يوم لا ظل إلا ظله ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"سبعة يظلهم الله يوم لاظل إلا ظله ......ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه"
-أنها دليل على كمال الإيمان قال صلى الله عليه وسلم:"من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان"رواه أبو داود
- أن المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم يلتحق بهم ويصل إلى مراتبهم وإن لم يكن عمله مبلغهم.لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"المرء مع من أحب"
- أن المتحابين في الله على منابر من نور ،قال صلى الله عليه وسلم :" المتحابون في لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء"

ثالثها:"أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه..."بعد ان تعرف على الله وسار في درب الهداية وأقبل على الطاعات ونفر من المعاصي ،يكره أن يعود إلى ماكان عليه قبل ذلك من البعد عن الله والانغماس في الشهوات والعيش عيش البهائم الضالة التائهة .
قال ابن حجر: قال البيضاوي: وَإِنَّمَا جعل هَذِهِ الْأُمُور الثَّلَاثَة عُنْوَانًا لِكَمَالِ الْإِيمَان لِأَنَّ المَرْء إِذَا تَأَمَّلَ أَنَّ المُنْعِم بِالذَّاتِ هُوَ الله تَعَالَى , وَأَنْ لَا مَانِح وَلَا مَانِع فِي الْحَقِيقَة سِوَاهُ , وَأَنَّ مَا عَدَاهُ وَسَائِط , وَأَنَّ الرَّسُول هُوَ الَّذِي يُبَيِّن لَهُ مُرَاد رَبّه , اِقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ يَتَوَجَّه بِكُلِّيَّتِهِ نَحْوه: فَلَا يُحِبّ إِلَّا مَا يُحِبّ, وَلَا يُحِبّ مَنْ يُحِبّ إِلَّا مِنْ أَجْله، وَأَنْ يَتَيَقَّنَ أَنَّ جُمْلَة مَا وَعَدَ وَأَوْعَدَ حَقّ يَقِينًا. وَيُخَيَّل إِلَيْهِ المَوْعُود كَالْوَاقِعِ , فَيَحْسَب أَنَّ مَجَالِس الذِّكْر رِيَاض الْجَنَّة , وَأَنَّ الْعَوْد إِلَى الْكُفْر إِلْقَاء فِي النَّار.

ما يستنتج من الحديث:
أن للإيمان حقيقة وأسس كما أن له طعما حلوا من لم يتذوقه حرم الخير كله وليعلم أن في طاعاته خلل.
وقال السندي في شرح سنن النسائي: «حَلَاوَة الْإِيمَان» أَيْ اِنْشِرَاح الصَّدْر بِهِ وَلَذَّة الْقَلْب لَهُ تُشْبِه لَذَّة الشَّيْء إِلَى حُصُول فِي الْفَم، وَقِيلَ الْحَلَاوَة الْحُسْن، وَبِالْجُمْلَةِ فَلِلْإِيمَانِ لَذَّة فِي الْقَلْب تُشْبِه الْحَلَاوَة الْحِسِّيَّة بَلْ رُبَّمَا يَغْلِب عَلَيْهَا حَتَّى يَدْفَع بِهَا أَشَدّ المَرَارَات، وَهَذَا مِمَّا يَعْلَم بِهِ مَنْ شَرَحَ الله صَدْره لِلْإِسْلَامِ، اللهُمَّ اُرْزُقْنَاهَا مَعَ الدَّوَام عَلَيْهَا ([1]).


([1]) شرح سنن النسائي للسندي، المجلد الرابع، (8/94-95) .


ويقول ابن القيم: «في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السروربمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه([1]).
(1) ينظر: «لذة العبادة» للشيخ سعد الصالح، ص: 16-17.
إن حلاوة الإيمان نشوة يجدها المؤمن في قلبه راحة واطمئنان وأنس بالله،إنها لذة ليست ككل اللذات الفانية الآنية ،إنها تحرر من كل القيود التي تجدب الإنسان إلى الأرض.إنها لذة تجعل المؤمن يحلق في جو روحاني طاهر كله نقاء وصفاء،إنها لاتوصف بالكلام بل تتذوق بالقلب والجنان.
وأيضاً عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله r: «كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَأَهْلِي، وَمِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ» قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ الله r إِذَا ذَكَرَ دَاوُدَ يُحَدِّثُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ أَعْبَدَ الْبَشَرِ» قَالَ أَبُوعِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ([1]).

* إن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي .
* وأن للإيمان حلاوة يجدها من كان الإيمان في قلبه راسخا .
* وأن التلذذ بهذه الحلاوة بقدر اجتهاد العبد في الأعمال الصالحة .
* ومن الخصال التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان :
- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله .
- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .

قيل في حلاوة الإيمان:
«إنه ليمر بالقلب أوقات يهتز فيها طربا بأنسه بالله وحبه له».
«مساكين أهل الغفلة، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها».
«لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف»

بارك الله فيك أختي
اللهم ارزقنا حلاوة الايمان


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ