تحدث سيادته في الصياح التربوي ليوم24 /12/2008 العدد 2707 في استجواب مع الصحفي عبد الله نهاري ، عن هدف المديرية التي يشرف عليها والقاضي بتحقيق صفر ملف عالق مع نهاية السنة الدراسية الجارية ، وقد حاولت جاهدا من خلال قراءتي لإستجواب المذكور أن أقف على طبيعة هذه الملفات والقضايا والمعنيين بها فلم أقف لذلك على أثر . ما هي طبيعة هذه الملفات العالقة ؟من هم المعنييون بها ؟ كم بقيت في رفوف المديرية وأقسامها ومكاتبها ؟ الله وحده يعلم ؟
وإذا كان الأمركما يدعي السيد ولد دادة ؟ فما هو السر في جود هذه الجحافل من نساء ورجال التعليم أمام المديرية في الأيام العادية ؟ أما أيام العطل ، فإن أعدادهم لا يعلمها إلا الله ومديرية الموارد البشرية التي اصدرت مذكرة في الموضوع بل ووجهت استفسارات لبعض الزائرين في خطوة منها لثني المعنيين عن الزيارة . أم أنهم جاؤوا ليقدموا التهاني بعد أن حلت قضاياهم وسويت وضعياتهم؟
كما قال سيادته أن المديرية توصلت إلى حل جل القضايا التي تطرح في كل دخول مدرسي ، وتلاحظون معي أن هذا الدخول المبارك لم يعرف أي توتر ولا أية مشكلة فقد مر بسلاسة وبسلام ; وفي هدوء تام ، ولم تكن هناك لا احتجاجات ولا اضرابات ، جميع الملفات العالقة تم حلها ، وكأننا في المدينة الفاضلة ، اللهم إذا كانت هذه المدينة في المريخ ، أما الواقع فغير ذلك تماما أما الاحتجاجات التي كانت بالجملة والاعتصامات التي نفذت بالعشرات ،فقد وقعت في جزيرة الواق الواق .
أما بخصوص الملفات العالقة ، فما على سيادته سوى أن يرسل دورية للمؤسسات التعليمية وليطلب إحصاء ذووي القضايا العالقة ، ولبيعث مع دوريته شاحنة من الحجم الكبير لكل جهة لتحمل له تظلمات وشكايات واستفسارات الناس عن وضعياتهم ، من قبيل تعويضات المنطقة، والتعويضات عائلية و تغيير الإطاروالترقي في الرتبة والدرجة واحتساب الخدمات السابقة وهلم جرا .... ليقف على حجم القضايا والملفات العالقة عند نساء ورجال التعليم .
وفي معرض حديثه عن النصر المبين الذي حققته مديريته ، أبى سيادته إلا أن يشكر- ضمنيا - الفرقاء الإجتماعيين ، والفرقاء الإجتماعيون كما تعلمون هم النقابات، لأنه بفضل الحوار معهم حلت جميع القضايا / حوار الصم والبكم وغض الطرف ، وعدم الدفاع عن الملفات الحقيقية لنساء ورجال التعليم والإكتفاء بالدفاع عن القضايا العادية جدا والآخذة مسارها الطبيعي في التسوية ، والتي لا تحتاج إلى وكيل ، أما القضايا الحقيقية التي نقرأ عنها في الصحف والجرائد و المواقع الإلكترونية ، فهي من اختلاق أصحابها ولا وجود لها إلا في مخيلتهم . حسبنا الله ونعم الوكيل سبحانه وتعالى هو القادر والقاهر فوق عباده .
بعد ذلك عرج سيادته على بعض المنجزات المصنف بعضها حسب قوله في إطار تنفيذ اتفاق فاتح غشت 2007 ، غريب أمر هذه البلاد، السيد الوزير الأول عباس الفاسي في اجتماع مع النقابات في إطار جولات الحوار الإجتماعي أنكر نهائيا علمه بشيء اسمه : اتفاق فاتح غشت 2007 رغم أنه كان وزيرا بدون حقيبة إلى جانب الحبيب المالكي الذي كان آنذاك وزيرا للتربية الوطنية وهو الذي اتفق مع النقابات على النقط الواردة في البيان الذي يحمل اسم اتفاق فاتح غشت 2007. عجيب وزير أول : أدي الدنيا ، ينكر علمه بالإتفاق و مدير يصرح بتفعيل أحد بنوده ، فهمونا جزاكم الله . فلم نعد نفهم شيئا .
إن تعيين العاملين في التربية غير النظامية أو بالأحرى توظيفهم ، أملته أولا الحاجة المهولة لأطر هيئة التدريس على الصعيد الوطني و الناتج أساسا عن التخبط وليس التخطيط والإرتجال والإستعجال وإسناد الأمور إلى غير أهلها ، وثانيا إلى الضغط الذي مارسته هذه الفئة على الدولة من خلال الإحتجاجات والإضرابات التي توجت بنيل المراد، بمعنى أن هذا ليس منة ولا فضلا ولا اجتهادا من طرف السيد مدير الموارد البشرية ومديريته .وفرقائه الإجتماعيين .بل نتيجة نضال مستميت .
بعد ذلك انتقل سيادته إلى الحديث عن الكوطا ونصب نفسه مدافعا عن الحكومة وميزانيتها ، وذلك بإعطاء أرقام ، أنا له بها ؟ عن تأثير الزيادة في الكوطا على ميزانية الدولة ، وليسمح لنا السيد ولد دادة ما دام يريد أن ينصب نفسه محاميا للحكومة وهو المفروض فيه أن يدافع عن مصالح موظفيه !!!!!!! وليسمح لنا أن نسأله هل أخذ علما بالتخفيض الضريبي التي أقرته الحكومة على كبريات الشركات ، وعلى الإعفاء الضريبي الذي يتمتع به كثير من المضاربين في أرزاق الناس وأقواتهم ، وعلى الزيادة المهولة والمخيفة في أجور بعض كبار موظفي الدولة ، وعلى حجم التعويضات والأتاوات والهبات التي يتوصل بها بعض الأشخاص وبعض المؤسسات ؟ وعن حجم رخص الصيد في أعالي البحار ورخص استغلال مفالع الرمال والأحجار والرخام ؟ كما أن سيادته قدم جوابا نهائيا عن مطلب لا زالت النقابات المركزية تطرحه في لقاءاتها في إطار ما يسمى بجولات الحوار الإجتماعي . إذن لا داعي لطرحه من اليوم فصاعدا ، فسيادة المدير المتحدث الرسمي الثاني باسم الحكومة قد حسم الأمر. ,اعطى جوابا نهائيا /، على غرار /جواب نهائي أجوبة لبرنامج :من سيربح المليون .
عندما يتعلق الأمر بنساء ورجل التعليم كل من هب ودب يدلي بدلوه ويصدر الفتاوى ليجد المبررات والأسباب لعدم الرفع من الكوطا ولعدم الرفع من التعويضات ولعدم تقليص الضريبة على الدخل وما إلى ذلك من المطالب التي لا نسمعها من أفواه الفرقاء الإجتماعيين حواريي السيد ولد دادة.الذين لا تكاد تمر مناسبة دون أن يتقدم إليهم بالشكر الجزبل .
أخيرا تنبهت وزارتنا و على لسان مدير الموارد البشرية إلى أن التعليم قضية الجميع وعلى الجميع أن يتجند ، هذه المقدمة يراد بها تحميلكم مسؤولية من الآن . حتى إذا فشل المخطط قيل أنكم أنتم السبب لآنكم لم تتجندوا كفاية لإنجاحه ؟
ما مصير الميثاق الوطني للتربية والتكوين ؟ الذي سقط على رؤوسنا بالمظلات ولم نستشر لا في وضعه ولا في تنفيذه ؟ لماذا لم تنظم منتديات لتقييمه ؟ أو إصلاح اعوجاجه ؟ لماذا لم تعر وزاراتنا اذانها لنساء ورجال التعليم الذبن لطالما كتبوا وحللوا وتحدثوا عن مساوئه وعواقبه ؟ وأخوف ما نخاف أن يكون مصير المخطط الإستعجالي ، هو مصير سابقيه من المخططات ؟ إن الأساسات التي يقوم عليها البنيان المرصوص تبدأ من القاعدة ، وما لم ترتكزوا في مخططاتكم وتوجهاتكم وبرامجكم على استشارة العون والإستاذ والمستشار والمفتش والمدير والحارس العام والناظر والمعيد وووووووو كل من موقعه وانطلاقا من تجربته ، فلن تجدي مخططاتكم نفعا ؟ إستشارات فعلية وميدانية وليست تمثيلية وحكرية وانتقائية ومستعجلة وكاذبة وخادعة .
أين نحن الآن من الميثاق الوطني ؟ لقد اتضح بعد 10 سنوات من اللقاءات والمنتديات والمصاريف وضياع الوقت وهدر الإمكانات، أن الإصلاح لم يدخل إلى القسم ؟ أو ربما لم يلج أبواب المدرسة بتاتا ؟ أين ذهب الإصلاح ؟ أي طريق سلك ؟ فالمرجو ممن رآه منكم ؟ أن يدلنا عليه ،حتى نستطيع أن نرشده إلى طريق المدرسة فقد زاغ عنها . أين اختفى ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الأستاذ ولد دادة مراوغ كبير ، فقد جاء في رده عن التعويضات المخولة لأطر الإدارة التربية أن ملحقي الإقتصاد والإدارة يستفيدون من هذه التعويضات ، ومن لم يتمعن جيدا في جوابه سيفهم أن الوزارة خصصت تعويضات لهذه الفئة على غرار تلك المخصصة لأطر الإدارة التربية ، والحقيقة أنه يريد أن يخبرنا بأن ملحق الإقتصاد والإدارة سيستفيد من هذه التعويضات إذا كان مديرا أو حارسا عاما أو أو... . وهذا تحصيل حاصل أو وكما يقول الفقهاء : هذا من باب السماء من فوقنا . إن مطلب الملحقين التربويين وملحقي الإقتصاد والإدارة ياسيدي المدير :هو تخصيص تعويضات عن الأعباء الإدارية والتربوية ، لهذه الفئة وخصوصا للذين لا يتحملون مهام مدير أو حارس عام أو أو..... والذيت حرمتموهم أن يصبحوا حراسا ومديرين بالشروط التعجيزية التي وضعتموها أمامهم . هذا هو المطلوب أيها السيد المدير المحترم . لا تخلط شعبان مع رمضان من فضلك .
الحركة الإنتقالية ، إشكالية ناتجة بالأساس عن وجود مغرب محظوظ ، الكل يريد أن يعيش فيه ، ومغرب مكدود الكل يرغب في الهروب منه ، غياب الطرقات والمستشفيات والإدارات ومراكز التكوين والمعاهد وما إلى ذلك مما يحتاجه رجل التعليم لعيشة كريمة له ولآبنائه ، وأحيانا يصعب إيجاد كسرة خبز أو حبة أسبرين ، هذا ما يدفع نساء ورجال التعليم إلى الرغبة في الإنتقال إلى الحواضر أو إلى جوارها على الأقل ، أضف إلى ذلك أن جل إن لم يكن كل نساء ورجال التعليم من طبقات فقيرة ، وكلهم يعيل عائلته الصغيرة ابناءه وزوجته ، وعائلته الكبير و والديه وأخويه وقد تطول اللائحة ، فترغب امرأة و رجل التعليم المسكين في الإنتقال إلى جوار أسرته ليجمع الشمل والمصروف معا ، أما الأزواج فحدث ولا حرج ، كيف تكون نفسية زوج أو زوجة بعيدة عن بيت الزوجية ؟ ومامصير تربية الأبناء بعيدا عن واحد من الأبوين ؟ إنها لمعضلة فعلا . بل كيف ستكون مردوديتهما في ظل هذه الظروف؟
مشكل المعلمات العازبات لا يقل أهمية عن ذلك كله ، فبنتنا أو أختنا يرمى بها في الخلاء في قسم بين السماء والأرض ، بين التاريخ والجغرافيا كما قال أحد الظرفاء ، تحوم حولها الكلاب والذئاب ، لا ماء لا كهرباء ، لا طريق ، وفوق هذا وذاك لا أمن ولا آمان على حياتها وعلى شرفها ، والقصص كثيرة فارجعوا إلى الجرائد لتقرؤوا ما تقشعر له الأبدان عن هذا الموضوع بخصوص ما تتعرض لها بناتنا من تحرش ومن اغتصاب ومن سرقة ومن من ..... ، ومع ذلك يتبجح السيد ولد الدادة عن صفر ملف عالق !!!!!!
هذه هي الملفات الحقيقية اتي يجب أن تنكب أنت وفرقاؤك الإجتماعيون على معالجتها . أما التنظي من المكاتب المكيفة فكلنا ننتقن ونتفنن فيه .
في رأيي لإغن نجاح أي مخطط في ميدان التربية والتكوين- سواء كان الميثاق الوطني أو المخطط الإستعجالي أو أي مخطط كيفكما كانت طبيعته رهين بمعالجة ملفيتن شائكين لاثالث لهما هما ملف الترقية وملف الحركة الإنتقالية ، و إن استطاع اي كان معالجتهما ووضع حد لمعاناة نساء ورجال التعليم معهما ، كونوا على يقين بأن الميثاق سينجح والمخطط الإستعجالي سينجح ، والنتائج ستكون سارة ، وغضب شريحة من المجتمع سيخبو ، والمردودية سترتفع والإحتجاجات ستقل والإضرابات ستخف ................وما ذلك على الله بعزبز.
الأستاذ عبد الله النهاري المشرف على الحوار لم يسأل سيادة المدير عن الملحقين التربويين وملحقي الإقتصاد والإدارة الذين ألغيت ترقيتهم ؟ هل نسي الموضوع رغم أننا كاتبناه فيه ، ونشر خبرا مقتضبا عنه ؟ أم طلب منه عدم وضع هذه السؤال ؟ أم أن السيد ولد دادة هو الذي وضع الأسئلة والأجوبة كما هي العادة عند كثيرمن الصحف والصحفيين ؟ فسأل نفسه وأجاب نفسه ؟
موظفون قضوا عمرهم في ميدان التعليم تلغى ترقيتهم بجرة قلم بدون مبرر ولا سند قانوني ، وبدون جواب أو رد عن تظلماتهم وعن مآل ملفاتهم ، ومع ذلك يملك السيد ولد الدادة الشاجاعة الكتفية ليقول سننهي السنة الدراسية ب : صفر ملف عالق !!!!!! نعم سننهي السنة كذلك إذا نحن حملنا جميع الملفات وألقينا بها في سلة المهملات أو في المزبلة !!!!!!!! فل نكن موضوعيين ومتواضعين ، ولنعترف إذا كان هناك تأخر أو خطأ أو تسرع لأن الإعتراف فضيلة ولنصحح ما يجب تصحيحه ولننصف من يجب إنصافهم ، وفوق هذا وذاك فلنجعل رأس الحكمة مخاف الله ، وليس إرضاء فلان أو فرتلان ، أو هذه النقابة أو تلك ....
إن أكبر ملف عالق في مديريتك لعهو ملف الملحقين الذين ألغيتم ترقيتهم علما وظلما ، رغم ما قدموه طيلة عقوقد في دهاليز وأقبية ومكاتب الإدارات التابعة لوزارتكم
وسيبقى هذا الملف معلقا إلى أعناقكم إلى يوم القيامة لأنكم ظلمتم فئة وحرمتموها من حق مكتسب والله وكيلكم وهو يقتص منكم .
إخواني لا تنسوا حفظكم الله قضية الملحقين الذي الغيت ترقيتهم،والذين رفضوا تغيير إطارهم .
والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
جريدة الصباح ، مديرالموارد البشرية يسأل وولد دادة يجيب
.
المواضيع المتشابهه
