[صانع الاجيال2]

مقدمة في علم النفس
الاغريق هم الذين اسسوا علم النفس فكلمة psychologie في اللغة الفرنسية اصلها اغريقي مركب من كلمتين psyche ومعناها النفس logos ومعناها البحثوالمعنى الاجدمالي البحث او العلم النفسي
لقد تناول السوفسطائيون وسقراط وافلاطون البحث في النفس البشرية ولكنه كان تناولا يتسم بتعسف الفروض والاغراق في الخيال ولكن ارسطو هو الذي وضع الحجر الاساسي لعلم النفس ونحن مدينون لهذا الفيلسوف الاغرقي في بيان كثير من من موضوعات علم النفس التي لايزال العلماء المعاصرون يتدارسونها. لقد بحث ارسطو في قوى النفس وسماها الروح الحيوانية وتناول المفكرون من بعده هذه الروح بالدراسة والتحليل ليطلق عليها اسم علم الروح، وطال التفكير في الروح وكنهها وانقسم المفكرون الى قسمين : قسم اختص بدراسة الروح وهم علماء الدين، والقسم الآخر هم الفلاسفة الذين لم يصل بهم التفكير في الروح الى نتيجة حاسمة لان الروح من الامور الغامضة التي لا يستسيغها تفكيرهم المنطقي فهجروا البحث في الروح الى العقل ثم ظهر خلاف في تعريف العقل عندما جاء ديكارت بالقرن السابع عشر وقرر ان العقل خاص بالانسان دون الحيوان ووظيفته الشعور وما يتبع الشعور من ادراك وتفكير ومنذ ذلك الحين اصبح علم النفس هو علم الشعور.
من هذه التسمية اتخذ علم النفس طريق التأمل الباطني اي تحليل الخبرات الشخصية ومعنى ذلك ان يدرس الفرد شعوره الخاص به ويراقب الانسان نفسه بغية الوصول الى الحقيقة وهذه الطريقة عورضت بشدة لان الانسان اثناء انفعاله لا يستطيع دراسة نفسه ولكن في الامكان استرجاع ذكرى الحالة الانفعالية والقدرة على الاسترجاع متفاوتة بين الاشخاص اي ان كل ما نحصل عليه له صبغة فردية وهو امر لا يساعد على تكوين علم بمعنى الكلمة وهناك قصور اخر اطلعنا عليه سيجموند فرويد حينما اوضح اهمية اللاشعور في حياة الفرد، واعلن ان هناك ميولا ورغبات متربصة في مغاور النفس السحيقةلا يشعر بها الانسان لكنها تؤثر في حياته دون شعور منه بها.
ثم انتهى العلماء الى ان السلوك الخارجي يوضح الشعور واللاشعور واصبحت دراس السلوك الخارجي هي موضوع علم النفس وبذلك انتقل علم النفس من التخمين الى البحث العلمي من ضباب الخرافة الى اضواء المعمل واصبح تعريف علم النفس بانه العلم يبحث في الحياة العقلية الشعورية واللاشعورية او كما عرفه العالم MUN ( العلم الذي يبحث في اساليب التكيف الكلي للكائن الحي مع البيئة التي يعيش فيها)

من مقدمة كتاب الموجز في التربية وعلم النفس اتلجزء الثاني
تأليف : امينة اللوه ـــ ع الفتاح الرجراجي ـــ احمد علي فره ـــ احمد فؤاد سليمان
دار الكتب العربية