بسم الله الرحمان الرحيم .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد أشرف الخلق و خاتم النبيئين و المرسلين .
السلام عليكم .
هذه قصة قصيرة نشرتها جريدة القدس العربي ، و قيل انها تتحدث عن أكاديمية سوس .
تقول القصة :
يحكى ان ابنة جحا الوحيدة اصبحت معلمة، وقد عملت ثلاث سنوات في جبل وعر ثم تزوجت موظفا يسكن المدينة، وهو شخص مهذب يقوم بعمله باخلاص، لانه يعتقد ان الاخلاص يسهل النجاح في الزواج وفي تربية الابناء..
لكن هذه النية لم تنفعه بدليل ان زوجته ما زالت تعمل في الجبل، لم تنتقل بعد لتقيم مع زوجها، وقد تعب الزوج من تقديم طلبات الحاق زوجته به، وهي تسمى طلبات الحركة الوطنية والجهوية والمحلية واعادة الانتشار والحالات الاجتماعية...
كما تعب من شراء بطائق كل النقابات، بحيث يشتري بطاقة نقابة كل سنة، وحين تعامل مع النقابات الخمس قاطعها جميعا، فاعلن يأسه، ومن ثمار اليأس تضعضع حالته النفسية، وقد بانت عليه بعض الاعراض، مثل تساقط شعر رأسه وعدم نمو شعر لحيته علي الخد الايمن، حيث قبلته زوجته اول مرة...
وقد ظهرت علي الزوج اعراض اخري يخجل المحرر من ذكرها، خاصة وان المدرسة الفرعية التي تعمل بها الزوجة لم تعد تتوفر لا علي الماء الصالح للغسل، اما الماء الصالح للشرب فلم تكن تتوفر عليه قط، لذا لم تعد الزوجة تغتسل، فظهر عليها مرض جلدي يدعي البهق ، عالجته بشرب مضادات حيوية قوية مدمرة للكبد، مما تسبب لها في بوصفير، فعالجته خلال العطلة الصيفية...
وعندما رجعت المعلمة الشابة الي الجبل، عاد البهق الي جلدها، بل واعدي زوجها، حتي صار عنقه مبرقعا... وقد قدر الزوجان ان بهق جلدهما اقل خطورة من خراب الكبد وهو موطن الحب عند المغاربة.
حين لاحظ جحا محنة وبهق ابنته وصهره قرر التدخل لحل الازمة، قرر ان يشتري حقوقه من القضاء، وقد تبنى ما سماه مقاربة ثانية .
وقد توجه الي الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وتحدث الي اهم عون فيها، لانه يعرف ما يجري ويدور، وقد علم جحا ان الترياق يوجد في يد رئيس قسم الموارد البشرية، فهو القائد الذي يحل المشاكل.
فعلا، توجه جحا الي قسم الموارد البشرية، وقد ابتهج بالبنات الجميلات في هذه المصلحة، بنات اصغر من ابنته، تحدث جحا الي احداهن وعرف انها كانت معلمة في الجبل والتحقت بالاكاديمية منذ شهرين، سألها ان كانت تتوفر علي شهادة اخري غير شهادة تكوين المعلمين، اجابت لا واخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها لتسوي شعرها، تحدث اليها جحا عن اللغات والحاسوب... لا علم لها بهذا، شكرها جحا ورجع الي العون العارف، ليسأله ماذا تفعل شابة لم تدرس غير عام ونصف في قسم الموارد البشرية، رد العون انها شابة وهذا هو المهم، ونصح العون جحا بان يبحث عن حل لابنته ولا يسأل عن غيرها.
طبق جحا النصيحة وزار رئيس الموارد البشرية في بيته، اقترح جحا شراء حزام (مضمة) الذهب للزوجة، فرحت ووافق القائد علي تنقيل ابنة جحا..
بعد شهر من مخاض الوحل لم يتحقق المراد، يئس جحا فرجع الي العون العارف، لامه جحا لان القائد لم يفعل شيئا، رد العون ان رئيس الموارد البشرية ليس القائد الوحيد، بل هناك قواد آخرون، وان الرئيس مجرد بيدق ويجب التعامل مع من يحركه.
زار جحا قسم الموارد البشرية من جديد، تحدث الي فيلق الشابات المنشر في المكاتب، ولا واحدة منهن متزوجة، وكلهن انيقات متعطرات، تساءل جحا لمن؟ . لا جواب.
ذهب جحا الي بيته حائرا واختلى بنفسه ثلاثة ايام، وفي فجر اليوم الرابع جاءه الاشراق، ظهر امامه ديك بريشه المنفوش يجمع الدجاجات حوله، ديك فتح الله عليه يحرك بيدقا، حينها ظهر الحل لجحا.
ننتظر منكم تحليل ونقذ القصة .