من سيلعب دور"البطولة" في الخسائر البشرية و المادية التي نتجت عن" التــساقطات" المطرية التي شهدتها مدننا المغربية خلال الأيام الأخيرة لهذا الأسبوع . من المتهم في إزهاق كـــل تلك الأرواح التي سقطت في مناطـــق تعرف تهميشا حقيقيا على شاكلة المدن المهمشة و المنسية الأخرى، و من جملة تلك الأرواح ما ذكرته وزارة بنموسى في الداخلية أن اثنان وعشرون شخصا( قتلوا) منذ الإظطرابات الجوية الأولى التي عرفتها المملكة خلال أواخر يناير 2009 ! و هــو الأمر الذي يجعلنا نلاحظ (فقط) أنـه لا طاقة لنا على تحمل الأمطار أو كأضعف إيمان على الاستعداد لــها، فما بالك أن نستعد للجفاف والقحط .!! علاوة على أننا و للمرة المليون يزداد يقيننا أن لا بنية تحـتية لنا ترقى إلى مستوى "استقبال" أمطار الرحمان مادمنا نطلبه حكومة و شعبا في أن ينزل علينا غيـثــه . و من المؤكد أيضا أننا أصبحنا ومنذ تلك الفيضانات والخسائر الكبيرة التي شهدناها أواخر السنة الماضية، نطلب غيثا من الرحمان مقدار تحمل بنيتـنا التحتية البئيسة. وربــما، حكومـتنا المحـترمة ستفـرح لهذا "الدعاء" إن علــمت به ، مادام سيجـنبها مثل تلك الكوارث و الخسائر في البشر والحجر. و نحن نعيش أيام انتخابية ( مهمة) فهذه الكوارث لن تكون في صالح نتائج عملها و ترويج صورتها. كما أنها ليست في صالح صورة مملكتنا في الخارج، خصوصا أن مسؤولينـا يعمـلون جاهدا على تسويق صورة المغرب السياحي في الخارج . و قد يرى البعض أن تلك المدن التي عرفت سقوط شهداء الأمطار لا تدخل ضمن الخارطة السياحية للمملكة ، و مادام الأمر كذلك فلا حاجة لساكنتها ببنية تحتية تضمن سلامتهم و تحفظ لكل مواطن حياته و كرامته ، و تساهم في تنميته . دون أن ننسى أن تلك الفيضانات ليست في صالح الشعب المغلوب على أمره أيضا.فـالجميع يعلم علم اليقين ما تقاسيه الأسر المتضررة التي تـفـقد منزلا لها أو قريبا أو بعضا من ممتلكاتها . و أعتقــد أن الليالي التي ستقضيها في العراء أو في خيم أو... سيكون لها وقع مريرعلى نفوسها ، بل و الأكثر من ذلك، يكـفي هذا الشعب الطيب (للتذكير فقط) كوارث الأسعار، التي تنزل على أسره البسيطة الفقيرة المقهورة كل يوم و كل ساعــة كالصاعقة كلما هبت ريح زيادة لا ندري لها وجهـــة أو نهاية . ما شدني في كل تلك الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الوطنية، صورة لمواطن يتفـقـد حطام بيتـه بمدينة سيدي سليمان بعد فيضان سد القنصرة و غمره لأكثر 300 منزل يوم الأربعاء الماضي. لا أعرف لماذا شدتني تلك الصورة وصور أخرى لعائلات يمكن أن نقول عنها الآن بعد أنهيار منازلها أنها أصبحت مشردة . دو أن ننسى الحالة النفسية القاسية التي تعيشها. علاوة على مخاوف العائلات الأخرى من السد المذكور، خصوصا أن هناك احتمال لارتفاع منسوب مياهــه . تلك المشاهد ذكرتني بالدمار الذي تعرضت له غـزة . ذاك الدمار الذي نقـلتـه لنا فضائيات العدو قبل الصديق. حطام وخراب و دمار هنا و هناك. عندما شاهدت صور الفيضان تراءت أمامي تلك الصور; شهداء هناك و شهداء هنا، و الفرق واضح ; هناك كان الشهداء يسقطون بصواريخ إسرائيلية، و هنا شهداؤنا يسقطون بسبب ضعف أو هشاشة البنـــية التحتية ..!! تصوروا معي ماذا سيقول عنا من نحاول جاهدين أن نقنعه بأننا بلد" متحضر" و هــو يرى الزودياك الحمراء وعلى متنها أطفالا صغارا و قبطانا كبيرا من الوقاية المدنية وسط الفيضان. أعـتقد أن الصورة ستكون أشبه في نطره بمكان في هولاندا ، لـكن على طريقتنا الخاصة. ختاما لا نريد أن يسقط شهداء منا بسبب المطر... و أقولها هنا كما قلتها ذات مرة : لا نريد وطنا يغرق تحت المطر بسهولة .. و تحت خرافات الإصلاحات المؤجلة بسهولة . نريد و طنا يعاقب المسؤولين على خروقاتهم و تقاعسهم وهروبهم من مسؤولياتهم ..نريد وطنا يحارب من يحاربوننا و يحبس كل من حاول إهانتنا و يضرب بيد من حديد كل من شتمنا ..و سرق أموالنا .. و أبكى أطفالنا و أمهاتنا.. لا نريد وطنا يغرق أو يخاف من المطر