[الغِلاَق]

أجل أختي أم آدم
ليس المفتشون متشابهين ..وإذا كان البعض ممن عُرفوا ـ أو يُعرَفون ـ بثقافتهم الواسعة في المجال التربوي تحديدا ـ وهذا هو المفروض ـ ثم ركنوا إلى الكسل والتقاعس لأن كل العوامل تدعو إلى ذلك الكسل،فهل سنفعل الشيء نفسه ؟نحن نعمل في ظروف مزرية ونواجه مخاطر حرب الطرقات يوميا بالذهاب والإياب من وإلى مقر العمل ،ناهيك عن البحث المستمر عن وسائل قمينة بالرفع من مستوى المتعلمين وتحسين مردوديتهم..وفي آخر المطاف نُحْبَطُ بسبب زيارة السيد المفتش لأنه يفضل طريقة معينة أو لأنه لم يجد ما يتطلع إليه ،في حين أنه لو عقد معنا لقاءات وتكوينات من شأنها أن توضح لنا ما تعج به الساحة التربوية من مستجدات سيما وأننا كعاملين في الوسط القروي تبقى إمكانياتنا محدودة في الاستفادة من ذلك ..فليس معقولا ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ أن يأتي السيد المفتش للزيارة،ولأول مرة يرى وجهك ثم يقول لك لماذا لم تفعل كذا وكذا ،أو كان عليك أن تفعل كذا ..ثم يعدك بالعودة ليرى مدى تطبيقك لتوصياته فلا ترى وجهه ثانية ، في حين انك تعمل بتوجيهات آخر مفتش زارك على اعتبار أن توجيهاته تلك هي الطريقة المثالية التي ينبغي اتباعها ..
مهما كانت الآراء إذن ،فأنا أدعو السادة المفتشين المحترمين إلى العمل العاجل على زيارة الأساتذة الذين هم في أمس الحاجة إلى نقطتهم،لا سيما وأن رجل التعليم مسؤول عن أسرته كما هو مسؤول عن متعلميه ..
السادة المفتشون في نظري يمثلون فئة جد واعية بالإكراهات التربوية وغير التربوية،وأتمنى أن يكون هذا المنبر سبب خير وفائدة استجابة لحقوقنا المهضومة بسبب التقاعس لا غير ..
وعلينا أن نكون موضوعيين أكثر ،أعرف أن هناك من الأساتذة المحترمين من يكره زيارة السيد لمفتش إما للخجل المفرط الذي يجعله يرتبك أو لقناعته المطلقة بأن زيارته غير مجدية من الناحية المنهجية أو لأنه أيضا يحب التكاسل !
ما دمت قد أثرت هذا الموضوع إلا وقد اشترطت ألا نجانب الموضوعية ،وأظن أن رجل التعليم أكثر الناس صدقا على الأقل مع نفسه !