نظمت المجموعة التربوية "الميثاق" للتعليم الأولي ورياض الأطفال بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية دورة تكوينية حول "تجديد تدريس الرياضيات في التعليم الأولي " يوم السبت 20 ماي 2017 بثانوية عمر بن الخطاب بصفرو.
وسعى هذا اللقاء التربوي الذي حضره حوالي 220 مربي ومربية فضلا عن المهتمين بقضايا التربية والتكوين ووسائل الإعلام المحلية والوطنية، إلى تأهيل مربيات ومربي التعليم الأولي وتطوير مهاراتهم التربوية والبيداغوجية.
في مستهل كلمتها، أكدت وفاء شاكر مديرة المديرية الإقليمية للتعليم بصفرو أن هذا اللقاء جاء نتيجة ثمرة شراكة حقيقية ين المديرية والمجموعة التربوية الميثاق، مثمنة هذه اللقاءات التي تعبر حسب قولها عن ترسيخ ثقافة التفاعل والإشراك والإنصات، مضيفة أن هذا يتماهى مع تنزيل مقتضيات مشروع الارتقاء بالتعليم الأولي وتسريع ووثيرة تعميمه كما هو مضمن في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2030-2015.
في المقابل تناول الكلمة عبد الأحد الإدريسي منسق مجموعة الميثاق وشدد على أهمية الإنخراط في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التي أعلنت عنها الوزارة، وأكد أنه بدون تعليم أولي ناجح لا يمكن أن يكون التعليم ف حالة جيدة، مضيفا أن هذا اللقاء يندرج في إطار الشراكة مع المديرية الإقليمية بصفرو الغرض تأهيل مربيات ومربي التعليم الأولي من خلال محاور أساسية سيتم التركيز على تجديد تدريس الرياضيات باعتبارها مادة حيوية.
وأشار أن المجموعة التربوية الميثاق عقدت العديد من اللقاءات التربوية لفائدة الفاعلين بالقطاع خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2017 إلى نهاية شهر ماي والتي استفاد منها حوالي 7000 من الأطر من المربيات العاملين بالتعليم الأولي.
بعد ذلك كان الحضور مع عرض قدمه الأستاذ المحجوب الحبيبي باحث في التربية وعلم النفس تناول فيه "الرياضيات في التعليم الأولي .. واقع وآفاق"، حيث نبه إلى أن تعليمنا الأولي يعتمد على منهجية الحفظ والتلقين، مشددا على أنه لا يمكن أن نعلم أطفالنا بهذه البيداغوجيات، متسائلا: "لماذا تدريس مادة الرياضيات لا يحقق المتعة ولا يراكم اللذة لدى الأطفال؟".
من جهته الدكتور محسن بن زاكور عنون مداخلته بـ "نمو المنطق الرياضي للطفل بين 3 و6 سنوات"، وتوقف عند معضلة يتسبب فيها المربيات والمربيين وهي أحكام القيمة، مؤكدا أن ذكاء الطفل موجود منذ صغره علينا استثماره فقط، مؤكدا أن المربي مطالب بربط علاقة طفولية مع الأطفال لتحقيق المتعة وتحفيز الطفل على حب المدرسة، مشيرا إلى أخطاء ترتكب بخصوص الأطفال وتتعلق بالمقارنة مع الآخرين، مبرزا في نفس الوقت أن التعليم الأولي لا يجب أن تكون فيه مواد تعليمية.
وشارك الأستاذ عبد الأحد الأدريسي بمداخلة بعنوان "ديداكتيك تدريس الرياضيات باعتماد الوضعيات الثلاث: الإعتيادية الوظيفية البنائية"، مطالبا بإعطاء حصة الأسد للرياضيات في الغلاف الزمني للتدريس مبديا استغرابه من الحزن الذي يطبع الكتاب باللغة العربية الغارق في الألوان والرسوم ويغلب عليه الكم قبل الكيف مقارنة بالكتاب المدرسي باللغة الفرنسية مركزا على بيداغوجية التعلم بالحكاية والإنطلاق من وضعية مشكلة لتحقيق وضعية بنائية.
من جانبه تحدث حسن كيزاوي أستاذ مؤطر بمهن التربية والتكوين في عرض عنونه ب"تعلم الفرنسية من التعبير الشفهي إلى القراءة (مقاربة جديدة) عن الحكاية وأهميتها في عملية ترويض عقول الأطفال منبها إلى أن المدرسة المغربية ظلت مناهجها ثابتة ولم تتفاعل مع المتغيرات والمستجدات المعرفية والتربوية مطالبا في ذات السياق بالارتقاء بالمناهج وفتح آفاق تنمية قدرات الطفل برؤية متحررة ومستقبلية.
بعد ذلك تم توزيع شواهد المشاركة على المشاركين في هذه الدورة التي تركت صدى طيبا لدى المستفيدين الذين أكدوا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق" عن أهمية هذه الدورات في تكوين الفاعل التربوي والارتقاء بخبراته المعرفية وأدائه التكتيكي بشكل مبدع وخلاق، كما أشادوا بالأبعاد الثلاثة للتجديد التربوي التي تبنتها المجموعة التربوية الميثاق والتي تم حصرها في الإنصات والمواكبة والتفاعل.