[آثار على الرمال]

إسماعيل حمودي

ذكرت مصادر مطلعة أن حركية واسعة من المقرر أن تشهدها رئاسيات الجامعات خلال الأسابيع المقبلة، وكشفت المصادر نفسها أنه من المتوقع أن يعين رؤساء جددا لعدد من الجامعات في الذكرى العاشرة لعيد العرش في 30 يوليوز المقبل، وذلك في سياق تنزيل المخطط الاستعجالي للتربية والتكوين الذي حصل تأخير في إعداده وتنزيله.

وتعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي على قدم وساق من أجل أن تنتهي في الأجل المذكور من إعداد ''عقود مشاريع''، ستوقع تحت رئاسة الملك محمد السادس بين وزير التربية والوطنية والتعليم العالي ورؤساء الجامعات وبعض المؤسسات العمومية، تبلغ نحو 12 مشروعا مما جاء به المخطط الاستعجالي لتدارك النقص والاختلالات التي عرفها الإصلاح الجامعي طيلة سنوات تطبيقه الماضية منذ سنة ,2000 وسجلها تقرير المجلس الأعلى للتعليم الأخير الصادر في سنة .2008

وذكرت المصادر نفسها أن عقود المشاريع أعدها مركز دولي للدراسات، واستعان بـ 24 إطارا وخبيرا مغربيا، منهم من اشتغل في الوزارة أو في رئاسة الجامعات، انتقاهم من بين مئات الأطر، أناط بهم الإعداد للمشاريع المذكورة، كما أناط بهم متابعة تنفيذ تلك المشاريع طيلة المدة الزمنية المقررة لتنفيذ المخطط الاستعجالي بالجامعة المغربية، أي أربع سنوات، دون احتساب التأخير الذي حصل في إعداد المخطط وتنفيذه، والذي كان مقررا مع بداية السنة الجامعية المنصرمة.

عملية إعداد تلك المشاريع 12 من لدن خبراء المركز الدولي وأطر الوزارة، لقي صعوبات كبيرة، أدت إلى اصطدامات أحيانا بين الوزارة ورؤساء الجامعات، وبين عمداء الكليات والأساتذة الجامعيين. فعلى سبيل المثال، تقول المصادر، تعتبر جامعة مولاي سليمان ببني ملال آخر جامعة لم تسلم لحد الآن المشاريع التي أرسلتها لها الوزارة بهدف إشراك الجامعات في إعداد تلك المشاريع(تقديم معطيات، اقتراحات، أفكار..)، غير أنها لم تلتزم بالموعد المقرر للانتهاء منها، وذلك لمرتين، وقالت المصادر إن السبب وراء ذلك، هو أن المسؤولين في جامعة مولاي سليمان لم يستعينوا بالأساتذة الجامعيين في إعداد تلك المشاريع، وإن كان بعضهم وضع توقيعه في آخر لحظة، بل كلفوا بها أطرا من رئاسة الجامعة والعمادات، بسبب أن علاقة بعض المسؤولين بالأساتذة الجامعيين سيئة للغاية، وذكرت المصادر أن ذلك هو السبب في أن الوزارة لم تقبل ما أعدته جامعة بني ملال وأرجعت لها ذلك من أجل العمل على تدقيقها أكثر، لأنه لا يعقل أن يطلب من موظف تقديم معطيات وأفكار ومقترحات لإعداد مشاريع ليس له بها خبرة تذكر.

العلاقة المتوترة أحيانا بين الأساتذة والمسؤولين في بعض الجامعات هو سبب رفض العديد منهم للمخطط الاستعجالي، لأنه يتم إعداده بدون إشراكهم جماعيا وبشكل جدّي، وهو ما يجعلهم يتنبؤون له بالفشل مرة أخرى، وحسب أستاذ جامعي رفض ذكر اسمه، فإن طريقة إعداد المخطط بمشاريعه 12 تكرر الطريقة نفسها التي أعدّ بها ميثاق التربية والتكوين، الأمر الذي يجعله من الآن غير قادر على تحفيز الاساتذة للانخراط فيه، وهو ما يعرضه لفشل شبه مؤكد، إذ لا يمكن إصلاح الجامعة بدون إشراك حقيقي للأستاذ والطالب الجامعي، على حدّ قول المصدر.

المصدر: جريدة "التجديد" - 2009/07/03