دفاتر أيامك .
دفاتر أيامك أحفظها في أحشائي
أحاول أن أقرأ منها يوميا صفحات
أتهجى حروفا حبلى
يستعصي التهجي
أسدل الستار .. أبكي
لكني لا أستسلم ..لن أستسلم
سأواصل قراءتك
حرفا بحرف
لن أكسر مكسورا
لن أنصب منصوبا
ولن أجزم مجزوما
لكني بكل تأكيد سأقرأك
فحروفك مجموعة عذابات
ولا خوف منها ولا تخويف ....
سأقرأك بدون تكليف ....
لن تخبو آمالي فيك
فدفاتر أيامك معي
في دواخلي
في أعماقي
كطفل يتعلم الأبجدية أقرأك
كسنونو يبشر بقدوم الربيع
سأرفرف فوق سماك
لن أدع دفاتر أيامك عقيمة
سأولد فيها الشرارات .....
أحدد فيها كل اللقاءات
أمضي فيها النوايا
أمضي فيها العناقات
لن أمسح سطرا من شؤم
لن أأطر سطرا من وهم
أقرأك كما كتبت من دموع
من ضحكات
من لفتات
ومن قبلات .....
لن أشتم الزمن الجبار الذي يسر الهجر
سأظل أقرأك في السر والجهر
وأنت راكعة معي
نصلي معا صلاة المحبين
أقرأك جزعة من غدرك
أقلب صفحات دفاترك
أعصر الحروف واحدا واحدا
أستجديها ..أترجاها أن تسعفني
لم تشمئز الحروف مني
لم تهرب من أمامي الصفحات
أعرف أنك الآن ساطعة كالشمس
أنه توردت مقلتاك
أنه تبنيت التعاويذ
لن تنفعك التعاويذ
لن تجيرك مني .....
اليوم ،بعد لأي ، وفي الصفحة الألف
من كتابك السادس عشر
تهجيت:
" قطفت زهرة بعد ينعها وكذا يقطف الزهر بعد ينعه."
بعد هذه الصفحة طوى السجل الكتاب
لم أستطع مواصلة العذاب
كل شيء يشي بزمهرير الصواب
ما عدت أحتاج التؤدة في قراءتك
فقد علمتني الأيام
هي ذاتها التي ذوبتني فيك
أن أقرأك معصب العينين .....
أراك بين الحروف كالحقيقة شفافة
أراك تضمخين الصفحات
أراك نشوى بعذابك
فهلا تريثت قليلا
تريثي قليلا .....
لأقرأ في عينيك أحرفا ثلاثة
واعقد بيني وبينك عهودا ثلاثة
أن أراك الآن وأبدا
أن أقرأك الآن وأبدا
أن أحبك أبدا أبدا....