قيل عن المرأة الكثير ،ونسجت حولها الروايات أساطير ومواويل ،ومن ما قيل وحكي عنها أنها عالم من الطلاسيم المعقدة التي يصعب قراءتها وفهمها ،وأنها كتاب بلا عنوان ،ولقد إقترنت الأنثى في المفهوم الثقافي الشعبي للأمم بالشر والخداع والمكر ،وظل هذا الفكر يحث على الحيطة والحدر من هذا المخلوق الغريب الأطوار ،لكن إلى أي حد يمكن أن يجد ذلك مصداقيته وصحته ،فهل فعلا المرأة جنس خطير لا يرسى على حال ولا يؤمن ولا يؤتمن ...أم أن كل الذي قيل في المرأة ليس إلا كلام رجعي متخلف ،هدفه تهميش المرأة وتقليص وتقزيم دورها ،وأنه حتى وإن صادفنا في حقب وأزمنة أن المرأة كانت تخادع وتراوغ وتمكر ،فربما مرد ذلك إلى قساوة الإضطهاد والإستغلال الذي كان يمارس عليها من طرف نصفها،وإنه من البديهي أن تعمد إلى إثبات شخصيتها ووجودها بشتى الطرق والأساليب ،وهل يمكن أن نخلص إلى أن المرأة تتجرد من كل تلك الصفات والعيوب ،حينما يثم التعامل معها بالمناصفة والمساواة ،وبكيفية تحقق فيها داتها وهويتها...
إنني هنا أيها الإخوة الأفاظل في كل مكان لا أسعى إلا إثارة جدال بيني وبين الجنس الأخر أو بين الجنسين ككل بقدرما أطرح هذا الموضوع الشائك والمتشعب والهدف مجرد من كل الخلفيات ،بحيث أرمي إلى إثارة نقاش أخوي بريء ،تصحح فيه بعض المواقف والمفاهيم المغلوطة ،والأحكام الجائرة ،التي أجثرت عبر الحقب والسنين ،وفتحت لمدة غيرقصيرة أبواب الجدال العقيم بين الجنسين ...