نتائج الباكالوريا .. النجاحات تعاكس الانتقادات الموجهة إلى قطاع التعليم
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
نتائج الباكالوريا .. النجاحات تعاكس الانتقادات الموجهة إلى قطاع التعليم
- محمد الراجي
الأحد 22 يوليوز 2018
تثير نتائج الباكالوريا مفارقة غريبة؛ ففيما تسير المدرسة المغربية في منحدر، باعتراف المسؤولين عن قطاع التعليم أنفسهم، يسجّل عدد الناجحين ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي يثير سؤال ما إذا كانت هذه النتائج تعكس حقيقة مستوى التلاميذ.
خلال الموسم الدراسي المنتهي وصلت نسبة الناجحين في الباكالوريا، بعد إعلان نتائج الدورتين العادية والاستدراكية، إلى 91.71 في المئة، بزيادة بلغت 6.71 في المئة مقارنة مع الموسم الدراسي السابق، الذي بلغت نسبة الناجحين فيه 65.20 في المئة.
في الكلمة التي ألقاها سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في افتتاح الدورة الرابعة عشرة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، إشارة إلى أن النتائج التي يحصل عليها التلاميذ لا تعكس مستواهم الحقيقي؛ إذ أكد على ضرورة إعادة النظر في نقط المراقبة المستمرة.
x محتوى اعلاني
و"تفضح" نقط المراقبة المستمرة، خاصة في التعليم الخصوصي، ضعف تلاميذ الباكالوريا؛ إذ يحصلون على نقاط مرتفعة جدا في المراقبة المستمرة، وفي الامتحان الوطني يحصلون على نقط ضعيفة، في ظل رغبة المدارس في إنجاح التلاميذ لضمان مزيد من "الزبناء"، بينما قال مفتش تربوي سابق إن بعض المدارس تبيع "النجاح" بنقطة عالية مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ثلاثة ملايين سنتيم.
وتعليقا حول ما إذا كانت النتائج التي يحصل عليها تلاميذ الباكالوريا تعكس مستواهم الحقيقي، قال حسن اللحية، أستاذ بمركز التوجيه والتخطيط التربوي، إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب البحث في المنهجية المؤطرة للامتحانين الوطني والجهوي، موضحا: "إذا قارنّا بينهما سنجد أن هناك اختلالات".
ويرى اللحية أن المشكل لا يكمن فقط في وجود اختلالات على مستوى النقط الممنوحة في المراقبة المستمرة، بل في المحدد الذي يوضع على أساسه الامتحان، قائلا: "لا يتم احترام قيمة المادة. جميع المواد تُنقط على 20، ولكن، نظريا، لا يمكن للتلميذ أن يحصل على نقطة 19 على 20 مثلا".
وذهب الخبير التربوي إلى القول إن الباكالوريا يجب أن تُلغى، كما فعلت عدد من الدول، مثل البرازيل، لأنها برأيه تكرِّس "التمييز" وتستنزف قدرات الأسر، حيث يلجأ الآباء إلى تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة حتى يُقبلوا في كليات الطب، مثلا، لأن مبارياتها تتم باللغة الفرنسية.
ويبدو أن مسؤولي وزارة التربية أنفسهم أصبحوا يدركون أن النظام التعليمي المتبع في الباكالوريا لم يعد مجديا؛ إذ قال أمزازي، في الدورة الرابعة عشرة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن وزارته ستقلص شعب الباكالوريا التي لم تضف إليها قيمة مضافة.
هسبريس
================================================== ============