من الجماعة إلى دينامية الجماعة
بقلم : محمد الهيسوفي
/Iالجـــمــاعـــة و أنواعها :
الجماعة مجموعة أفراد يتواصلون و يتفاعلون فيما بينهم بشكل تشبع فيه رغباتهم وحاجياتهم .
LEWIN
( مجموعة من الأفراد يعتبر تواجدهم كمجموعة أداة تحقيق لإشباعاتهم ...هؤلاء الأفراد يستمرون كأعضاء في الجماعة لكون بقائها هذا يسمح لهم بالحصول على أرباح مادية أو الشعور بالأمن أو يجعلهم قادرين على تفادي بعض الخسائر الجسمية أو المادية أو المعنوية أو أي شيء يمكن أن يكونوا عرضة له في حالة مغادرتهم للجماعة.)
ANZIEU .MARTIN
(الجماعة فردان أو أكثر يتفاعلون فيما بينهم ويتابعون هدفا مشتركا,بشكل يحقق فيه تواجدهم إشباعا لحاجاتهم الفردية)
و تختلف الجماعات باختلاف طبيعتها و حجمها ،على أنها تشترك جميعا في جملة من الخصائص و السمات منها:
( القيام بأعمال و أدوار محددة أو مماثلة _ الاشتراك في مجموعة من القيم والمواقف _ ظروف موضوعية مشتركة - مكان جغرافي _ شعور جمعي ...)
ومن بين الجماعات نجد:
الحشد : جماعة كبيرة من الناس يجدون أنفسهم مجتمعين دون سابق نية .
الرهط : اجتماع إرادي لأشخاص من أجل التلذذ بهذا الجمع و غالبا ما تكون أهدافه غير مقبولة لدى المجتمع .
العصابات : جماعة أفراد هدفهم تحقيق أغراض مادية أو معنوية بكل الطرق حتى ولو كان يعاقب عليها القانون (مثل العصابة الإجرامية )
التجمع : مثل المخيمات و الزوايا و الأندية .
الجماعات الثانوية : مثل المستشفيات و المدارس.
الجماعات الأولية : تسمى الصغرى و منها جماعة الفصل.
/IIجماعةالقســـم كـجمـاعـة أوليـــة :
تتميز الجماعة الأولية بالعدد المحصور لأفرادها إلى درجة يصبح فيها بإمكان كل فرد تشكيل تصور عن باقي الأفراد، و تتميز بالمتابعة المشتركة لتحقيق الأهـداف ، ثـم الاشتغــال وفـق أعراف و رموز و قوانين محددة . و ترجع الاهتمامات الأولى لهذا النوع من الجماعات إلى " شارل كولي" الذي كان وراء إطلاق هذا المصطلح لأول مرة سنة 1909.
تتحدد جماعة الفصل في بداية الموسم الدراسي كجماعة أولية على مستويين :
- الأول شكلي قانوني .
- الثاني لا شكلي .
الأول يعتبر بمثابة التنظيم الرسمي و هو الذي يحدد الأهداف العامة للجماعة كما يحدد مسبقا مسؤوليات و مهام الأستاذ و التلاميذ و كذا نوع العلاقة التي يجب احترامها داخل الجماعة .
أما الثاني فهو غير رسمي يتكون تحت تأثير التفاعلات بين الأفراد، و احتكاكهم بعضا ببعض و تنشأ عنه علاقة عاطفية واتجاهات نفسية اجتماعية ، و في الغالب فإن هذا المستوى يؤثر كثيرا على سير العملية التعليمية بتطلعاته و حاجياته، و توقعاته .
و للقسم الدراسي خصائص مميزة له عن باقي الجماعات الأخرى حددها
:Jhonson / Bany
- أهداف جماعة القسم هو تحقيق خبرة تعليمية و هذه الأهداف تكون محددة من قبل ، و من مصادر أخرى .
- حضور المكونين للجماعة إلزامي و ليس اختياري .
- يقع التلاميذ تحت ضغوط و تأثيرات تلاميذ آخرين و مجموعات ضاغطة .
- الأعراف : وتشمل كل القواعد المحددة للسلوكات المقبولة أو المنبوذة, سواء المفروضة من قانون المؤسسة أو من لدن الأستاذ ، أو المتعارف عليها من طرف أعضاء الجماعة مثل ذلك ( أدبيات النقاش والاستئذان..).
- الأهداف : وتتنوع هاته الأهداف الموجهة لنشاط جماعة الفصل حسب مصدرها ، فهناك أهداف مسطرة من طرف الوزارة الوصية يتم تحديدها مسبقا وتسعى إلى تحقيق غايات ومرامي المجتمع ، ثم هنالك أهداف تبرز كنتيجة لحياة الجماعة وديناميتها .
- المهام أو الأدوار : بحيث يبقى لكل عضو من أعضاء الجماعة بمن فيهم المدرس وظيفة ودور تتوقع منه جماعة الفصل والمؤسسة التربوية نتيجة.
- القيادة
: يجسدها المدرس في بداية تشكل الجماعة كقيادة مؤسساتية ، وهي إما تكون ديكتاتورية حيث يقرر القائد كل شيء أو ديمقراطية يسمح فيها بالمناقشة واتخاذ القرار الجماعي. أو فوضوية حيث يغيب القائد إجرائيا لتبقى قيادته رمزية.
أنماط القيادة: /IV
نوعية القيادة
على مستوى الروح المعنوية
على مستوى المردودية
صراعات قوية, تلاحم ضعيف, البحث عن كبش الفداء,والعدوانية.
إنتاجية أكبر على مستوى الكم في حضور القائد,ضعفها في غيابه
القائد هو الذي يقرر كل شيء
*روح معنوية عالية
*تلاحم قوي
إنتاجية أجود كيفا,لابأس بها كما أثناء حضوره أو غيابه
*القائد يسمح لكل عضو بالمناقشة
* القرار يتخذ جماعيا
ديموقراطية
روح معنوية منخفضة, عدوانية أكبر , عدم الإحساس بالإشباع
ضعف في الكم والكيف أثناء حضوره أو غيابه.
غياب القائد, عمليا لا يتدخل إلا نادرا.
فوضوية
رغم هاته الضوابط تعج جماعة الفصل بمختلف أشكال التنافر والتجاذب الوجداني بل حتى المعرفي ، والسبب هو أن" كل تلميذ مختلف" إن في تقبلاته ومواقفه الوجدانية أو في قدراته واستعداداته المعرفية , وهذا يعني أن المؤسسة التربوية عندما تتعامل مع المتعلمين بنفس الطرائق ونفس الأساليب. فإنها تحاول تلافي هذه المسلمة البيداغوجية ، وعليه فجماعة الفصل ليست سوى تسوية تحاول من خلالها المؤسسة التعليمية تغطية القصور في استحضار الاختلاف في إيقاعات الأفراد وحاجاتهم النفسية.
لكن إذا كان الأمر إلى هذا الحد في جماعة الفصل الموحدة قليلة العدد ، فكيف سيكون الأمر عليه بالنسبة للأقسام المكتظة غير المتجانسة والتي يطرح فيها إلى جانب هذا القصور عوامل اختلاف العمر الزمني و العقلي ,وتباين التوجهات والاهتمامات...؟.
إن ضبط الفصل والتحكم في قيادته أمر جد صعب نظرا لتفاوت الحاجيات والتجارب والخلفيات ، الشيء الذي ينجم عنه تشويش على مستوى التواصل البيداغوجي (*** تواصلي) تقوم به زمر على زمر أخرى , وأفراد على أفراد مما يجعل ديناميكية الجماعة في هاته الأقسام المكتظة اللامتجانسة تتمظهر كبنية مركبة تأسس على التنافر والتباعد والتعقد وهذا يقتضي وضع استراتيجية تنقلنا من الاختلاف الى التوحد ومن التنافر إلى التناغم من خلال التسلح بترسانة بيداغوجية ، وديداكتيكية تمكننا من توفير شروط التواصل السليم والفاعل.
أو قياس العلاقات في جماعة القسم: la sociométrie/V
*ظهرت في نهاية القرن 19 موجة القياس التي غزت العلوم الإنسانية ولعبت دورا هاما في تظويرها.
*وضعت أسس الاتجاه السوسيومتري كمظهر من مظاهر هذا التيار الذي يعتمد على تكميم الظواهر الإنسانية حوالي 1934 على يد مورينو الذي حاول وضع نسق فكري متكامل حول السوسيومتريا أو القياس الاجتماعي. كتقنية لقياس العلاقات والتفاعلات داخل الجماعة.
*مورينو :" السوسيومتريا هي الدراسة الرياضية للمظاهر النفس اجتماعية للساكنة,بالاضافة إلى التقنيات التجريبية المرتبطة بالطرائق الكمية المتوصل إليها عبر تطبيق هاته التقنيات ".
*يتكون الاختبار السوسومتري عند مورينو من أربعة أسئلة كالتالي :
1/من هم الأشخاص الذين يرغب المستجوب أن يكونوا معه ضمن نشاط ما ؟
(4)MORENO(J.L) 1970 .fondements de la sociométrie ,Paris .PUF
(5) منصور(ط)1980 : سيكولوجية الاتصال ، عالم الفكر ، المجلد 11 . العدد 2 ،الكويت.
(6)جماعي,1987 مجلة الدراسات النفسية والتربوية العدد 7 مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء .
الجماعة إلى دينامية الجماعة - موضوع منقول -
[SIGPIC] ســــــــعـــــــيـــــــد[/SIGPIC]
المواضيع المتشابهه
