شهد المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم العديد من الوزراء الأولين، منذ حكومة مبارك البكاي في عهد السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه، إلى اليوم، ولم يسبق لأي وزير أول منذ ذلك الزمان، سواء كان من الليبراليين أو الاشتراكيين أو التقنوقراطيين أن تجرأ على نعت الصحافة الوطنية بكل الأوصاف الممكنة وغير الممكنة، مثلما فعل عباس الذي كلما رأى جريدة وطنية أو صحافيا مغربيا إلا تولى عنه، إن لم ينهره أو يسبه. فقد قال عن الصحافة الوطنية في كلمته التنظيمية أمام مؤتمر حزب علال الفاسي، ما لم يقله المتنبي في كل من هجاهم، "إن مأمورية بعض الصحف هي تخريب وهدم صورة البلاد، وألا شيء يعجبها، ولا ترى سوى السلبيات، داعيا المؤتمرين إلى عدم الالتفات إلى ما تقوله"، مضيفا أن "الصحف التي تدان لا مصداقية لها"، متهما إياها "بالتشويش والإشاعة والكذب والتزوير وخلق" التشيطين "وسط الأحزاب ونشر الأخبار العارية عن الصحة"، واصفا "الصحافيين باللا مسؤولين في ممارستهم المهنية".
ولا ندري لماذا لا يكمل "عباس وتولى" خيره ويأمر بتوقيف كل الصحف الوطنية حتى تنتهي ولايته الأولى في الحكومة والثالثة في الحزب، والزج بكل الصحافيين في سجون حكومته العاجزة التي جاءت لتدمر القدرة الشرائية للمغاربة، وربما لهذه الأسباب أصبح المغاربة في عهد حكومة "عباس وتولى"، لا يرون جدوى من السياسة، كما جاء في العدد الأخير من مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية.
الحركة - 15/01/2009