لمواجهة الهدر المدرسي..عربة مجرورة بحصانين لنقل التلاميذ في ضواحي البيضاء
نقل مدرسي بعربة مجرورة بحصانين
الدارالبيضاء: ابتكر رئيس "جمعية وفاق"، بعد تفكير طويل في سبل مواجهة الهدر المدرسي، وسيلة "جديدة" للنقل المدرسي، مستعملا عربة مجرورة بحصانين لنقل تلاميذ دوار الضرابنة، ضواحي الدارالبيضاء، إلى مدارسهم بسيدي معروف، مقابل درهم واحد للرحلة.
وأشارت جريدة " الصحراء المغربية " إلى أن العربة مزينة باللونين الأصفر والبرتقالي، ومجهزة بالعديد من "التجهيزات" الضرورية والكمالية، وباتت تشكل الأمل الأساسي لتأمين متابعة أطفال دوار الضرابنة لدراستهم، التي غادرها الكثير منهم بسبب ظروف المنطقة المزرية، وافتقار الدوار إلى طريق معبدة تسمح بوصول وسائل النقل إليه.
وتعود فكرة اعتماد العربة المجرورة لحسن المنصوري رئيس جمعية وفاق، وقبل اعتماد هذه الوسيلة العجيبة للنقل المدرسي، كان أطفال دوار الضرابنة يقطعون مسافة 4 كيلومترات مشيا على الأقدام، وصولا إلى المدرسة بسيدي معروف، والمشكل أن هذه الطريق محفوفة بالمخاطر، فهي قفراء، وفي منطقة نائية، والطفل معرض لأخطار عدة، من قبيل الاغتصاب أو الاختطاف أو حوادث السير، كما أن المسافة التي يقطعها مشيا على فدميه تتعبه وتفقده التركيز وتؤثر على مستواه الدراسي.
وقال المنصوري : "حاولنا تأمين وسيلة لنقل التلاميذ، ففكرنا في جلب حافلة للنقل المدرسي، إلا أن تضاريس المنطقة لا تساعد على ولوج الحافلة إلى الدوار، فضلا عما تتطلبه من مصاريف البنزين وإعادة الإصلاح في حال العطب، كما أنه يصعب استعمالها في فصل الشتاء وهطول الأمطار، فكانت الفكرة هي تأمين وسيلة أخرى تستجيب لمعطيات وطبيعة المنطقة، وفي إحدى رحلاتي إلى البرتغال، زرت منطقة يعتمد سكانها على عربات مجرورة لنقل السياح، حفاظا على البيئة، فاستوحيت الفكرة من هناك، وجعلت العربة باللون الأصفر، وهو لون حافلات النقل المدرسي، وفكرت في كل التفاصيل التي تضمن للطفل السلامة والأمان".
وأوضح المنصوري أن العربة حاليا مزودة بكل ما يلزم من إشارات ضوئية، في حالة نقل الأطفال مساء، وكذلك بمنبه (كلاكسون)، وجهاز راديو، إضافة إلى هاتف، في حالة وقوع عطب، أو رغبت الأمهات في مكالمة أبنائهن.
وأضاف المنصوري قائلا : " بعد تجريب هذه الوسيلة، واختبار متانتها، وجدنا أن العربة يمكن أن تنقل ما يقارب 36 تلميذا، مقابل درهم واحد للرحلة، أي 60 درهما في الشهر، تؤديها العائلات شهريا".
وأشار المنصوري إلى أن مشكلا آخر طرح بعد تسجيل التلاميذ، وهو تزامن أوقاتهم الدراسية، خصوصا أن عددهم 84 تلميذا، والعربة لا يمكن أن تحملهم جميعهم، لذلك نسقت الجمعية مع إدارة المدرسة لتعديل مواعيد دخول وخروج بعض التلاميذ، لتفادي الاكتظاظ على العربة، مما ساهم في التغلب على هذا المشكل .