منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - ذكرى /ثمن الشرف
الموضوع: ذكرى /ثمن الشرف
عرض مشاركة واحدة

tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 351
افتراضي
قديم 11-01-2009, 12:30 المشاركة 5   

اختي الكريمة ، اولا مرحبا بك في هذا المنتدى الادبي المتميز ، املنا كبيرفي ان تصبحي واحدة من هذه الاسرة .
اختي الكريمة ، انت تملكين الاسلوب ..لديك افكار جميلة جدا وواقعية .وجمل منك هذا الطرح الواقعي حتى يتعظ من يجب عليه ان يتعظ ذكرا كان او انثى .
فقط اختي ذكرت الكثير من التفاصيل التي تفقد القصة قيمتها الفنية .القصة كلما جاءت مركزة ومكثفة كانت احسن ، بل ان ذلك من سمات القصة الادبية الحديثة لا الكلاسيكة.كما يجب الانتباه الى الاخطاء ، حتى كثرة الاخطاء تفقد القصة قيمتها وبهاءها .
ما وجدته باللون الاحمر فهي مجرد جمل تقريرية يجب حذفها ، ما ورد بالبني فهو مجرد تصحيح للأخطاء الواردة بالقصة ، انقري على ايقونة " حذف وتعديل " الموجودة تحت قصتك ، ثم صححي ما يجب تصحيحه حتى تبدو اقصر قليلا واجمل .
حتى العنوان من الاحسن ان يكون " ذكرى " لان "ثمن الشرف " سيفضح المتن قبل الاوان ، وبالتالي عنصر التشويق ..اي سنفهم فحوى القصة قبل القراءة .
بالتوفيق ..ننتظر منك المزيد
تحياتي
ذكرى
كان ذلك مما اعتادت أن تفعله كل صباح ، ترفع كفيها المقوس و تردد شفتاها ألفاظا منحصرة في دائرة الفم ، أغلبها لا تعي حتى مغزاها لكن ضرورة العيش و قساوة القمة الطرية كانتا ترغمانها على التظاهر واصطناع البؤس.حكايتها ليست غريبة في ذاكرتنا بقدر ماهي غريبة في واقعنا,حكاية امرأة رفضت المغريات,رفضت المال وارتضت لنفسها حياة بئيسة تلتحف الشوارع و تتوسد الأرصفة ,قانعة بشرذمة الجرذان عائلة و فتاة خبز حاف قوتا.

كانت راضية ساخطة ,قانعة طامعة ,متشائمة متفائلة, إذا صادف و طالعت وجهها قرأت سطور حكايتها المبهمة ورأيت ظلال أسرارها بين السطور و حقيقة أحزانها بين الظلال ,وإذا ما حاولت فهم الحكاية لا تجد أن هناك حكاية إنما مجد لحكاية لم تكتب بعد و لم ترو قط,لم يعترف بميلادها أديب أو رفعها ناقد للواجهة,هي سر العفة في دخيلتها و فضح لكينونتها العاشقة,هي التي كان من واجبنا أن نطرق لها الرؤوس إجلالا و إكبارا وهي التي حملتنا بروحها الخفية لجنة المحبين و علمتنا كيف نتذوق ترنيمة الزهور وهي صامتة و كيف ننصت للحن الحب وهو يعبر خيالنا و كيف نصنع من التشاؤم البشع عبقا يسري في ضلوعنا فيزهر لنا التفاؤل,هي الحب في طهارته و سكونه وقسوته ,هي الصدر المختنق,هي العبارات المضطربة,هي ضمة الحب ولعنته.
عرفتها عن بعد امرأة ساكنة واجمة لا تحركها عواطف ولا تنال من تعاليم سحنتها أحزان,تطلب فتاة خبزو قطرة ماء تروي ظمأ سنين و حرقة شهور,تطل على حينا بنفس الهندام و نفس الهيأة الرثة كل يوم ، لم يتجرأ أحد من أبناء الحي أو صبيانها اللهو أو العبث بشعرها المنكوش، لأن أغلب محاولاتهم في السابق كانت لا تنال منها شيئا إلا تلك النظرات الثاقبة التي أوقعتهم في شراكها وأوهمتهم أنها ربما كانت خاطفة أطفال تبيعهم أو تصنع ما تصنع بأجسادهم الطرية ,هكذا أوهموا أنفسهم فكفوا عن مضايقتها خوفا على ضياع كبد أو رئة أو ربما قلب أحدهم ,سذاجتهم وقتها كانت لمصلحتها وجعلتهم ينسون هده الزائرة اليومية.
ذات مرة أذكرها جيدا ، حاولت إمدادها بكوز ماء علني أعقد صداقة معها ,طبعا لم تكن من الطينة المطلوبة لكني تعطشت لسماع حكايتها و إشباع فضولي وقتها ,لم ترفض مساعدتي و شربت الماء بعدما رددت نفس العبارات المعتادة ....وتوالت الأيام وأنا على حالي معها ,لكني في آخر مرة سألتها :ربما الآن تعتبرينني صديقة ؟
نظرت إلي بعينين جامدتين وأرخت رموشها في إيجاب .جلست قربها وما باليت بمنظري أمام الكل وسألتها ما حكايتك؟
....طال الصمت حتى مللت الانتظار وأحسست أني مرفوضة قبل بداية الجلسة وهممت بالمغادرة وكلي عزم على مواصلة المغامرة لكنها أمسكت طرف ثوبي آمرة إياي بالجلوس, ففعلت.
أخرجت من تحت حزامها الملتف حول بطنها رزمة من الأوراق و الصور وبعثرتها أمامي وأردفت:
- هذه أنا.
لم أفهم ماذا تقصد ، و أمعنت النظر في ما أمامي....ورقة زواج....صور ألـم بها الضياع وعبثت بها يد الزمان فلم يبق منها إلا على الأطلال....وحولت بصري نحوها.
-أوراق ؟
-أجل حياتي مجرد ذكرى لأوراق وصمتت.
هاجت دخيلتي وازداد فضولي.
أردفت : ذكرى هو اسمي ,أحببت شابا تقدم لوالدي قبل 20 سنة وتزوجنا ، بعدها بشهور تلقيت اتصالا من ضابط الشرطة ينبئني بسجنه ,لم أدر ما الذي حصل لي ولا كيف وصلت مخفر الشرطة ووقتها عرفت أنه هناك بتهمة السرقة وخيانة الأمانة ومن الذي اتهمه ؟ زوجة والدي ,صرخت بأعلى صوتي وتوسلت فلم تنفع محاولاتي وباءت بالفشل وقتها دلف أمامي شخص من مظهره تبين لي أنه مسؤول أكبر من الذي كنت أمامه ,انحنى له الآخر و قدم له التحية ,نظر إلي ونظر للأخر ثم انصرف .
رجعت خائبة أشكو همي ولوعتي لربي ,فوجدت أمامي نفس الضابط ، أمرني بالصعود للسيارة وأوهمني أنه سيفرج عن زوجي(وتضحك…),بسذاجة تبعته وجلست قربه,سرنا في صمت مطبق تتخلله نظرات خبيثة إلي ,وفجأة مد يده ومسح على رقبتي ثم انحدرت ناحية خصري ,انتفضت من مكاني وكتمت صرختي في صدري ودفعته بكل ما أملك ,أوقف السيارة وصفعني صفعة في منتهى الحقد و الكراهية. (.واستدارت ناحيتي واسترسلت…) ,وقتها منحني ربي قوة وشراسة ,فمزقت بمخالبي اللينة قبلا وجهه وتعمدت سترته أيضا - هذه الجملة غبر واضحة المعنى يستحسن اعادة صياغتها-وخرجت في عنف معلنة سخطي واحتقاري لشخصه ,طبعا الأمر لم يكن سهلا لكني لم أتوقع أن يكون انتقامه بهده الدناءة.
سرت للبيت بخطى متذبذبة وحيرة تعقد لساني وبت ليلتي على نفس الحال ,كنت أريد صيانة شرفي و الحفاظ عليه ليس لأنه زوجي ,بل لأني أحبه,لأنه وحده من علمني الحب في القهر ,من عرج بي للفردوس بعدما استفقت في المهد على جهنم المعاناة ,بعدما تحملت عبء الحزن وتعلمت حرف الهم قبل أن تتفتح زهرة عمري.لكني لم أعرف أن الحقد أقوى من الحب وأن الشر تلحف الخير فصنع معنى آخر للجبروت والطغيان.
أتدري ما الذي صنعوا به؟
قتلوه أمامي ولطخوا بدمائه ثوبي ,مزقوا عذريته بسوط الظلم ,لدغوني بسم القهر و حملوني على نعشي قبله
-أتدري لم ؟ورفعت رأسها للسماء،لأني رفضت بيع العفة ,رفضت أن أصبح مومساء أتساوم بنجاسة هده الحياة على جسدي ,رفضت أن أعبر على جسر العار فدفعت الثمن ,ثمن الشرف.
- لكن ما دخل زوجة والدك بالموضوع ,لمادا أبلغت به؟
- لأن القاتل عشيقها وأرادت التخلص مني ووالدي .
- والآن ، أين هم؟
(وصرخت) لست أدري ,لست أدري ,اتركيني ,اتركي الذكرى وحدها تحرك ذكرى ,اتركي دموعي وحدها تتكلم....
..وتركتها وأنا أدرك الآن أنها ليست تلك المرأة التي تتمنى شظاف العيش ,ليست الغامضة القانعة,إنما هي ذكرى مدفونة في ذاكرتها هي صورة ظاهرية تعكس حقيقة ذكرى وتقول بصوت جارح أنا ذكرى,أنا امرأة الحب ,أنا قتيلة الحب,أنا وحدي أرخبيل الهوى وجزر الغرام ,أنا العفة في جسدي والطهر في روحي ,أنا معنى الابتسامة ودمعة الألم .

ومن جديد حملت ذنوب أبناء الورى عليها وتركت الذكرى تسافر عبر ذكرى,تركت الجرح ينتبر و الدمع ينكسر وأرخت العنان لعناق ذكرى وذهبت........ودعتها بصوت قوي داخلي يردد ذكرى لن تبقى فقط ذكرى.

وفي الغد، استفقت على يدي ممسكة قرطاسي وقد كتبت بعنوان بارز* ذكرى *وأعلنتها موضوعا رئيسيا في صفحة من جريدتي اعترافا بشخصها ، وتعمدت أن ألقي الصفحة الأولى بين يديها ووليت الخطى ونظري عالق بتقاسيم وجهها أنتظر الرضا أو السخط ,لكنها أهدتني ما هو أروع من مجرد كلمة إنها الدموع .....دموع فرحة ذكرى التي حركتها بعد أن جمدت 20 سنة مضت.