منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - نصائح و وصايا العلماء لطلبة العلم
عرض مشاركة واحدة

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 226
افتراضي
قديم 09-01-2015, 11:19 المشاركة 18   



طرق أخذ العلم

...........و إذا ثبت أنه لا بد من أخذ العلم عن أهله فلذلك طريقان:
أحدهما :المشافهة و هى أنفع الطريقين و أسلمهما لوجهين:

الأول :خاصية جعلها الله تعالى بين المعلم والمتعلم يشهدها كل من زاول العلم والعلماء فكم من مسألة يقرؤها المتعلم فى كتاب ويحفظها ويرددها على قلبه فلا يفهمها فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة و حصل له العلم بها بالحضرة؟
و هذا الفهم يحصل إما بأمر عادى من قرائن أحوال و إيضاح موضع إشكال لم يخطر للمتعلم ببال و قد يحصل بأمر غير معتاد ولكن بأمر يهبه الله لمتعلم ! عند مثوله بين يدى المعلم ظاهر الفقر بادى الحاجة إلى ما يلقى إليه
و هذا ليس ينكر فقد نبه عليه الحديث الذى جاء أن الصحابة أنكروا أنفسهم عند ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم
و حديث حنظلة الأسيدى حين شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم إذا كانوا عنده وفى مجلسه كانوا على حالة يرضونها فإذا فارقوا مجلسه زال ذلك عنهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو أنكم تكونون كما تكونون عندى لأظلتكم الملائكة بأجنحتها
وقد قال عمر بن الخطاب: (وافقت ربى فى ثلاث)و هى من فوائد مجالسة العلماء إذ يفتح للمتعلم بين أيديهم مالا يفتح له دونهم ويبقى ذلك النور لهم بمقدار ما بقوا فى متابعة معلمهم وتأدبهم معه واقتدائهم به فهذا الطريق نافع على كل تقدير
و قد كان المتقدمون لا يكتب منهم إلا القليل وكانوا يكرهون ذلك وقد كرهه مالك فقيل له فما نصنع قال تحفظون وتفهمون حتى تستنير قلوبكم ثم لا تحتاجون إلى الكتابة
و حكى عن عمر بن الخطاب كراهية الكتابة وإنما ترخص الناس فى ذلك عندما حدث النسيان وخيف على الشريعة الاندراس
الوجه الثاني: لم يذكره الشاطبي
الطريق الثانى :مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين وهو أيضا نافع في بابه بشرطين :
الأول :أن يحصل له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب و معرفة اصطلاحات أهله ما يتم له به النظر في الكتب و ذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه وهو معنى قول من قال كان العلم في صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب ومفاتحه بأيدي الرجال
والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئا دون فتح العلماء و هو مشاهد معتاد

والشرط الثاني أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين و أصل ذلك التجربة والخبر
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما ما بلغه المتقدم
وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين في إصلاح دنياهم ودينهم على خلاف أعمال المتأخرين وعلومهم في التحقيق أقعد فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين والتابعون ليسوا كتابعيهم وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى وأما الخبر ففي الحديث
خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده
الموافقات / الشاطبي


اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب