:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 20 - 7 - 2011
المشاركات: 2,056
معدل تقييم المستوى:
365
نشاط [ العصيمي ]
قوة السمعة:365
23-12-2014, 14:27
المشاركة 1
كيف احتفلت وزارة بلمختار باليوم العالمي للغة العربية ؟
احتفل العالم في الثامن عشر من دجنبر الجاري باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة اعترافا بقيمة هذه اللغة، وبأعداد المتكلمين بها. واكتفت وزارة التربية الوطنية بمذكرة يتيمة تتحدث عن تنظيم بعض الندوات احتفاء بالحدث، في الوقت الذي كان ينتظر منها أن توليه عناية أكبر بالنظر إلى أن اللغة هي واحدة من الاكراهات التي تعانيها منظومة التربية والتكوين، والتي تحتاج للإصلاح.
انتظرت أسرة التربية والتعليم أن تبادر وزارة السيد بلمختار للاهتمام باليوم العالمي للغة العربية، والذي احتفل به العالم في الثامن عشر من دجنبر الجاري.
وراهنت هذه الأسرة، ومعها أولياء وآباء التلاميذ على جعل هذا الموعد، الذي أقرته الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يوما عاليما بالنظرإلى أن اللغة العربية يتحدث بها أزيد من 422 مليون عربي، ويحتاج لاستعمالها أزيد من مليار ونصف من المسلمين، فرصة ذهبية لقراءة واقع حال اللغة العربية في مدارسنا، خصوصا وأننا نتطلع لإصلاح تربوي شامل سيجعل من قضية اللغة ركيزة أساسية لهذا الإصلاح.
فلم يخف السيد رشيد بلمختار، في أكثر من مناسبة دهشته من كون تلاميذ السنة الرابعة من التعليم الابتدائي مثلا، لا يحسنون القراءة ولا الكتابة باللغة العربية. كما كان المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم قد نبه للأمر حينما قال في عملية التشخيص التي قام بها، إن المدرسة المغربية لا تزال عاجزة عن أداء مهمتها الأصلية المتمثلة في القراءة والكتابة والحساب، خصوصا لتلاميذ الصفوف الابتدائية. لذلك كان المخطط الاستعجالي قد وضع ضمن مشاريعه شقا اهتم باللغة وتدريسها، وتحديدا اللغة العربية ومصيرها في المدرسة المغربية.
ولم يغفل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي سيعتمد الإصلاح التربوي المنتظر على الكثير من مبادئه، هذا الأمر، وقدم ما يكفي من إجراءات لكي تأخذ اللغة حقها من الاهتمام.
لقد أعطى الميثاق الوطني للتربية والتكوين للغة العربية مكانة أكبر مقارنة مع بقية اللغات.
ففي مبادئه الأساسية، نقرأ في أحد العناوين الفرعية التي تتناول موضوع المرتكزات الثابتة، أن المرتكز الثاني يتحدث على أن «النظام التربوي للمملكة المغربية يلتحم بكيانها العريق القائم على الثوابت ومقدسات يجليها الإيمان بالله وحب الوطن والتمسك بالملكية الدستورية. عليها يربى المواطنون مشبعين بالرغبة في المشاركة الايجابية في الشأن العام والخاص وهم أعوان واعون أتم الوعي بو اجباتهم وحقوقهم، متمكنون من التواصل باللغة العربية، لغة البلاد الرسمية تعبيرا وكتابة.» وخلاصة هذا المرتكز هي أن النظام التربوي للمملكة المغربية ليس مقطوع الجذور والأواصر مع ماضي المملكة، ومقدساتها على الرغم من حداثة صدوره. ونكتشف كيف أن اللغة العربية توجد في مقدمة الأولويات في هذا النظام التعليمي، الذي يروم الإصلاح. ولذلك جعلها من غاياته الأساسية، حين نص بوضوح على أن التواصل بها شيء يربى عليه المواطنون. بمعنى أن اللغة العربية في مقدمة ما يتعلم ويتلقى في المدرسة المغربية. وحين ينص الميثاق على مسألة التمكن من التواصل تعبيرا وكتابة، فإنه يشير ولاشك إلى الجهود الجمة التي يجب أن تبذل لإرساء هذا التمكن، وكذا إلى المساحة التي يجب أن تشغلها اللغة العربية تدريسا واستعمالا.
غير أننا حينما نتأمل واقع المدرسة المغربية اليوم، نكتشف كيف أن الكثير من الأهداف التي رسمها الميثاق الوطني للتربية والتكوين لم تتحقق. ولذلك عاد الحديث مجددا عن ضعف المدرسة المغربية، وعن التراجع الخطير الذي عرفته التعلمات الأساسية، لدرجة أن جل التقارير الصادرة عن مؤسسات تعنى بتقييم المردود العام للتربية ظلت تصنفنا في المراتب المتأخرة.
وعلى الرغم من أن الدعامة التاسعة للميثاق تدعو صراحة إلى «تحسين تدريس اللغة العربية واستعمالها، واستعمال اللغات الأجنبية، والتفتح على اللغة الأمازيغية» إلا أن النتائج لم تعط ما كان منتظرا منها.
يقول المتتبعون إن ذلك حدث لسبب بسيط وهو أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين لم يكن قانونا يلزم الجميع باعتباره وثيقة وقع حولها التوافق، بدلا من أن تكون نصا صادق عليه البرلمان.
لقد ظلت الكثير من المبادئ التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين في الرفوف لأنها لم تكن تحمل صفة الإلزام، بالنظر إلى أن المقاربة التوافقية لاعلاقة لها بالدمقراطية.
لم يكتف الميثاق الوطني بالإفصاح عن منزلة اللغة العربية، بل أماط اللثام عن دواعي هذا التقديم، مستندا في ذلك على أسمى قانون للأمة ألا وهو الدستور. فقد جاء في المادة 110من الميثاق الوطني «أن اللغة العربية، بمقتضى دستور المملكة المغربية، هي اللغة الرسمية للبلاد وحيث إن تعزيزها واستعمالها في مختلف مجالات العلم والحياة كان ولا يزال وسيبقى طموحا وطنيا».
كما اتجه الميثاق الوطني بعد المادة 110 إلى بيان وسائل دعم اللغة العربية من خلال عنوان بارز أطلق عليه «تعزيز تعلم اللغة العربية وتحسينه». وفي ذلك تقول المادة 111 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين «يتم تجديد تعليم اللغة العربية وتقويته. مع جعله إلزاميا لكل الأطفال المغاربة في كل المؤسسات التربوية العاملة بالمغرب». وهو بهذا يضع حدا لكل محاولات التأويل التي دعت إلى إعمال لغة أخرى غير العربية في التدريس. كما عشنا ذلك مع حكاية الدارجة التي جاء بها السيد عيوش، وما خلقته من ردود فعل.
غير أن الواقع يقول إن مشاريع الإصلاح اللغوي تعطلت. ومنها مشروع إصلاح اللغة العربية، الذي لم يحقق في المخطط الاستعجالي شيئا مقارنة مع عدد كبير من المشاريع التي وصلت فيها النتائج إلى مستويات عليا. أما أسباب ذلك، فيمكن إجمالها، بحسب العارفين، في غياب مؤسسات ضاغطة من أحزاب ومجالس علمية، ونقابات وجمعيات المجتمع المدني، مع استثناءات قليلة، كما هو حال الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية. بخلاف الأمازيغية مثلا، والتي واكبت ملفها المطلبي وعضدته العشرات من الجمعيات الثقافية والحقوقية، وإن كانت لا تزال لم تحقق كل الرهان الذي سعت إليه.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يصل الميثاق لمحطته الأخيرة ويقدم الذين كانوا يديرون خيوطه الحساب عما تحقق، وعن هذا الذي لم يتحقق، سينزل علينا مخطط تعليمي جديد أطلق عليه المخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية والتعليم. ما يعني أن الميثاق الوطني عجز عن المضي بنا إلى بر الأمان، ولا بد لهذا المخطط أن يصلح الداء، خصوصا وأنه استعجالي، حتى وإن كان ممتدا من سنة 2009 إلى 2012.
رصدت للمخطط الاستعجالي، إمكانيات مالية محترمة. واعتقد الكثيرون أن عيب الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي كان هو غياب إمكانيات مالية كافية لتطبيق بعض أفكاره، يمكن أن يتم تجاوزه. وسار المخطط يحصي بؤر تعليمنا السوداء التي امتدت من التجهيزات، إلى الموارد البشرية غير الكافية، إلى التعليم الأولي، والهدر المدرسي، دون ان يغفل قضية اللغة العربية تحديدا. وما إلى ذلك من معيقات. وتحركت وزارة اخشيشن بالكثير من الحماس والهمة لتصلح ما يمكن إصلاحه.
اليوم حينما نعود للحديث مجددا عن واحد من إكراهات المدرسة المغربية وهو المتعلق باللغة، لا بد أن نذكر بأن التشخيص جاء به الميثاق الوطني والمخطط الاستعجالي. والمطلوب الآن هو البحث عن حلول.
أما موعد اليوم العالمي للغة العربية، الذي كان يفترض أن يستثمر على الوجه الأكمل، فقد مر عاديا ولم يحقق رهانه الأكبر المتعلق بإماطة اللثام عن الإكراهات الحقيقية التي لا تزال تقف في وجه اللغة العربية سواء كلغة في حد ذاتها، أوكأداة للتدريس.
أحمد امشكح| المساء
العدد :2561 - 23/12/2014
آخر مواضيعي
0 النتائج الكاملة للحركة الانتقالية التعليمية بأسماء المؤسسات التعليمية 2017 0 تلميذ نابغة مخترع يذهل أساتذته بمدينة طاطا 0 صفرو / دورة تكوينية في تجديد تدريس الرياضيات 0 زاكورة : وقفة احتجاجية تضامنا مع الأطر الإدارية والتربوية المعفية 0 خبر غير سار لهيئة التدريس قبل الحركة الانتقالية! 0 تابع صور معلم من تايوان يبدع برسم تشريحي لجسم الإنسان على السبورة! 0 خصاص 20 ألف منصب سيخلفه التقاعد الموسم المقل 0 رغم تشديدات الوزارة: تسريبات امتحانات البكالوريا مستمرة 0 بحوث طلبة كلية مرتيل في صناديق قمامات الأزبال 0 تعاضدية التعليم : عندما يصبح النقابيون لصوصا للمال العام :: ملف كامل
التعديل الأخير تم بواسطة العصيمي ; 23-12-2014 الساعة 14:39