منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - سير الصحابة رضي الله عنهم.
عرض مشاركة واحدة

oum zahra
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 8 - 6 - 2011
المشاركات: 343

oum zahra غير متواجد حالياً

نشاط [ oum zahra ]
معدل تقييم المستوى: 206
افتراضي
قديم 05-01-2015, 10:55 المشاركة 36   

أبو العاص بن الربيع - رضي الله عنه
صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم


أبو العاص بن الربيع زوج زينب ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام التي أنجبت له علي وإمامة ، وأمه هالة أخت خديجة بنت خويلد ، كان من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة , وأمامة هي التي كان يحملها النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته كما ذكر في الصحيحين ، وأخرج الحاكم بسند صحيح عن قتادة أن علياً تزوج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة.

بعد سنوات من زواج أبي العاص بن الربيع بزينب بعث الله محمداً ص نبياً ، فكان أول من آمن به من النساء زوجته خديجة وبناته زينب ورُقية وأم كلثوم وفاطمة.
غير أن أبا العاص كره أن يفارق دين آبائه وأجداده ، ولما اشتد النزاع بين الرسول صلوات الله عليه وبين قريش قال بعضهم لبعض:
"ويحكم إنكم قد حملتم عن محمدٍ همومه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهُن إليه لانشغل بهن عنكم"
فقالوا: نعم الرأي ،فطلبوا من أبي العاص أن يترك زوجته ويردها لأبيها، فقال: لا والله إني لا أفارق صاحِبتي وما أحب أن لي بها نساء الدّنيا جميعا.
أما رُقية وأمُّ كلثوم فقد طلقتا فسُر الرسول صلوات الله عليه بردهما إليه ، وتمنى أن لو فعل أبو العاص كما فعل صاحباه ولم يكن قد شرع تحريم زواج المؤمنة من المشرِك ، فبقيت زينب عند زوجها في مكة .
ولما هاجر الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى المدينة وخرجت قريش لقتاله في بدر اضطر أبو العاص للخرُوج معهم ، إذ لم تكن به رغبة في قتال المسلمين ولكن منزلته في قومِه حَمَلته على مُسايرتهم ، وهزمت قريش وكان من الأسرَى أبو العاص ففرض النبي عليه الصلاة والسلام على الأسرى فدية .
فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله بقلادة أهدتها لها أمها خديجة فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها وحزن، وقال للمسلمين: (إن زينب بَعثت بهذا المالِ لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وترُدوا عليها مالها فافعلوا) .
غير أن النبي عليه الصلاة والسلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يُسير إليه ابنته زينب ، فوفى بعهده عندما وصل مكة وأمر زينب بالاستعداد للرحيل، وأمر أخاه عمرو بن الربيع أن يذهب معها ، وخرج بها من مكة جهاراً نهاراً على مرأى من قريش ولحقوا بهما حتى أدركوهما
عند ذلك حمل عمرٌو قوسه، وقال : والله لا يَدنو رجل منها إلا وضعت سهماً في نحره .
فقال له أبو سفيان بن حرب : يا ابن أخي إنك لم تصب فيما صنعت فلقد خرجت بزينب علانية، وقد عرفت العرب جميعُها أمر نكبتنا في بدر فإذا خرجت بابنته علانية رَمتنا القبائل بالجُبن فارجع بها، واستبقها في بيت زوجها أياماً حتى إذا تحدَّث الناس بأننا رددناها فسُلها من بين أظهُرنا سراً، وألحقها بأبيها ، فرضي عمرٌو بذلك، وأعاد زينب إلى مكة ، ثم ما لبِث أن أخرجَهَا منها ليلاً بعد أيام وسلمها إلى رُسل أبيها يداً بيد كما أوصاه أخوه ابو العاص.
أقام أبو العاص في مكة بعد فراق زوجته ، حتى إذا كان قبيل الفتحِ بقليل خرج إلى الشام في تجارة له، وبينما هو عائد إلى مكة بقافلته برزت له سرية من سرايا الرسول ص فأخذت العير وأسرت الرجال لكن أبا العاص أفلت منها ودَخل المدينة ليلا يترقب حتى وصل إلى زينب، واستجار بها فأجارته.
ولما خرج الرسول لصلاةِ الفجر صَرخت زينب وقالت: أيها الناس، أنا زينب بنت محمد وقد أجرت أبا العاص فأجيروه. فلمَّا سلم النبي من الصلاة التفت إلى الناس وقال:( والذي نفسي بيده ما علمت بشي من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، وإنه يجير من المسلمين أدناهم ) ثم انصرف إلى بيته وقال لابنته:( أكرِمي مثوى أبي العاص واعلمي أنك لا تَحِلين له ) ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم: ( إن هذا الرجل منا حيث قد علِمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له كان ما نحب وإن أبيتم فهو فيءُ الله الذي أفاء عليكم، وأنتم به أحق ) فقالوا بل نرد ماله يا رسول الله) .
مضى أبو العاص بالعِير إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال: ( يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا: لا، قال أما وإني قد وفيت لكم حقوقكم فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والله ما مَنعَني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم).
فذهب إلى المدينة وقدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد إليه زوجته، وكان يقول عنه:
( حَدثني فصَدقني، ووعدَني فوفى لي ).

مات أبو العاص بن الربيع بعد وفاة زوجته زينب رضي الله عنها في خلافة أبي بكر في شهر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة.




ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ