[OUM FATIMA]

تحول عيد المرأة العالمي في روسيا، المتزامن مع تاريخ 8 مارس، إلى تقليد شعبي وعطلة رسمية يهنئ فيها الرجال الروس أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وصديقاتهم وزميلاتهم في العمل، وأي ممثلة للجنس اللطيف.

ويتحول عيد المرأة العالمي ، الذي يشكل طابعا مميزا وتاريخا خاصا منذ أن احتضنه الشعب السوفياتي في مطلع القرن الماضي وتوارثته الأجيال في روسيا كل سنة، لتظاهرة للرجال للتعبير عن تقديرهم لدور المرأة في المجتمع بإغراقها بالهدايا والورود.

وبدأت المرأة الروسية تحتفل باليوم العالمي للمرأة في أول يوم أحد من شهر فبرايرعام 1913، وفي عام 1917 اشتعلت الاحتجاجات النسوية في روسيا من أجل "الخبز والسلام" وهو ما غير من تاريخ الاحتفال بيوم المرأة ليوافق تاريخ 8 مارس، حيث منحت الحكومة المؤقتة، حينها، المرأة الروسية حقها في التصويت، ومنذ ذلك الحين أخذ يوم المرأة بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.

بعد مرور أكثر من قرن على ولادته في مسيرة نسائية احتجاجية، والاعتراف به كمناسبة سنوية لتظاهر نساء العالم، لجذب النظر لقضاياهن المتأزمة، انتزعت المرأة حق الاحتفال بعيدها في عام 1857، عندما خرجت آلاف النساء العاملات للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية لعملهن، حيث كانت النسوة تعملن بأجور زهيدة لمدة 16 ساعة يوميا، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة عنيفة لتفريق التظاهرة إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

وترسخ الاحتفال بعيد المرأة العالمي في المجتمع السوفياتي، مشحونا بالشعارات الثورية في فترة الثلاثينات، ومنها "الثامن من مارس"، وهو ثورة النساء العاملات ضد عبودية المطبخ واسقاط الاضطهاد، وضيق الأفق في العمل المنزلي".

وتحتفل نساء روسيا هذه السنة باليوم العالمي للمرأة بنكهة جديدة ، حيث منحت الحكومة يومين إجازة رسمية (الاثنين و الثلاثاء ) للاحتفال بهذا الموعد الذي يشكل دلالة كبير بالنسبة للمجتمع الروسي، حيث تجتمع العائله والاصدقاء المقربين، فيتناولون الاطعمه التي يعدونها في الاعياد، وتتلقي النساء العديد من باقات الورود والهدايا.

ويحتفل المجتمع الروسي بهذه المناسبه بكثير من الاحترام للمرأة، حيث يعرض التلفزيون افلام عن أعظم النساء الروسيات، واكثرهم تاثيرا في المجتمع، في الماضي والحاضر، كما يهتم بعض الرجال بنظافه المنزل واعداد الطعام، حتي يتسني لزوجاتهم الحصول علي قدر من الراحه والاحتفال بهذا اليوم. كما يحتفل ارباب العمل بالموظفات في اليوم الذي يسبق 8 مارس، حيث تمنح لكل الموظفات و العاملات بدون استثناء الهدايا التذكاريه ويكرمون المميزات منهن.

ويعتبر اليوم العالمي للمرأة في روسيا عيدا وطنيا منذ عام 1918، وأصبح اليوم عطله منذ عام 1965، واستمر عطله رسميه حتى بعد حل الاتحاد السوفياتي. و تهدى للمرأه الروسية وردة "التيوليب" التي تشكل مكانة خاصة والمرتبطة بالاحتفال بهذا اليوم ،الى جانب زهور الربيع الاخرى، حيث يكثر، عشية الاحتفال بهذا اليوم، التوافد بشكل يثير الانتباه على محلات بيع الورود التي تجد بها طوابير من الاشخاص ينتظرون دورهم لاقتناء باقة من الورد.