لا أحد يجادل في الخطوات النضالية التي قطعتها الحركة الامازيغية منذ عقدين على الاقل، اذ استطاعت بفعل استماتة مناضليها ان تفرض الامازيغية كلغة وكثقافة لشعوب افريقيا الشمالية بعد ان حاولت كل الأنظمة طمسها بكل الوسائل كالقمع المباشر و محاولة الاستأصال :حالة النظامين الليبي و التونسي أو التهميش الممنهج و الاحتواء:حالة النظامين الجزائري و المغربي.
ان الظروف الموضوعية التي يعرفها العالم ترجح ان يتم تحقيق الاهداف السالفة الذكر أي الاعتراف القانوني و الدستوري بالثقافة و اللغة الامازيغيتينمن طرف كل انظمة المنطقة شريطة ان تتوحد كل النظالات التي تخوضها الجمعيات و الهيئات الامازيغية الجادة والمستقلة
عن الدولة.
لقد شكل تأسيس المؤتمر العالمي الامازيغي سنة 1995 احد المحاور الاساسية للنضال من اجل التعريف بهذه المهمة النبيلة على الستوى الدولي و حشد الدعم الخارجي لها بهدف المزيد من الضغط على الانظمة الاستبدادية التي تهاب من هذا انوع من الضغوطات اكثر من نضالات الجمعيات التي تعرف جيدا انها قادرة على اختراق العديد منها او احتوائها بل حتى استخدامها.
ومنذ التأسيس بدأت بعض الدول الاوروبية والعديد من تنظيمات مجتمعاتها المدنية تحمل محمل الجد هذا المولود الجديد واحتضنته ووفرت التمويل لأنشطته. لكن تبين ان هذا الكونكرس الامازيغي مخترق الى ابعد الحدود من طرف عدة جهات تكن عداءا تاريخيا للأ مازيغية. و ما زاد الطين بلة هو تواطؤ قيادات هذا الكونكرس مع هذه الجهات وهو ما انكشف للعيان خلال ما سمي بالمؤنمر الخامس الذي تم تقسيمه الى مؤتمرين كل جماعة تدين بالولاء الى الجهات التي تواطأت معها وهذه طعنة من الخلف لذوي القربى للقضية.
ومن جهة تحليل هذه الظاهرة التي ليست بالجديدة يتضح جليا ان النضال من اجل دسترة الثقافة و اللغة الأمازيغيتين لا يمكن فصله عن النضال من اجل رفع الحيف عن الجماهير الشعبية الكادحة و المقهورة. هذه الجماهير هي التي حافظت على هذه اللغة وهذه الثقافة على مدى اجيال عديدة بدون الاكتراث بقانونية الانظمة.
ان هذه الجماهير في القبائل هي التي ستفرض على الانظمة الاعتراف القانوني بالثقافة واللغة الامازيغية فقط يجب على القوى الجذرية، المناضلة الصادقة و الغير القابلة للتدجين و الاحتواء ان تنغرس وسط هذه الجماهير و تأطرها وتعبئها لانها هي الوحيدة القادرة على انتزاع حقوقها
ان عدم استعمال التحليل الطبقي من طرف النخبة التي تعتبر نفسها المدافعة عن الحقوق للامازيغية يؤدي بها اما الى الانتهازية المكشوفة في حالة رفضها المتعمد او الىالسقوط في التحليل المثالي الذي يدافع عن الامازيغية في المجرد أي التحليل الذي يساوي بين الجلاد و الضحية و بين الاقطاعي و الراعي بحجة انهما امازغيان ولا يهم الفرق بينهما. ففي نهاية المطاف فان الجماهير الشعبية الكادحة ذات الاصول العربية او المعربة لا تكن أي عداء للامازيغية و تعايشت و لازالت تتعايش مع الجماهير الشعبية الكادحة الامازيغية في سلم و اطمئنان. ان العدو الرئيسي المشترك لهذه الجماهير عربية كانت او امازيغية هو التحالف الطبقي السائد و المتحالف مع النظام المخزني الذي ينهب خيرات الوطن و يبذر ثرواتها في الكماليات. و هذا التحالف فيه الامازيغ و العرب متحالفون على استغلال الجماهير الكادحة رغم الخلافات المصطنعة و الشكلية والتي تخفي في واقع الامر الاتفاق على النهب و الاستغلال.
لقدآن الاوان لتنسيق الجهود بين النخب المناضلة و الصادقة التي تدافع على الامازيغية و تضاعف نضالتها وسط القبائل الامازيغية كما وسط الجماهير الكادحة الغير الناطقة بالامازيغية من اجل فضح كل الانتهازيين الذين يتاجرون بماساة المقهورين باسم الدفاع عن الامازيغ.