*إن عددا كبيرا من التخلفين دراسيا ينتمون لأسر كثيرة العدد وفقيرة وأمية ،تقطن في أحياء شعبية شديدة الإكتظاظ وتفتقر للبنى التحتية وللمرافق الضرورية لحياة صحية سليمة ،حيث تتفشى الأمراض،والكثير من المشاكل والصراعات الإجتماعية والأخلاقية :مثل الطلاق، الهجران،الخصومات المستمرة،أو فقد أحد الأبوين أو هما معا ،الخمور والمخدرات ومختلف الإنحرافات الأخرى وحيث يكثر الضجيج نتيجة ضروف السكن... ونتيجة لكل ذلك يصبح التلاميذ معرضين لمحتلف التأثيرات السلبية ومنها سيادة الأساليب التربوية غير الملائمة وضعف المراقبة والتوجيه السليم وكذلك ازدياد مخاطر اختلاط الأبناء،والقدوة السيئة والإستعمال الخاطئ للتلفزيون واللاقطات الهوائية إن وجدت ،فضلا عن التغذية غير الصحية ،وغير الملائمة،وفقر في العلاج،وقلة النوم،وانعدام الراحة،وكثيرا ما يعتمد في مثل هذه الأوساط على عمل الأطفال أو استخدامهم لقضاء بعض الحاجيات مثل:حراسة إخوانهم الصغار وخاصة في البوادي ،كما تنتشر في هذه الأوساط نضرة سلبية نحو المدرسة،ونحو النظام التعليمي بشكل عام خاصة إذا كثرت حالات الفشل الدراسي والإنقطاع المبكر أو إذا ظهر انسداد الأفق بخصوص تشغيل الخريجين من حملة الشهادات .
*البنية الأسرية:إن البنية الأسرية العادية والسائدة تعني وجود الأبوين (الرجل والمرأة) المتزوجين والأطفال وترتبط هذه البنية بإطار قانوني وبرابطة الدم بين الأبوين وأطفالهما .إن هذه البنية كثيرا ما تعتريها اضطرابات متنوعة مثل:غياب أحد الأبوين بسبب الوفاة أو الهجرة ،كما قد تحدث تلك الإضطرابات بسبب الإفتراق والطلاق مما يؤدي في كثير من الحالات إلى اختلالات تؤثر سلبا في شخصية الأطفال وفي نموهم الطبيعي وبالتالى تنعكس بشكل مباشر على أدائهم المدرسي
*النشاط الإقتصادي للأبوين : وقد يكون المستوى الإقتصادي للأسرة معيقا لتمدرس الطفل ولاسيما إذا كانت محدودة الدخل ، فالفقر عادة ما يؤثر في فرص الطفلفي النجاح، فالطفل الدي يشكو من سوء التغذية أو عدم توازنها أو يشكو باستمرار من الجوع يجد صعوبة كبيرة في التركيز الضروري واللازم للإيتيعب والتحصيل الدراسيين ،كما أن الطفل الذي تعجز أسرته على توفير ما يحتاجه من ملابس وأدوات مدرسية قد شكو من عدم الراحة الجسمية والنفسية ويضايقه وجوده بين زملاء يلبسون خيرا منه كما أن الطفل القادم من أسرة مكتضة وأفرادها ولا توفر لها القدر الكافي والمتوازن من الطعام ،تزداد فرص تعرضه للإصابة بمختلف الإمراض وتضغف حظوظه في التفوق في آداء واجباته الدرسية،ونفس هذه النتائج يمكن سحبها على الطفل في حالة رصده لذوي الشواهد العاطلين أو دوي الدخل المحدود من العاملين قد يكون أفكارا سوداء وسلبية عن مشوىعه الشخصي في المستقبل .
*المستوى ااتعليمي للأبوين:لقد أثبتت دراسة شاملة في الموضوع أجرتها اليونيسكو 1970 لدى الدول الأعضاء أن من بين العوامل الهامة في الفشل الدراسي المستوى التعليمي للآباء فعادة ما ترتبط مهنة الأبوين بمستويهما الثقافي و التعليمي والذي يؤثر كثيرا في الأبناء إن المستوى الثقافي المرتفع مند الآباء والأمهات يمثل دور المحفز النفسي بضل مستوى اللغة وبواسطة الأخاديث المتبادلةو كذلك يسمح بمراقبة سهلة لعمل التلميذ المدرسي في حين يساعد حسن الإطلاع والتتبع على توجيهه المهني والمدرسي .
وعلى العكس من ذلك فإن المستوى الثقافي الضعيف للأبوين يمثل (افتراضا)دور الحصار والإحباط إذ يقلل من فرص الأحاديث المثمرة والمناقشات البناءة ويحد من تطور لغة الطفل ومن نمو ذكاءه ،إن الأباء من مستويات إقتصادية وتعليمية متدنبة ، كثيرة ما يصبحون متجاوزين وعاجزين عن تفهم الطبيعة الحقيقية للحياة الدراسية ولواجبات أبنائهم وغير قادرين على تقديم مساعدة حقيقية لهم في هذا المجال ولا يشاركون إلا بكيفية سلبية في قرارات التوجيه .وهكذا تشكل البيئة الأسرية مجالا ثقافيا يكون تأثيره قويا سواء على المدة القريب أو البعيد حيث يكتسب الطفل مع مرور السنين طرق التفكير وخطاطات العمل واتجاهات فكرية واجتماعية كما يمتسب وسائل التثقيف الذاتي والإستذكار والتطوير الشخصي