[ميمون بوجنان]

مالي أنا دوما أتوسد السراب..تعرفني أعالي المآسي...كلها..زرقة عيني لا تشي بالسخرية فقط ..إنها لا تتوانى عن خداع الغير..نمت يومياتي في أرياف الأحزان...لم أفق إبان صرخات طفولتي الضائعة المستنجدة..توليت الصخب الداخلي فألفيته خلي....عاكسني حظي ناولني شيئيات تافهة..أيقنت بعد برهات أنه خذلني...خدعني..أضلني..رماني في صحرائي القاحلة ثم تركني وانصرف..إلى أين؟؟؟بأية وسيلة؟؟لأية غاية؟؟لا أعلم!!!
تنكر الكل لي في مراهقتي ...أبدوا تحفظا إزاء تصرفاتي..وصفوني بنعوت شتى..أقربها إلى الصحة أني مجنون تافه..لم أيأس لم أستسلم..لن أستسلم..
دارت بي روافد الزمان..أجهشت بالبكاء فما أسعفني.لطخت ذاكرتي بكل ما قاله سارتر عن الغير.لم أتلق أبدا إشارة البدء..دوما كنت أجد أمامي علامات استفهام كبرى..توقظ في إحساسات بالتفاهة..أنفث شيئا من دواخلي ومع ذلك أستمر..أنجزت نصف تعاستي عند نهايات مراهقتي.. ولجت الشباب (شبابي العزيز!!) بدون استئذان....رميت بالتجسس للغير..قتل زمن اللغط مع سبق الاصرار والترصد ونية معاملة العاطفة على أنها بقايا مزبلة التاريخ..لم أجد من يأخذ بيدي ...نويت أن أهجم على أركاني ركنا ركنا..أعددت خطتي..أينعت في مخيلتي فحسب..لم يكتب لها أبدا أن تنفذ...لأنني انسللت إبان الحروب الداخلية..وجمت في أكمات الانتظار..حاولت ان أتصدى للتيار!!!جرفني إلى محرقة المدينة..اعتقدت اني هالك لا محالة...خللت وكبرت...وبلحية سوداء استترت..لم تلق بمن دخل الشباب عنوة..وتلقى مبادئ الاحتيال على أيدي مهرة ..ذوو عمامات..
يممت نحو يتم المدينة عله ينجيني...احتضنني في البدء..خلته ضالتي التي أنقاد إليها انقيادا...تبركت ببركة الأولياء على الهامش ..زرت مزارات الشرفاء ..علقت التمائم..وكلما أوغلت علت سحنتي سمة انبهار..وقددت أفكاري إربا إربا..رميت بها ذات اليمين وذات الشمال...
تخلصت من كل زادي إلا ما رسب وصعب اجتثاثه...حكم على شبابي..أنه متهور..لأساند الفكرة أقلعت عن تيسيسر مهمة لحيتي في رحلتها..تبددت آمال جيراني ...سلمت لهم هويتي ..وجدوا أني مرغم على الميلاد في الثاني عشر من يوليوز....وأني باق بمشيئة الله إلى أن يصير أجلي بين يدي...تبسموا رغم أنوفهم وتواروا عن الأنظار....هكذا أجابني صديقي بعد محنة السؤال........