[abou nada]

في اعتقادي أن وجود هذا العدد الهائل من النقابات يجعل المرء يحار في أيها يختار ،
كل يوم تنشق نقابة عن الأخرى وكل يوم نمسي على نقابة ونصبح على أخرى .
كلنا يعلم الظروف التاريخية التي خرجت فيهابعض النقابات من معطف بعض الأحزاب . وبذلك فنحن بعيدون كل البعد عن النقابة بمفهومها ومعناها الذي نشأت عليه في الغرب.
النقابة عندنا- في اعتقادي - مجموعة من الأشخاص إما ساخطون على الوضع ومتذمرون منه ويرون في النقابة وسيلة لإظهار هذا السخط ويستغلون كل فرصة لجمع العمال لتخويف النظام وتهديده للوصول إلى أهدافهم السياسية .
وإما أجنة خرجت من رحم هذا الوضع وتستفيد من خيراته وبالتالي فهي تدافع عنه باستمات وهي كمن يدافع عن ولي نعمته .
وإما مجموعة وصوليينن اتفقوا على تأسيس نقابة واتخذوها مطية للوصول إلى أهدافهم وقضاء مآربهم : مناصب امتيازات إلخ....
وإما صنيعة النظام ،يخلقها بين عشية وضحاها وهي عصاه لضرب القوى الحية في البلاد ولتمييع العمل السياسي والنقابي برمته وهي تمثيلية للظهور بمظهر البلد الديمقراطي المتعدد .وله فيها مآرب أخرى .
وإما هيئات تابعة تماما للأحزاب السياسية والنقابة أجنحتها العمالية كما لبعض الأحزاب في بعض البلدان أجنحة عسكرية . وهي أداته الإنتخابية .
في المغرب هناك ما يصطلح على تسميته ب: الأحزاب الوطنية ، وهي معروفة ونقاباتها معروفة وتاريخها معروف .وظروف نشأتها معروفة وزعماؤها معروفون .
بالنسبة لي النقابات مجموعة أشخاص تجمعهم مصالح أحيانا موحدة وأحيانا متباينة حسب الإنتماء السياسي : لا داعي للتفصيل لأنني لا أريد أن أسمي الأشياء بمسمياتها .
النقابة عندي أشخاص ولا أعتبرها هيئات وبالتالي فقد تجد في نقابة تقدمية- بين قوسين- اشخاصا انتهازيين -بينهم وبين التقدمية الخير والإحسان ، وبالمقابل فقد تجد في نقابة صفراء -بين قوسين -اشخاصا نظيفين يجهرون بالحق ويدافعون عنه ويقولون الحق ولو على أنفسهم .
بعض النقابات امتهنت العمل النقابي وشاخت فيه واصبح عندها مهنة تمارسها كما يمارس الإسكافي إصلاح الأحذية ، فهي تتعامل مع الوقائع من زاوية نقابية ضيقة جدا بحيث تدافع عن المنكر أحيانا فقط لإرضاء المنتمي أو المسؤول أو مصلحة النقابة وأحيانا وهذا ما يحز في نفسي إذ تقف أحيانا ضد مصلحة واضحة وصريحة لسبب بسيط هو أن صاحب أو اصحاب المصلحة نقابة أخرى غريمة . أو شخص لا ينتمي إليها .بسسب الإختلاف السياسي والمذهبي.
بعض النقابات رائحتها النتنة أزكمت الأنوف من فرطتورطها وتورط زعمائها والقياديين فيها في فضائح اعذروني في العدم الخوض فيها.
ومع ذلك يبقى بعض النقابيين في جميع النقابات باختلاف انتمائها وألوانها وتاريخها ، شرفاء ومنزهون عن كل ما ذكرت ولكنهم مع ذلك قليل
فاختر يا أخي من بين هذه النقابات النقابة التي ترضيك ويعجبك توجهها السياسي وتستجيب لطموحاتك .ووفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله