[آثار على الرمال]

وزير تحديث القطاعات العامة

قرر أطراف الحوار الاجتماعي، في ختام لقائهم، أمس، بالرباط، استئناف الأشغال يوم الخميس القادم، عقب جلسة سعى وزير تحديث القطاعات العامة، محمد عبو، إلى حصرها في ملف انتخابات التعاضدات، وأصرت النقابات على تخصيصها للقضايا المطروحة سلفا في جدول الأعمال. ولم يصدر عن الباطرونا أي تذمر بخصوص تأجيل كان متوقعا، حسب محمد لحلو رئيس اللجنة الاجتماعية. وهو موقف تقاسمته معه المركزيات النقابية التي اعتبرت، مع ذلك، ما جاء من مقترحات حكومية، على لسان محمد عبو، دون مستوى تطلعات الشغيلة المغربية. وفيما لم تتسرب معلومات ضافية عن وزارة تحديث القطاعات العامة التي اكتفت بخبر التأجيل. وفيما حدت الباطرونا حدو الوزارة باكتفائها بالدعوة إلى تليين المواقف في اجتماع الخميس القادم، شددت المركزيات النقابية على أن لقاء أمس سار كما كان متوقعا نحو الانحباس الكامل في ظل تشبثث الحكومة بعرضها غير المقنع. فقد أجمعت المركزيات على سيادة نوع من الإحباط، الناتج عن غياب أي جديد يذكر، وعن استمرار الهوة السحيقة بين مطالب الشغيلة وعروض الباطرونا الممزوجة بمساومات، بالإضافة إلى إسقاط الحكومة العديد من الملفات الهامة. ولا يرى الاتحاد المغربي للشغل في تأجيل النقاش لمدة زمنية لا تتعدى الأسبوع الواحد، شريطة التركيز في اللقاء القادم على الملف المطلبي الرئيسي، واصفا، على لسان الميلودي موخارق، الحصيلة بالهزيلة ولا ترتقي إلى مستوى انتظارات الطبقة الشغيلة، بل ودون سقف الملاحظات والاقتراحات المعبر عنها خلال الجولات السابقة، في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد والخدمات الاستهلاكية الذي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين في الصميم. وهو الموقف ذاته المعبر عنه من طرف الفدرالية الديمقراطية للشغل التي دعت الحكومة إلى التحلي بإرادة سياسية لحل المعضلة الاجتماعية،مؤكدة على لسان محمد حبشي، أن تنسيقياتها ستجتمع يوم الاثنين القادم لدراسة الرد على المقترحات الحكومية الهزيلة، مع التركيز على أولويات تضمن الحقوق المشروعة للشغيلة والتي طالما طرحها على طاولة الحوار، ومنها التعويض عن العمل في المناطق النائية والعالم القروي والترقية الداخلية للموظفين.... وفي نقد ذاتي، لم تهمل المركزيات استمرار تباعد مواقفها كعامل من عوامل تعثر الحوار. تباعد تأكد منذ إعلان المقترح الحكومي الخاص بزيادة حددت نسبتها في 10 بالمائة موزعة على أربع سنوات. فقد حمل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مسؤولية جمود الحوار ليس فقط إلى الحكومة والباطرونا بل أيضا إلى النقابات. فالمركزيات النقابية، يقول العربي محمد القباج، تلج الحوار دون الاتفاق على أفكار موحدة ومنسجمة تضمن الضغط الملائم والمطلوب، داعيا في هذا الإطار إلى عقد اجتماعات بين المركزيات لسد الطريق على معطى التشتت النقابي الذي تستغله الحكومة عندما يحتدم النقاش خلال جلسات الحوار. هذا وعلمت "بيان اليوم" أن المركزيات النقابية ستعقد لقاءاتها الداخلية نهاية الأسبوع الجاري وبداية من يوم الاثنين القادم لدراسة الرد الملائم على مقترحات محمد عبو.

المصدر: جريدة "بيان اليوم" - 2009/07/03